بمجرد افتتاح أول دار عرض سينما في المملكة العربية السعودية، ألقت الفرحة والسعادة التي شعر بها النشطاء والناشطات بظلالها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، معربين عن سعادتهم باتخاذ هذه الخطوة، في الوقت الذي طالبوا فيه بتبني سياسة واضحة للأعمال الفنية المقرر عرضها في دور السينما خلال الفترة المقبلة.

وجاءت تعليقات ومطالب النشطاء والناشطات بعد ما شهدته المملكة أمس الأربعاء، بافتتاح أول دار عرض سينمائي في المملكة بعد توقف هذا الأمر على مدار عقود، وذلك في حضور نخبة من قيادات المملكة ورجال الفن والثقافة، يتقدمهم عواد بن صالح العواد، وزير الثقافة والإعلام السعودي، وذلك ضمن رؤية المملكة 2030 التي يتبناها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي.

وتداول النشطاء العديد من الصور التي تبرز افتتاح السينما، إلى جانب الصور التي تنقل فرحة المشاركين في حضور أول عرض رسمي، قبل فتح دور السينما للجمهور في مايو المقبل.

وعبّر النشطاء والناشطات عن فرحتهم ومطالبهم من خلال تعليقات من بينها "بنات وأبناء جيلي عاشوا زمن صالات السينما التي كانت متواجدة بجدة. اليوم يتم افتتاح أوّل دار عرض للسينما في السعودية بعد إقصائها لأكثر من ثلاثة عقود. سعيدة أن أبنائي شهدوا زمن الانفتاح على العالم من أرض وطنهم".

كما كتبوا "الآن وقد افتتحت السينما وأصبحت واقعًا ملموسًا أتمنى على الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الاهتمام بمحتوى الأفلام وتصنيفها طبقًا للتصنيف العالمي من حيث مناسبة عرضها للعوائل والأطفال أو البالغين" و"أرجو تحديد قواعد اللباس داخل قاعات السينما وتقنين حد أدنى لا يسمح بتجاوزه"، وافتتاح أول دار عرض سينمائي في السعودية بعد نحو 4 عقود من الحظر والتحريم والفتاوى. وكمان مختلطة".

كما وصف النشطاء يوم أمس بأنه "يوم تاريخي"، مشيرين إلى أن انفتاح المملكة على مثل هذه المجالات يمثّل دفعةً قويةً لأبناء المملكة، والاقتصاد الخاص بها، بدلاً من اللجوء والسفر أحيانًا لمثل هذه الأمور في بلدان أخرى.

وشهد المحتفلون أمس عرض الفيلم الأمريكي النمر الأسود Black Panther خلال حفل خاص أمام نحو 600 شخص، ليكون أول فيلم في عصر السينما الجديد بالسعودية، حيث كان الأول ضمن سلسلة عروض سينمائية خلال الشهر الجاري بدعوات خاصة فقط.

ويأتي افتتاح وإنشاء دور السينما بعد نحو أربعة عقود من الحظر الذي حرم سكان أكبر بلد خليجي من ارتياد السينما في أوج الثروة والرفاه الذي عاشته البلاد، متزامنًا مع مكاسب عدة حصلت عليها المرأة السعودية خلال الفترة الماضية، حيث دخول المرأة السعودية للعمل في مجال الطيران المدني بتسجيل أول متدربين قبل توظيفهن، ثم اقتحام المرأة السعودية مجال تصميم المطارات، وتنظيم أول ماراثون للركض، والسماح لها بالعمل "كاتب" بوزارة العدل، إلى جانب الكثير من المجالات الأخرى.

كما تأتي المكاسب في ظل انتظار يونيو المقبل لبدء تنفيذ سماح المملكة للمرأة بقيادة السيارة، بعد أن تم تعيين أول نائبة لوزير العمل من السيدات هي السيدة تماضر الرماح، وتعيين 4 سعوديات في مجالس إدارات الغرف التجارية، كذلك تنظيم أول حفل غنائي في 30 مارس الماضي للفنان المصري تامر حسني، بالإضافة إلى بناء دور سينما، وهو ما لم يكن موجودًا من قبل.