سينما وتلفزيون

27 أبريل 2022

"على قيد الحب".. هل يعد عودة موفقة إلى دراما الزمن الجميل؟

لفت مسلسل "على قيد الحب" أنظار الجمهور؛ كونه يمثل على حسب تعبير المُشاهدين عودة للدراما السورية الاجتماعية التي تتميز بالدفء والجدية بطرح الأمور، والعلاقات الإنسانية، واستطاع أن يخلق حالة حنين من خلال بعض التفاصيل الدافئة التي مرت به، وهو من تأليف فادي قوشقجي، إخراج باسم السلكا.

عمل مختلف





 
 
ولاحظ الجمهور أن أبرز الأمور التي تجعل "على قيد الحب" مختلف هو أنه بعيد عن طابع القسوة والعنف الذي شهدته أغلب الأعمال السورية في السنوات الأخيرة، عدا عن عدم تطرقه إلى مشاكل الحرب وما نتج عنها، إذ جاء ليعيد طرح المشكلات الطبيعية بين الزوج والزوجة، والأب وأولاده بعيدا عن المبالغة، وأعاد تصوير الحياة الطبيعية للعائلة السورية باجتماعاتها العفوية والبسيطة البعيدة عن التزييف، كما قدم جملة من الحوارات الهادفة والعميقة التي تجلت في حديث شخصياته فحمل بين طياته رسائل أخلاقية وتربوية.
وعلى الرغم من ابتعاده عن مشاهد العنف لكنه لم يبتعد عن الأزمة السورية بترميزه لبعض الأحداث، ومنها حادث السيارة مع شخصية "شام"، وخلاف العائلتين بسبب الحادث، واضطراب الأمور والاختلاف بين الآراء، إضافة إلى ما خلّفته من مشكلات بين العائلتين ومحاولة العقلاء حلّها.

قصة العمل


تدور قصة المسلسل حول أمين وحسان اللذين تمتد جذور صداقتهما لسنوات طويلة، ثم أصبحا أقرباء بالمصاهرة ليشكلا معا عائلة واحدة تسودها المحبة، لتمر عليهما بعض المشكلات العائلية التي تضع علاقتهما تحت اختبار كبير سببه تصرفات أبنائهما والقرارات التي يتخذونها، إذ تفشل تجربة الزواج الثانية لـ "أروى- مديحة كنيفاتي" ابنة "أمين- دريد لحام" وتنفصل عنه، وتقوم"لينا- رنا كرم" ابنة "حسان- أسامة الروماني" بالزواج سرا من شاب آخر ويفتضح أمرها، كما ينقل العمل العديد من القضايا المهمة التي نراها في كل عائلة، ويصورها بجرعة عالية من الدفء والحب.

عودة دريد لحام وأسامة الروماني





كما شهد العمل عودة الفنان أسامة الروماني للوقوف مجددا برفقة الفنان دريد لحام بعد انقطاع دام 40 عاما بشخصيتي الصديقين منذ أربعة عقود برغم الاختبارات التي تمر بعلاقتهما، بسبب الأولاد وأحداث ماضية تعود للواجهة.
واشتهر كل من اللحام وروماني بتقديم ثنائيات درامية مهمة، لا سيما في مسرحيات الكاتب الراحل محمد الماغوط، منها: ”غربة“ العام 1976 ”، وضيعة تشرين“ 1974، وهما من إخراج خلدون المالح.
وصرح الروماني سابقا لـ "فوشيا" بأن عودته للدراما السورية واستقبال نجومها له، ألقى مسؤولية كبيرة على عاتقه وهي إبراز وتقديم أفضل ما لديه في أعماله القادمة، مؤكدا على وجود الشغف الدافع له باستمرار للعودة مجددا بعد أكثر من 40 عاما على الانقطاع، بسبب الانتقال لدولة الكويت والعمل في إنتاج برامج الأطفال.
وأعرب لحام كذلك في تصريح سابق لـ"فوشيا" عن سعادته العميقة بالعمل مجددا مع الروماني بعد الانقطاع الطويل، كما أعرب عن أمنيته أن يحقق العمل نجاحا جماهيريا. منوها إلى أن دوره في المسلسل ليس فيه كوميديا على الإطلاق، وهو أب تواجه عائلته أزمات يحاول تجاوزها مع زوجته وأولاده.

ثنائيات الحب ما بين الإشادة والانتقاد





 
وضم العمل عددا من ثنائيات الحب التي أبرزت الحب العفوي والبسيط البعيد عن المظاهر والاستعراض، وقصص الخيانة، ولكن على الرغم من ذلك شهدت ثنائية هافال حمدي وترف التقي انتقادا من قبل الجمهور؛ بسبب تكرار هذه الثنائية، معتبرين أن المخرج قام باستسهال الموضوع، عدا عن تطور الأحداث بشكل كبير، وسرعة وقوع الشخصيات في حب بعضها من أول لقاء، ليحكموا عليه بالبعد عن المنطق.

رد المخرج على انتقادات العمل


كما رد مخرج العمل باسم السلكا من خلال إطلالة إعلامية له على الانتقادات التي تطاله بشأن إعادة تقديم ثنائية هافال حمدي وترف التقي، بعد مسلسل "بورتريه"، مبينا أن طريقة التقديم مختلفة، فهو لم يكرر الفكرة، وإنما قدمهما بطريقة جديدة كليا، وهذا استثمار بالنسبة له فالانسجام بينهما كبير، وممكن أن يقدمهما في مسلسل آخر كأخوة.
وقال إن "على قيد الحب" تعاون من خلاله مع عدد كبير من الفنانين كأول مرة مثل دريد لحام، صباح الجزائري، نادين خوري، سمر سامي والجمهور تجاهل هذا الموضوع، واتجه لانتقاد ثنائية هافال وترف على حد تعبيره.



كما أكد وجود تحديات كبيرة في العمل، فتقديم الفنان جرجس جبارة بشخصية مختلفة، جعل جرجس مستغربا، إذ قال له: "أكيد انت باعتلي هالشخصية"؛ نظرا لكونه يجسد هذا الدور لأول مرة في تاريخه الفني، بالإضافة إلى تقديم رنا كرم بطريقة مختلفة.
والجدير ذكره أن "على قيد الحب" من بطولة سلوم حداد، نادين خوري، وفاء موصللي، صباح الجزائري، أسامة الروماني، مهيار خضور، جلال شموط، مديحة كنيفاتي، يزن خليل، جرجس جبارة، عاصم حواط، هافال حمدي، روعة ياسين، خالد شباط وغيرهم.