شهد الإنتاج الدرامي السوري في الفترة الأخيرة، وفرة إنتاجية بدراما البيئة الشامية، لكن الحكايات هي نفسها عن رجال الحارة الشجعان الذين يحاربون الاحتلال بطريقة استعراضية متكلفة أحياناً، أو يحاربون أنفسهم وصراعات بين الخير والشر والظلم.

أمّا نساء الحارة، فيغرقن في حفلات النميمة والتذاكي على الرجل أحياناً من أجل الفوز بقلبه، ما يغذي النظرة الذكورية الدونية للمرأة العربية، وهي التي تحاول اليوم جاهدة أكثر من أي وقت مضى أن تتقاسم معه الأدوار والحقوق والواجبات.

هذا العام شهد كسرًا للنمطية في تناول قضايا البيئة الشامية، من خلال مسلسل "سلاسل دهب"، لكن من خلال مجريات الأحداث لم يستطع أن يطغى على شهرة مسلسل "باب الحارة"، الذي حقق جماهيرية لم يحققها مسلسل بيئة شامية.

الشركة المنتجة لمسلسل "سلاسل دهب" نشرت عدة فيديوهات فكاهية من كواليس المسلسل، تحت عنوان "أخطاء وعثرات"، ومن اللافت أن النجوم الذين عرفوا بشخصياتهم من مسلسل "باب الحارة"، وشاركوا بمسلسل "سلال دهب"، كانوا يخطئون بأسماء الشخصيات التي عرفوا من خلالها، حيث أخطأت الفنانة القديرة صباح الجزائري أثناء تصويرها أحد المشاهد مع الفنانة شكران مرتجى، ونادتها: "أم فوزي"، الأمر الذي جعلها تدخل بنوبة ضحك متواصلة.

والمشهد الآخر كان للفنان علي كريم الذي اشتهر في مسلسل "باب الحارة" بدور أبو النار، حيث كان فريق التصوير يشيد بأدائه من خلال جملة "الله حيو أبو النار".

وبات الأمر أشبه بتقليد درامي في أعمال البيئة الشامية، وبريقها آخذ في الأفول، لاسيما في السنوات الأخيرة، وقد تفاوتت آراء فنانين سوريين من ممثلين ومخرجين حول تفسير ذلك، فمنهم من يرفض أن توضع في إطار التكرار، كونها تحقق نسب مشاهدة عالية، وفريق آخر يرى أن البعض حاول تقليد أعمال ناجحة فانزلق في فخ اجترار الأحداث والشخصيات، ما دفع بأعمال البيئة الشامية إلى نتائج غير مرضية.

يُشار إلى أن مسلسل "سلاسل دهب" يصور بطابع مختلف، من حيث أسلوب البناء الدرامي من ترتيب للحبكة وتبسيط للصراع، وتدور أحداث العمل حول “مهيوب” رجل ذكي لا بل داهية يحترف النصب والاحتيال، وخاصة على زوجاته اللواتي يتزوجهن.