سينما وتلفزيون

27 نوفمبر 2020

نشر مذكرات نادية لطفي لأول مرة عبر شاشة "الشرق"

بدأت قناة "الشرق" الإخبارية التي انطلق بثها قبل أيام، في عرض مذكرات الفنانة المصرية الراحلة نادية لطفي، وذلك لأول مرة بعدما سجلتها قبل نحو 18 عاماً، ولم تخرج للنور طوال هذه السنوات.

وتتحدث نادية لطفي وفقًا لما نشرته "الشرق" من تسجيلات عبر حلقات على قناتها في موقع "يوتيوب"، عن تاريخها الفني والسياسي والإنساني، ما يُعد وثيقة وشهادة على عصر نجوم الفن الجميل الذي يزخر بالعديد من النجوم والأحداث.

وتروي نادية لطفي، في مذكراتها أن السينما هي من ربتها وليس والدها أو والدتها مبيّنة أنها في بدايتها كانت خليطًا من كل أنواع الفنون والرياضة، وأوضحت أنها تعتبرها كل شيء في حياتها.

وأضافت نادية لطفي، أنها في سنها الصغير لم يكن حلمها التمثيل سواء هي أو أي ابن او فتاة في سنها وقتها، معقبة بأنها أول ما بدأت التمثيل كان يشغلها أن تكون جديرة بهذا الموقع وتملأه حيث كانت تخشى من عدم القدرة على الاستكمال في هذا الموقع وكان ينقصها التعليم.


وأوضحت أنها كانت فتاة وحيدة في أسرتها ولذلك كان لها مكونات مختلفة عن غيرها لأن الوحيد يكون له حنين للإخوة والصداقة ولكنه لم يكن يعرف ذلك فضلًا عن أنه يكون مبسوطًا وهو صغير وكلما يكبر يكون لديه إحساس بالفراغ فيتفانى في حب الزميل.

وعقبت بأن الوحيد تكون أحلامه مرتبطة وليست مفتوحة، موضحة أنها تربت في بيئة مفتوحة داخل منزل بجنينة وحيوانات وخيول ولذلك لا تخاف منهم وكانت تقضي يومها في الزرع ومع الحيوانات وكانت تحب البحر والشمس ولكنها كانت تحب الشارع ولا تحب الجلوس في المنزل.


وبشأن كواليس بدايتها مع التمثيل، قالت نادية لطفي: "لم تكن لي في سنوات دراستي في المدرسة الألمانية أي نشاطات فنية، فلا أذكر أنه كانت لي هوايات موسيقية أو غنائية أو تمثيلية كبقية الطالبات في تلك المرحلة".

وتابعت: "في مرة اختارتني المشرفة على فريق التمثيل للمشاركة في عرض مسرحي مستوحى من رائعة (البخيل) لموليير، وأسندت لي دور بنت البخيل، ورحت أحفظ الدور استعدادًا ليوم العرض، فلما جاءت اللحظة الحاسمة ودخلت إلى خشبة المسرح فوجئت باحتباس صوتي من شدة التوتر، وفشلت في أول تجربة لي في التمثيل، وقررت لحظتها أن أهجر التمثيل إلى الأبد".

وأكدت الفنانة المصرية الراحلة: "لم يكن التمثيل من هواياتي ولا اهتماماتي في تلك المرحلة، بل بدا لي حينها أن احترافه لا يليق بطالبة بل هو مخالفة تستوجب العقاب، مثلما حدث مع زميلتنا بالمدرسة الطالبة مريم فخر الدين والتي أصبحت فيما بعد النجمة السينمائية المعروفة".

وأشارت نادية لطفي قائلة: "كانت مريم تكبرنا بسنوات، وحدث أن شاركت مريم في مسابقة للفتيات الجميلات، ولما فازت بها نشرت مجلة حواء صورتها على غلافها، وهو ما لفت إليها نظر المخرج أحمد بدرخان فسعى إليها وتعاقد معها على بطولة فيلمه الجديد".

وأردفت: "نشرت الصحف أخبارًا عن الاكتشاف السينمائي الجديد (عام 1950 تقريبًا)، وهو ما أثار غضب إدارة المدرسة الألمانية ورأت أنه خروج على تقاليدها ومن الممكن أن يحرض مزيداً من الطالبات على هذا الانحراف فقررت فصل مريم من المدرسة، وذهبنا ذات صباح لنقرأ الخبر معلقًا في لوحة الإعلانات بالمدرسة".

ونوّهت بأنها اتجهت إلى الكتابة الأدبية والتأليف بعد فشلها في التمثيل، فقالت: "أصبحت مغرمة بكتابة القصص وإرسالها إلى الصحف والمجلات والمشاركة في مسابقات الهواة، وذات يوم وصلني خطاب من مجلة معروفة يفيد بفوزي بالجائزة الأولى وكانت قيمتها المالية عشرين جنيهًا، وأصرت صديقة لي على إقامة حفل في بيتها بحضور صديقاتنا المقربات على أن أتحمل أنا تكاليفها باعتباري أصبحت ثرية".

وتابعت: "في اليوم التالي ذهبت إلى مقر المجلة لتسلم الجائزة، وإذا بمدير التحرير يلقي إليّ بالمفاجأة الصادمة لم نرسل لك أي خطاب ونتيجة المسابقة لم تعلن بعد!. وأدركت على الفور أنني تعرضت لمقلب من تلك الصديقة الشريرة".

وأكدت أنها كسرت قواعد كلاسيكية معروفة، معقبة بأنها جسدت أدوار الفتاة الحية الحقيقية في جميع أعمالها الفنية حيث قطعت شوطًا كبيرًا في ذلك عند احتراف التمثيل ومن هنا اختصرت قرابة 7 سنوات يمكن أن يأخذها غيرها كي يصل إلى النجومية.

وأشارت إلى أنها كانت تحب أن تلعب على حافة الهاوية وجرأها على ذلك الجمهور ناصحة الممثلات بألا يخضن أدوارا تمثيلية حسب شخصياتهم فلا يجوز أن تكون الممثلة طيبة فتجسد دور الطيبة بل تتمرد على الأدوار والشخصيات التي تلعبها.


وكانت المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق قد أعلنت في 11 نوفمبر الجاري عن انطلاق "الشرق للأخبار"، عبر الخدمة الإخبارية العربية الجديدة المتعددة المنصات، على أن توفر تغطيات يومية على مدار الساعة للمتلقي في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وتركز القناة على القضايا الاقتصادية الإقليمية والدولية حتى يتمكن الجمهور العربي من الاطلاع على أحدث تطورات الاقتصاد العالمي بمجرد حدوثها، مع تحليلات وافية ومعمّقة تواكب التطورات.

يُذكر أن نادية لطفي رحلت عن عالمنا مساء يوم 4 فبراير من العام الجاري، عن عمر ناهز الـ 83 عاما، بعد رحلة صراع طويلة مع المرض، وفي صباح اليوم التالي حرص عدد كبير من الفنانين على تشييع جثمانها إلى مثواه الأخير بمقابر الواحات بمدينة السادس من أكتوبر بالجيزة.