سينما وتلفزيون

22 أغسطس 2021

سينما الرعب والخيال العلمي العربية.. ماذا قال النقاد عن مقارنتها بهوليوود؟

قدمت السينما المصرية والعربية خلال الفترة الأخيرة، تجارب مختلفة ومتعددة من أفلام الرعب والخيال العلمي، واستطاعت أن تجذب اهتمام الكثيرين، ومنها على سبيل المثال فيلم "موسى" بطولة النجم المصري كريم محمود عبد العزيز، وفيلم "عمار" بطولة النجم شريف سلامة وإيمان العاصي، وفيلم "خط دم" بطولة النجمة المصرية نيللي كريم وظافر العابدين، وفيلم "الحارس" بطولة النجم المصري أحمد الفيشاوي.
وبدأ البعض يؤكد على اقتراب السينما العربية، من منافسة هوليوود في تلك النوعية من الأعمال الفنية. سألنا النقاد الفنيين والمبدعين ليجيبوا لنا عن رأيهم.
 




تحدث الناقد الفني المصري طارق الشناوي، قائلًا: "المتلقي عندما يحكم على أي عمل فني، يحكم علية عالميًا وليس محليًا، لأن المشاهد المصري والعربي ليس بمعزل عن الحياة، خصوصًا في ظل التطور التكنولوجي الذي وصلنا له من وجود منصات إلكترونية، تقدم له العديد من الأفلام الأجنبية".
وأضاف: "لذلك يجب على صُناع السينما في الوطن العربي، أن يضعوا في الاعتبار هذا الأمر، ويحاولون الوصول إلى أفضل صورة وصلت له السينما العالمية في الرعب والخيال العلمي. ولكن للأسف هذا لم يحدث في بعض النماذج الموجودة بالسينما، ولو تحدثنا عن فيلم "موسى" بطولة النجم كريم محمود عبد العزيز كمنوذج لأفلام الخيال العلمي، فهذة النوعية من الأفلام العالمية سبقت التكنولوجيا والتقنيات المستخدمة في "موسى" بمراحل، وهو فيلم على المستوى النظري يصنف ضمن أفلام الخيال العلمي، ولكن عمليًا هو قليل الخيال وفقير في العلم".
وتابع: "ليس معنى ذلك أننا متأخرين بل أن هناك أعمال بها لمحات جيدة، مثل فيلم "الفيل الأزرق 2" بطولة النجم كريم عبد العزيز. لذلك، نحن لسنا بعيدين عن الحالة الإبداعية وأتمنى أن نقدم مزيد من الأفلام الخاصة بالرعب والخيال العلمي، حتى نحقق مزيدًا من التطور في فترات قصيرة".




أما المخرج المصري محمود كامل، فقال: "عن نفسي، لديّ تجارب في سينما أفلام الرعب ومنها فيلم "عمار" و"زودياك"، وبالرغم من ذلك، أرى أنه ليس هناك مقارنة بين السينما المصرية والعربية وبين الأمريكية، لأن الفروق كبيرة جدًا، وأعتقد أن فكرة المقارنة لا يجب أن تتواجد من الأساس، لأنها بالتأكيد ستكون ظالمة للسينما العربية، وبناء عن تجربة شخصية كوني عشت في الولايات المتحدة الأمريكية لفترة وقدمت فيها عدد من الأفلام السينمائية، أؤكد أن طريقة العمل في السينما العربية مختلفة تمامًا عن هوليوود، وهو ما يجعل المنتج النهائي مختلف أيضًا؛ فهذة النوعية من الأفلام تحتاج إلى فترة تحضير طويلة، ليخرج كل مشهد بصورة واقعية ومبهرة للمشاهد، وقد تستغرق مدة التحضير لها أكثر من عام، وتصويرها يمتد لأكثر من ستة أشهر كاملة، بينما في عالمنا العربي أكثر مدة تصوير لفيلم لا تتعدى الثلاثة أشهر، بغرض التوفير في التكلفة وتقليل النفقات.
وأضاف: "أفلام الرعب والخيال العلمي في مصر أو الوطن العربي، يمكن مقارنتها بالأفلام المستقلة في أمريكا، من حيث الإمكانيات والتقنيات المستخدمة، لكن السينما في هوليوود تتطور بشكل كبير، ومن الصعب مجاراتها، خصوصًا من الناحية المادية، إلى جانب أننا نحتاج إلى تطور في الأفكار والسيناريو وزيادة ضخامة الإنتاج لهذة النوعية من الأعمال، من أجل التقارب -فقط- مع هوليوود. لكن بالنسبة للإمكانيات البشرية من كتّاب ومخرجين ومديري إضاءة وفنانين وديكورات، فلا نقلّ أبدًا عن الخارج".




وتقول الناقدة الفنية المصرية، ماجدة موريس: "خلال الفترة الأخيرة، كانت هناك العديد من التجارب في السينما المصرية، من نوعية أفلام الرعب والخيال العلمي، لكنني ما زلت أجد أننا بعيدون عن السينما العالمية في هذة النوعية، ويأتي في الأولوية وراء أسباب هذا الفرق الواسع بيننا وبينهم، الإنتاج والميزانيات التي لا تتناسب أبدًا مع حجم التكلفة، من أجل تقديم عمل فني قوي ومقنع في الصورة والشكل".
وأضافت: "إلى جانب الفروق الكبيرة في حجم التقنيات والتكنولوجيا المستخدمة في تلك النوعية من الأعمال بين أفلامنا وأفلام هوليوود، فأنا مع فكرة تقديم هذة النوعية وعدم التوقف عنها، حتى لو لم نستطع التنافس بها عالميًا، لأن لكل فن قيمته المحلية فيما يقدمه عن بلده من أفكار وقصص وموضوعات. لذا، يجب علينا الاستمرار وعدم التراجع أو الابتعاد، ويجب -أيضًا- أن نحاول طوال الوقت أن نرتقي بما نقدمه ونسعى لتحسينه دائمًا".
وتابع: "أجد خطوة فيلم "موسى" في الخيال العلمي، هامة بالنسبة للسينما المصرية والعربية، لأنها تفتح الباب لوجود تجارب أخرى، وتعطي الفرصة لفكرة الاستمرار، لأن التكرار يعطي تراكمًا في الخبرات ويزيد من جودة المضمون، ولا يمكن أن نقيّم أبدًا من أول أو ثاني أو ثالث تجربة، بل علينا أن ننتظر حتى يصبح لدينا كم وفير من هذة النوعية، وبعدها نقيّم وننتقد السيئ منها، وإلزام صُناع السينما في مصر تقديم كافة الأنواع، والخروج من فكرة تقديم التقليدي والمضمون".




ويقول المؤلف المصري باهر دويدار: "أشجع دائمًا التجارب المختلفة والجريئة وأدعم استمرارها، ولكن بالتأكيد هناك فرق بينها وبين الأعمال الأجنبية في مسألة الخبرات المتراكمة، بالإضافة إلى الامكانيات المستخدمة، والتي تفوق بكثير ما يتم التعامل بها في مصر، وهذا ناتج عن عدم قدرة الشركات المنتجة في تحمل تلك التكاليف الضخمة. ولكن يجب أن نضع في الاعتبار، أننا لا نبحث عن المنافسة مع هوليوود في أفلام الرعب والخيال العلمي خلال الفترة الحالية، لأننا ما زلنا في مرحلة التجربة، بينما هم من بدأوا في إنتاج هذة الأعمال منذ عشرات السنوات، وأصبحوا ملمين بكل تفاصيلها وخباياها".
وأضاف: "ما تم تقديمه حتى الآن في السينما المصرية والعربية من أفلام رعب وخيال علمي، تجارب مبشرة وتدعوا للتفائل بما هو قادم، وأظهرت لنا أننا أصبح لدينا مستوى مرتفع من التقنيات التكنولوجية عما سبق، ولكنها بالتأكيد لا تضاهي ما تستخدم في هوليوود الآن، وأكدت لنا أننا نمتلك مبدعين على أعلى مستوى، حاولوا تقديم أفضل ما لديهم حسب الإمكانيات المتوفرة لهم".