سينما وتلفزيون

22 أبريل 2020

ما مصير الإعلانات في فواصل مسلسلات رمضان في ظل كورونا؟

أيام معدودة وينطلق شهر رمضان المبارك وسط أزمةٍ يشهدها العالم أجمع بانتشار فيروس كورونا المستجد الذي أجمعت منظمة الصحة العالمية وحكومات الدول على إجراء واحد لمواجهته وهو الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي لمنع التجمعات لحين ظهور لقاح أو علاج نهائي.

ومن المعروف أنَّ العديد من المواطنين يشكون كل عام من كثرة الفواصل الإعلانية التي تتضمنها المسلسلات الدرامية في رمضان والتي يراها البعض أنها تفسد مشاهدتهم للعمل لدرجة تجعل البعض يلجأ لمشاهدة المسلسل عبر "اليوتيوب" أو من خلال إحدى المنصات الإلكترونية تفاديًا لكسر اندماجهم مع المتابعة.

ولكن مع التزام المواطنين بالحجر المنزلي، ووجود ندرة في عدد المسلسلات التي يتم عرضها في الدراما المصرية لهذا العام، كان لا بد من التطرق إلى مصير الإعلانات التي تشهدها الفواصل في مسلسلات رمضان.

في البداية، قال خبير الإعلانات الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة المصرية، إن جلوس المواطنين في المنزل ليس له علاقة بالإعلانات، لكن الوضع قد يكون مختلفا هذه المرة بسبب الحجر المنزلي جراء فيروس كورونا المستجد.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"فوشيا"، أن المستهلك البسيط أصبح يعيد حساباته في أوجه الإنفاق، ويعطي أولوية للأشياء التي يحتاجها فقط، منوهًا أن الفترة الماضية شهدت هوجة في الشراء ولكن بعد تأكد الجمهور من وجود السلع مع احتمالات تقليل الأجور بات الناس يعيدون أنماط سلوكهم في الاستهلاك.

وأكد سامي عبدالعزيز، أن كل الأمور تشير إلى احتمالات انخفاض الدخل الإعلاني وأن الإعلانات ستقل كثيرًا، مشيرًا إلى أن الإعلانات التي ستعرض ستركز على السلع التي تجسد الاحتياجات الأساسية للبيت المصري.

وأكد أنه من الممكن أن تلجأ شركات الإعلان لمنح مزايا تسعيرية للمعلنين قد لا تعلن عنها في مقابل ألا تشعر الناس بفراغ بالإعلانات، مردفًا أنها تسمى "باكدج" أو "حزمة" إعلانية بتسعيرة خاصة في رمضان.

من جهتها، قالت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خيرالله، إن الإعلانات التي تُعرض في فواصل المسلسلات لن تتأثر ولن تقل لأن احتياج الناس لا زال موجودًا وبكثافة أكثر لأن الناس تستهلك السلع أكثر مما هو معتاد، منوهًة إلى أن الجميع لديه شغف للاستهلاك والشراء.

وأكدت ماجدة خير الله، في تصريح خاص لـ"فوشيا"، أن مسألة الإعلانات لا يُنظر إليها بالمقارنة مع عدد المسلسلات، معلقة: "من المعروف أنه عندما كان يعرض 30 مسلسلا كان التركيز على عدد معين يكون به كثافة إعلانية لأن هناك 8 مسلسلات مثلًا لا يراهم أحد، وبالتالي فإن العدد الحالي ليس له علاقة بالمساحة الإعلانية وسيتم تكثيف الإعلانات في المعروض".

وأضافت: "الاستهلاك لن يقل، والناس في رمضان هتجيب سلع أكبر رغم وجود أزمة مالية في كل أسرة، فالبعض لا يمارس عمله ولكن هناك أشياء لا يتم الاستغناء عنها"، منوهة أنه قد يتم الترويج لإعلانات خيرية أكثر بسبب الظروف الحالية التي نعيشها مع فيروس كورونا وتضرر الكثير من الأشخاص.

وبيّنت أن إعلانات العقارات والسيارات ستكون أقل ولن يكون هذا وقتها في شهر رمضان، متابعة: "سنشهد صراعًا في إعلانات شركات المحمول والتي لن تنته الصراعات بينهم إضافة إلى إعلانات المشروبات الغازية وكل ما يخص هذا الأمر لأن الناس في منازلهم وكان يوجد عائلات تنزل الشوارع بعد الإفطار ولكن الغالبية سيجلسون يشاهدون التلفزيون".

وفي السياق نفسه، قال مصدر خاص في إحدى القنوات التلفزيونية إن مسألة المسلسلات التي تعرض في رمضان والإعلانات تعمل وفق منظومة مختلفة، منوهًا في تصريح خاص لـ"فوشيا"، أنه مثلما يوجد تكتلات إنتاجية يوجد أيضًا معلنون يذهبون للقناة الأكثر مشاهدة والنجم الذي يرغب الجمهور في متابعته.

وأوضح أن المعلنين في الغالب سيتأثرون في ظل هذه الأزمة كون عملهم يتم وفق إحصائية خاصة بنسب المشاهدة وهذا ما تتبعه الوكالات الإعلانية الكبيرة، وسيتم اللجوء للنجم والقناة الأكثر مشاهدة لتفادي الخسائر الكبيرة.