سينما وتلفزيون

8 مايو 2022

هل أخطأ أحمد السقا بمنافسة أحمد حلمي على إيرادات سينما عيد الفطر؟

يمر قرابة أسبوع على موسم عيد الفطر السينمائي، ولا يزال النجم المصري أحمد حلمي، يتصدر الإيرادات بفيلمه الجديد "واحد تاني" الذي يعود به إلى الشاشة الفضية بعد غياب دام ثلاث سنوات، فيما يحظى الفيلم بتفاعل كبير بين الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفقاً لآخر إحصائية صدرت من غرفة صناعة السينما المصرية فإن فيلم أحمد حلمي، حقق 26 مليون جنيه، بحدود (1406295) دولارًا، وسط توقعات بأن يواصل الفيلم حصد المزيد من الإيرادات في ظل انتعاشة سينمائية تشير إلى العودة إلى زمن ما قبل انتشار فيروس كورونا.

بينما يحتل النجم المصري أحمد السقا، الذي ينافس بفيلم "العنكبوت" في المركز الثاني بإيرادات وصلت إلى 18 مليون جنيه (973589) دولارًا، وبفارق 8 ملايين جنيه عن فيلم أحمد حلمي، وهو أمر لم يعتَده الجمهور المحب لأفلام السقا.



وبالعودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، نجد أن فيلم أحمد حلمي، استطاع الترويج للعمل بشكل جيد إضافة إلى وجود رقصة شهيرة على أغنية "الحركة دي" والتي حصدت الكثير من التفاعل بين الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي حيث، رقص عليها جمهور "تيك توك" و"إنستغرام" حتى أن المطرب المصري أحمد سعد، دخل على الخط وتحدى أحمد حلمي برقصة مختلفة نالت إعجاب الجمهور أيضاً ورفعت من أسهم شعبية الفيلم.

في المقابل، لم يكن هناك تفاعل من جانب الجمهور حول فيلم أحمد السقا، "العنكبوت"، ودار حديث بأن هناك خطأ بطرح هذا الفيلم في موسم العيد تارة ومنافسة أحمد حلمي، تارة أخرى، وهو ما جعلنا نستطلع آراء النقاد والمختصين بشأن وجود خطأ من عدمه أو عدم دراسة السوق والجمهور بشكل جيد من جانب الشركة المنتجة لفيلم "العنكبوت" كون موسم العيدين الفطر الأضحى لهما جمهور خاص، حيث أدلى بعض النقاد بآرائهم في هذا الأمر من خلال تصريحات خاصة عبر "فوشيا".

* السقا لن يتصدر



على غرار ما يفعله جمهور الناديين الأكثر شعبية في مصر "الأهلي والزمالك" عندما يتصدر الأول بطولة الدوري المصري ويظل محتفظا بالصدارة، جاءت كلمات الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله، حيث قالت إن أحمد السقا لن يتعادل في الإيرادات مع أحمد حلمي، وربما يفقد المركز الثاني بعد صعود فيلم "زومبي" للفنان علي ربيع، للمنافسة ووصول إيرادات الفيلم إلى 10 ملايين جنيه محتلا المركز الثالث، مضيفة أن هذا الفيلم يحظى بتفاعل بين الجمهور أيضاً خاصةً وأنه ينتمي لنوعية الأفلام الكوميدية التي يحبها الجمهور في مواسم الأعياد.

*الكوميديا تكسب



وأضافت ماجدة خير الله، أن الكوميديا هي التي تفوز بكعكة الإيرادات في مواسم الأعياد لأن الجمهور يكون متعطشا لمشاهدة فيلم عائلي يجمع الأسرة أمام شاشة السينما بعد فترة من الضغوطات في شهر رمضان مثلاً، مؤكدة أن الجمهور يميل دائماً لتلك الناحية، إلا أن هذا لا يعني أنه لا يوجد جمهور للأنواع الأخرى من الأفلام ولكنها ربما تجذب فئة الشباب و"الشلة" بشكل أكبر.

وعقبت "خير الله"، أن أحمد السقا، ليس عليه خطأ بشخصه بل إن الشركة المنتجة للفيلم هي التي ساهمت في هذا الخطأ ربما لعدم الترويج بشكل كاف أو عدم دراسة السوق بشكل صحيح.

وأكدت أن فيلم أحمد حلمي، يستحق الصدارة بما يتضمنه من كوميديا اجتماعية بالرغم من حديث البعض عن اتهامات له بالترويج للمثلية الجنسية والإيحاءات أو تكرار أحمد حلمي نفسه، فضلاً عن الحديث عن تشابه الفيلم مع أكثر من عمل سينمائي وتليفزيوني وتحديداً فيلم Yes Man، ومسلسل Living With Yourself وفيلم Jonathan.

*لا مقارنة بين حلمي والسقا



وأردفت الناقدة حنان شومان، قائلة إن المبدأ العام يشير إلى أن تواجد أحمد حلمي، بجانب السقا في المنافسة ستكون النتيجة في صالح الأول بجني إيرادات أكثر، مضيفة أن الفيلم الكوميدي في العموم له جمهور أكبر من الأكشن، إضافة إلى أن "حلمي" له جمهور من جميع الفئات ولم يتواجد منذ 3 سنوات في السينما، ومن هنا فإن جمهوره متعطش لمشاهدته.

وبينت "شومان"، أن هناك الكثير من العوامل تجعل أحمد حلمي متفوقاً ولا وجود للمقارنة مع "السقا"، لافتة إلى أن التوقيت ربما خطأ لمنافسة حلمي، لكنه مقبول في موسم عيد الفطر لأنه في حال طرحه بموسم عادي ربما لن يحصد الإيرادات التي حققها.

وتابعت أن ما حدث من جانب الشركة يرفع شعار "قوة الدفع"، كما يحدث من جانب منتجي الأفلام ذات الإنتاج الضعيف لتحصيل التكلفة.

*السقا مستهلك



وقال الناقد الفني نادر عدلي، إنه لا يوجد فيلم كوميدي منذ خمس سنوات يستطيع تحقيق إيرادات كبيرة، حتى أن نجوم الكوميديا أنفسهم لم يحققوا أرقاماً كبيرة، مبيناً أن حلمي والسقا مبتعدان عن السوق السينمائي منذ 3 سنوات وكل منهما يسعى لتحقيق إيرادات مقبولة.

وأضاف أن شركات التوزيع الخاصة بكل فيلم رأت أنه يصعب وجود أي منهما في منافسة موسم عيد الأضحى السينمائي المقبل، نظراً لوجود نجوم أمثال أحمد عز وكريم عبدالعزيز وتامر حسني ومحمد هنيدي وهو ما يصعب تحقيق إيرادات في وجودهم، فرأوا أن وجود الفيلم في الشهرين القادمين قبل عيد الأضحى فرصة لكلا الفيلمين.

وتابع نادر عدلي، أن هناك عاملا آخر باستطاعة "السقا" و"حلمي" الاستمرار في المنافسة نظراً لوجود امتحانات قادمة في مصر على مستوى المرحلتين الإعدادية والثانوية، مضيفاً أن كليهما له شعبية ولكن أحمد حلمي بعيد عن "هيصة السوق" بعكس السقا الذي أصبح مستهلكا ووجهه معروف للجمهور في التلفزيون والإعلانات والظهور الإعلامي الكثير أيضاً.

وأوضح أنه في المقابل كانت إيرادات أحمد حلمي في آخر فيلمين له "بائسة" ومن هنا تحدث عملية تعويض عما فات والاستمرار بنفس معدل الفارق بينهما هو الحاسم، بالرغم من صعوبة تخطي السقا لحلمي في الإيرادات.