سينما وتلفزيون

8 أبريل 2022

"بروكار 2" يقدمة مختلفة للمرأة السورية.. تقاتل بالسلاح مع الثوار

استطاع مسلسل "بروكار 2" أن يقدم صورة جديدة للمرأة السورية في أعمال البيئة الشامية، عبر نماذج متعددة وكثيرة لسيدات لم تظهرن كتابعات أو منقادات للرجل، إنما صاحبات عمل خارج منازلهن، وصاحبات قرار وكلمة.

وجاءت الحلقة السادسة من العمل والتي عُرضت أمس الخميس، حاملة صورة جديدة، وهن السيدات اللواتي يقاتلن رفقة الرجال الثوار ضد المستعمر الفرنسي لفك الحصار عن إحدى حارات دمشق، والمساهمة في مواجهة المحتل، وعودة الحياة الطبيعية لقاطني الحارة.




وظهرت بعض السيدات المقاتلات اللواتي رافقن الرجال بحمل السلاح "الدكتورة انطوانيت- نادين خوري"، و"بثينة- زينة بارافي"، و"ليلى- رشا إبراهيم" وساهمن بمهاجمة الفرنسيين، إلى جانب القوة التي ظهرت من "أم النور- فاديا خطاب" لحماية ابنتها والتخلص من اعتقال الفرنسيين لها، وقوة "أم عصمت- لينا حوارنة" في مواجهة مايتصرفه زوجها "أبو عصمت- زهير رمضان" ورفضها لما يقوم به.

وتظهر كذلك "فريال- رنا الأبيض "بصورة المرأة القوية القادرة على مواجهة شقيقها ومقاطعته؛ لأن معاملته معها لم تكن جيدة، ولم يحترم رأيها أو قرارها، وانشغالها بعملها في مشغلها الخاص ضمن "الحارة"، وكذلك مواجهة "أم عزمي- فيلدا سمور" لابنها عزمي ورفضها الخروج معه من الحصار، وقرارها البقاء مع أهلها وجيرانها لمواجهة الفرنسي.

جميعها حالات يظهر بعضها بإطلالة مختلفة من ناحية الشكل عن الصورة العامة، والشكل الموحد الذي كانت تظهر عليه النساء في مثل هذه الأعمال، وتقدم صورة مختلفة للمرأة السورية من ناحية المضمون، وأسلوب الحياة، تغاير ما اعتاده جمهور هذه الأعمال، حيث كانت المرأة تظهر بصورة نمطية، هدفها الزواج، وإرضاء الرجل، وتلبية مطالبه الحياتية، ولا يمكنها مواجهة أي قرار يصدر عنه.




كذلك ستظهر لاحقا مع الحلقات المقبلة شخصيات نسائية جديدة، منها شخصية للفنانة روبين عيسى، تأتي أيضا كمقاتلة في مواجهة الفرنسيين.

ويواصل الجزء الثاني استكمال أحداث الجزء الأول وملاحقة الفرنسيين للطبيبة انطوانيت، وللفتاة "بثينة" التي شاركت بقتل الفرنسيين داخل "مشغل الخياطة" والدكتور "عصمت".

و"بروكار 2" عمل بيئي شامي تدور أحداثه في أربعينيات القرن المنصرم، خلال فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، ويتحدث عن صناعة البروكار في تلك الفترة، ومحاولة أحد الفرنسيين سرقة هذه الصناعة، كما يتناول دور المرأة السورية في مواجهة الاحتلال الفرنسي.

ويقدم كذلك قصة حب بأسلوب جريء، يتجاوز المحظورات والممنوعات، ليكون حبا شجاعا، وناجحا، إضافة إلى تناوله الحياة العامة بعيدا عن الاستعراض الفلكلوري، ذاهبا نحو الواقع ليجمع ما بين العمل البيئي والمعاصر.




وفي حديث سابق لمخرج العمل محمد زهير رجب مع موقع "فوشيا"، كشف أن الجزء الثاني إضافة إلى استمرارية أحداث الجزء الأول، سيتضمن أحداثا جديدة، وخطوطا تنتهي باستقلال سوريا وجلاء الفرنسي عن أرضها، كما سيشهد حضورا أكبر للمرأة السورية، وتأثيرا واضحا في مجرى الأحداث، وستدافع عن حقوقها، ووجودها، أسوة بماضي المرأة السورية الحاضرة في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.