سينما وتلفزيون

12 مارس 2022

تفاوت الأجور بين الفنانين العرب والمصريين.. لصالح من؟

يظهر التفاوت في الأجور بين الفنانين العرب الذين يذهبون إلى مصر من أجل المشاركة في الأعمال الفنية، ويقللون من أجورهم بشكل ملحوظ بحثاً عن الفرصة والانتشار، وبين الفنانين المصريين الذين يحصلون على أجور محددة ويرفضون تقليلها أو تخفيضها بعض الشيء.
موقع "فوشيا" تحدث مع الصناع والفنانين والنقاد لمعرفة مدى تأثير ذلك على فرصهم على الشاشة، وهل هذا يأتي في صالح الفنان العربي أم المصري؟
 




الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس قالت إن مسألة الأجور لا يوجد لها أي قوانين أو ضوابط تنظمها من قبل النقابات الفنية المصرية، ولذلك فإن الحكم الوحيد فيها هو الجهة المنتجة والتي تتعامل مع النجوم الوافدين من مختلف الدول العربية أنهم جدد حتى لو كانوا حققوا نجاحات كبيرة في بلدهم، ولكنهم لم يصنعوا أي إنجازات في مصر.
وأضافت موريس أنه من الطبيعي أن يتعامل المنتجون بتلك الطريقة، لأنه من الصعب مساواتهم بالنجوم المصريين خصوصاً في أدوارهم الأولى داخل مصر.
وتابعت: "تفاوت الأجور بين الفنانين العرب في بداية خطواتهم بمصر يعطيهم فرصة أكبر للانتشار، وتخفيض أجورهم عن المصريين ليس ظلما لهم ولكن هي قواعد موجودة في كل العالم، لأنها في النهاية مهما كانت شهرتهم في بلدهم فهم يعتبرون وجها جديدا على الجمهور المصري، ولو نظرنا إلى المسألة بشكل أوسع سنجد أن هذا يحدث في كل المهن وليس في الفن فقط، بمعنى أنه عندما يسافر أي شخص للعمل في دولة أخرى يبدأ بأجر أقل عن صاحب الدولة وعندما يحقق نجاحا وطفرة في عمله يزيد أجره بما يتساوى مع صاحب البلد، وهو نفس الأمر الذي يحدث مع النجوم العرب".
واستكملت حديثها قائلة: "هناك العديد من النماذج لفنانات عربيات استطعن أن يثبتن أنفسهن بالأعمال الفنية المصرية ويتعاملن الآن في أجورهن بنفس قيمة النجمات المصريات، ومنهن على سبيل المثال النجمات التونسة هند صبري ودرة وعائشة بن أحمد وغيرهن الكثير، فالمسألة لا تقاس بالجنسية على الإطلاق ولكنها تحسب بحجم ومقدار النجاحات، وهي مسألة عرض وطلب ولا يوجد ثوابت في عالم التمثيل".
أما المنتج المصري أحمد نور فأكد أن تفاوت الأجور بين الفنانين المصريين والعرب شيء طبيعي لأنه عندما يأتي فنان عربي للعمل في الأعمال الفنية المصرية سواء بالسينما أو الدراما التلفزيونية يعطي المنتج له الفرصة على الرغم من أنه لا يعلم مدى قبوله عند الجمهور المشاهد، فربما يحقق النجاح وربما لا، ولذلك فإن أول خطواته تكون بأجر أقل لهذا السبب.
وأضاف "نور": "معظم النجوم العرب بدأوا بهذا الشكل في مصر، وأغلبهم استطاعوا أن يحققوا نجاحا ويعدلوا أجورهم مساواة بالنجوم المصريين أمثال إياد نصار وهند صبري وعائشة بن أحمد الذين أصبحوا نجوما مهمين ولهم ثقلهم في أي عمل فني يشاركون فيه، وأنا كمنتج لا يمكن أن أقيّم فنانا عربيا على حجم نجاحاته في بلده لأن معايير السوق تختلف في مصر، كما أن الفنان نفسه عندما يأتي إلى مصر يتفهم ذلك جيداً ويعلم أنه لابد أن يثبت نفسه في الأعمال المصرية بعيداً عن الرصيد الفني الذي قدمه في بلده".
وأوضح: "تنازل النجوم العرب عن أجرهم الحقيقي والموافقة على أخذ أجر أقل هو شيء لم يؤثر على الإطلاق على وجودهم بشكل أكبر في الأعمال الفنية، ولم يجعلهم في موضع أفضلية عن الفنان المصري بالنسبة للمنتجين، لأننا نختار الأنسب للدور والشخصية وليس الأقل أجراً، والحقيقة أن المجال يتسع للجميع ويعطي الفرصة لكل من هو موهوب، ولا يوجد فنان يظلم في أجره سواء كان عربيا أو مصريا طالما يحقق النجاح ولدية جماهيرية كبيرة".




وأبدت الفنانة التونسية ساندي علي رأيها قائلة: "تخفيض الأجور يتوقف على عوامل عديدة ومختلفة، فيمكن لفنان أن يخفض من أجره الذي يتقاضاه لأنه معجب بالدور ويريد أن يقدمه، أو يتنازل من أجل أنه يرغب في العمل مع مخرج معين أو بطل ما، لكن هذا لم يحدث كثيراً مع النجوم الذين صنعوا أسماءهم وحققوا قدرا من الشهرة والجماهيرية، أما بالنسبة للنجوم الذين يأتون إلى مصر من أجل تقديم أولى أعمالهم بها فالأمر يختلف، فإنهم لابد أن يقللوا من أجورهم ليجدوا الفرصة.
وأضافت: "هناك نقطة مهمة ربما لم يضعها البعض في الاعتبار وهي أن الفنان العربي عندما يصل إلى مصر ويخفض من أجره فهو يتحصل على أجر أعلى مما كان يتقاضاه في بلده أيضاً، لأن معدل الأجور للفنانين في مصر أعلى من أي دولة عربية أخرى باستثناء الخليج العربي، ولذلك فهو لم يشعر بضرر عندما يقلل من أجره الذي يحصل عليه، وفي مقابل ذلك هو يفتح لنفسه المساحة أن يشارك في العديد من الأعمال الفنية بفترة قصيرة، وهذا يسمح له أن يحقق الانتشار والنجاح في أقل وقت، ويقدر بعدها أن يزيد من أجره ليتساوى مع النجوم المصريين".
واستكملت حديثها قائلة: "الأجر ليس هو فقط الذي يؤدي إلى انتشار الفنان ولكن لابد من أن يكون صاحب موهبة، وهناك العديد من النماذج لفنانين عرب لم يستطيعوا تحقيق النجاح في مصر، وعادوا إلى بلدهم مرة أخرى بسبب عدم طلبهم في أعمال فنية جديدة".




أما الفنانة المصرية لقاء سويدان فتقول: "خلال السنوات الأخيرة مسألة الأجور أصبحت لا تسير بشكل محدد وثابت، بمعنى أن نجوم الصف الأول فقط هم من لديهم أجر ثابت ومتعارف عليه، أما باقي الفنانين ليس لديهم أجر ثابت يتقاضونه في كل أعمالهم الفنية، وهذا على المصريين والعرب أيضاً، فكل عمل له أجره الذي يتم وضعه حسب معايير عديدة يتفق عليها الفنان مع الشركة المنتجة".
وأضافت: "أعترف أن الفنان العربي عندما يأتي لمصر يقلل من أجره بشكل مبالغ فيه عن نظيره المصري، وهذا بغرض الحصول على الفرصة والتواجد في أعمال فنية مميزة قادرة على إظهاره بشكل جيد للجمهور، وهذا يسمح له بالتواجد بشكل أكبر عن الفنان المصري، لأنه في النهاية يقدم نفس الدور وبطريقة جيدة ولكنه بالنسبة للمنتج أعطى له الفرصة للتقليل من ميزانية العمل".