سينما وتلفزيون

29 يناير 2020

الدراما الهندية.. لماذا احتلت قلوب العرب وحظيت بتلك المكانة؟

رغم تجاوز حلقات الدراما الهندية إلى أكثر من 100 حلقة، إلا أن معظم المشاهدين الذين يتابعونها بشغف وينتقلون من عمل درامي إلى آخر ولا يشعرون بالملل على ما يبدو.

كيف لا، وهي تتميز عن غيرها من الدراما بالقصص الرومانسية المفقودة في هذه الأيام، والتي ترغب كل امرأة الحصول عليها، وهذا ما يبرر أن المتابعين لها أغلبهم من السيدات.

والأهم من ذلك، هو هروب المشاهد من هموم حياته ومجتمعه في مشاهدة دراما تنقله من واقعه السيئ إلى واقع آخر، فيه الحياة حالمة وهادئة ورومانسية، وهذا هو السبب الرئيس الذي يجعله ينجذب إليها، ناهيك عن الفنانين الهنود سواء كانوا رجالا أم نساء، المختارين بعناية كبيرة من حيث الشكل والمظهر والجمال والأناقة واللياقة، بحسب المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات.

وجهة نظر أخرى



أما الباحثة الاجتماعية آية المسلماني وهي تتحدث عن كيفية تحول المسلسلات الهندية إلى ظاهرة في الدول العربية خلال السنوات الخمس الأخيرة، تبين أيضا كيف تمكنت تلك الدراما من تحقيق انتشار واسع، ونسب مشاهدة مرتفعة جدا، الأمر الذي دفع العديد من الفضائيات لإطلاق قنوات جديدة تقتصر على عرض الأفلام والمسلسلات الهندية دون غيرها.

فاستطاعت زعزعة استقرار عرش الدراما العربية مثلما فعلت الدراما المكسيكية في وقت سابق، والتركية في الوقت الحالي، من خلال اتخاذها عدة آليات للمساعدة في تحقيق ذلك، أهمها التركيز على الجانب العاطفي، واستخدام الدبلجة باللغة العربية، للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور العربي.

وعن السر وراء الانجذاب العربي الكبير للدراما الهندية رغم خلوها من الإثارة والخيال العلمي، لم يكن بحسب المسلماني إلا بسبب انتمائها إلى نوعية الدراما الاجتماعية الرومانسية إلى جانب الرقص والغناء، أو أحيانا بعض اللقطات الحزينة، ذلك النوع يفضله المشاهد العربي، وبهذا حققت انتشارا واسعا خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا.

ولأن الإنسان بطبعه متعطش للعلم والمعرفة وحب الاطلاع على عادات وتقاليد المجتمعات الأخرى، كان هذا من أسباب متابعته للمسلسلات المكسيكية والتركية ثم الهندية.

وكان لتراجع مستوى الدراما العربية رغم كثرتها وعدم تقديمها أي جديد للمشاهد العربي دور في توجه الأخير لمتابعة المسلسلات الهندية، للابتعاد عن الملل والبحث عن الثقافات الجديدة، ترى المسلماني.

الدراما الهندية أرخص ثمنا من العربية



لم تغفل الباحثة المسلماني عن التنويه لمدى حاجة القنوات الفضائية لملء وقت البث الخاص بها، وهو ما يدفعها للبحث عن مسلسلات ثمنها أرخص لتتمكن من شراء أكثر من مسلسل، هي تلك المسلسلات الهندية العائلية بامتياز، خصوصا أن العربية لم تعد في أغلب مواضيعها صالحة للمشاهدة، جراء احتوائها على مشاهد قتل ودم وعنف وجنس وإثارة.

ولأن المشاهد لم يعد يتحمل الدراما التي تزيد من مرارة إحساسه بالواقع، جاءت الدراما الهندية لتنقله إلى عالم آخر من العاطفة، بعيدا عن التركيز على سلبيات المجتمع الهندي إلا ما ندر، فيما جل اهتمامها تركز على الجوانب العاطفية والاستعراض والرقص والملابس والوجوه الجميلة والجاذبة، ناهيك عن الإبهار في الصورة واختيار أماكن التصوير في الهند، وهو ما يبحث عنه الجمهور في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها وعلى كافة الأصعدة.