سينما وتلفزيون

31 مايو 2019

الدراما الرّمضانيّة الخليجيّة.. قليلاّ من البهارات الباردة على بعض المشاهد!

مع نهاية شهر رمضان، لم يكن من المتوقّع، أنْ تكون الدراما الرّمضانيّة الخليجيّة لهذا العام عادية، بل شبه تقليديّة. فعلى الرّغم من الصّراع المحموم بين العديد من القنوات الفضائيّة في تقديم ما هو جديد ومميّز، خلال شهر رمضان، إلا أنّه ومع الأسف، لم يكن المحتوى العام لدى المَشاهد، إلا عبارة عن مزيج مختلط ،وغير متجانس من التّخبّطات النّصّيّة، وضياع الفكرة، وروح الحوار، وغياب الإثارة والتّشويق، وتردّي الحبكة النّصّيّة للسّيناريو، وضعف التّأليف، وطريقة سرد الأحداث.

لقد تشابهت الأفكار والرّؤى، في العديد من تلك المسلسلات، واختلط الممثّلون الكبار مع الصّغار دون احترافيّة، وتكرّرت الوجوه والمشاركات للممثّلين في أكثر من عمل، ممّا قد يجلب الملل لدى المُشاهد.

وعلى الرّغم من هذا وذاك، إلّا أنّ الأفكار بشكل عام، لم تكن موفّقة، والبعض منها من نسج الخيال، وتكملة عدد كما يقولون. لقد غابت الحبكة الدراميّة في مسلسلات رمضان لهذا العام، بمعنى الكلمة، فمعظم المشاهد كانت كلامًا سرديًا دون حراك، أو عراك،  وغابت الدراما التّراجيديّة الحقيقيّة وأصاب الشّلل النّصفي بعضًا من الدراما الكوميديّة.

فمثلاً:

دفعة القاهرة: العمل كفكرة جيّد جيدًا، المشكلة كانت في كلّ ما تمّ بناؤه على تلك الفترة، لو كانت الكاتبة اعتمدت فعليًا على ما حدث مع دفعة 56 التي كانت أوّل دفعة مبتعثين للدراسة في القاهرة من الكويت، واستعانت بأصحاب تلك الدّفعة الذين ما يزال معظمهم على قيد الحياة، قبل وأثناء وبعد البعثة. فكلّ ما حدث معهم من معوّقات، وقصص، وإنجازات، لكانت خرجت بمسلسل محبوك وشيّق ونادر، لكنّها لم تفعل ذلك وكان النصّ والقصّه هما الحلقة الأضعف في العمل، ممّا صعّب من وصول الفكره للمتلقّي.



هايبر لوب: منذ الإعلان عن العمل، وبثّ بعض اللّقطات والاخبار المتداولة، تأكّد بأنّ العمل كفكرة، مستهلكٌ، لكنّ الإصرار على تسليم الإشراف على كتابة هذا النّوع من الأعمال، لخلف الحربي، الذي يبدو أنّه استهلك جميع أفكاره وإبداعاته، هو ما أضعف العمل. بالإضافة لإعطاء الممثّل، حبيب الحبيب، مساحة أكبر ممّا يستطيع أن يقدّمه كقدرات. الحلقة الأقوى في هذا العمل، هو أسعد الزهراني فقط، والبقيّة عبارة عن ممثّلين يؤدّون أدوارهم.



ماذا لو: مسلسل (مراهقين)، الإصرار على تقديم المجتمع الخليجي على أنّ  جُلّ مشاكله على الحبّ، وهذا أمر غير صحيح. وتناوُل الحبّ بطريقة المسلسلات التّركيّة مخجل، فهذا لا يحدث في الخليج، ولا يليق بنجوم كبار، كمنذر رياحنة. لكنّ شُحّ النّصوص الجيّدة، سبب لقبول هكذا نجوم، لهكذا أعمال. في النّهاية، هي مصدر دخلهم الوحيد، وعليهم أنْ يعملوا ليستمرّوا.



العاصوف: بدأ برتم باهت، وبمشاهد عاديّة جدًا، لا تتحدّث عن حقبة تاريخيّة كما يقولون، وكان الاعتماد في أوّل 14 حلقة على المشاحنات الأسريّة، ومشاكل تجاريّة وعلاقات عاطفيّة، حتى جاءتْ مشاهد "جهيمان"، التي انقذتْ العمل من الفشل، برغم الأخطاء الإخراجيّة، والتّاريخيّة التي صاحبتْ العمل.



يلا نسوق: مسلسل مات قبل أن يولد، فثلاثون حلقة تتحدّث عن قيادة المرأة للسّيّارة، هذا ما يبعث الملل، بالاضافة إلى ضعف الفنّانين المشاركين، وضعف الإخراج، وحتى النّصّ، فكان ضمن المسلسلات التي سقطتْ.



لذلك، فالمُشاهد لم يرَ إلا قليلاً من البهارات الباردة على بعض المَشاهد، لقد افتقدنا بما يسمّى في عالم الدراما، بالتفاف النّصّ، وجودة الفكرة. لهذا، كانت النّتيجة النّهائيّة لتلك المسلسلات، من فاشلة إلى جيّدة، كحدّ أقصى.