سينما وتلفزيون

2 يونيو 2017

حلقات مسرّبة لمسلسل "وردة شامية" تكشف عن استحقاق مهم وعمل متميّز

تحصل كثيراً عمليات تسريب للأعمال الدرامية قبل شهر رمضان، وأحيانا لبعض الحلقات والمشاهد خلال عرض العمل. لكن أن يصل التسريب وبشكل تتابعي ويومي من ناحية عرض حلقة كل يوم فهو بالأمر الذي يثير الجدل في مسلسل "وردة شامية" ويبدو أن الشركة المنتجة غولدن لاين عملت بسرعة على إيقاف هذا التسريب وحذف الحلقات المسربة.



قبل الشهر الفضيل بدا الجمهور منتظراً العمل الذي ربط البعض بينه وبين القصة المصرية الشهيرة "ريا وسكينة". مع تأكيد صناعه أنهما لايتشابهان إلا من ناحية ارتكاب جرائم القتل، ضمن ظروف وأجواء مختلفة تماماً. مؤكدين وجود أجواء جديدة لأعمال البيئة الشامية وهو ما أكده الكاتب مروان قاووق في تصريحات سابقة لفوشيا؛ أن العمل يختلف عن أعمال البيئة الأخرى التي ألِفَها المشاهد العربي.

كما سعى مخرجه تامر اسحق خلال التصوير إلى نقل صورة بصرية مختلفة للجمهور، إضافة إلى نقله موضوعاً جديداً يتجلى ببطولة سيّدتين لعمل بيئي شامي على عكس المتعارف عليه في أعمال البيئة، وذلك ضمن قالب تشويقي مرتكز على تاريخ وخبرة النجمتين سلافة معمار وشكران مرتجى. وخلال العمل سيشهد الجمهور ارتكاب الشقيقتين "وردة/سلافة معمار" و "شامية/ شكران مرتجى" لمجموعة جرائم تبدأ بالصدفة وتنتهي بالتخطيط. بمشاركة النجمين سلوم حداد وسعد مينه.

العمل تسرّبت منه 6 حلقات حملت معها صدمة للشركة التي لم تكن تعرف بها، ولابمن يقف خلفها، إضافة إلى أن قلة قليلة جداً استطاعوا الانتباه لهذا التسريب . لتبدأ الشركة سعيها، وتضع جلّ جهدها لإيقاف التسريب، وحذف الحلقات التي تم تسريبها عبر شبكة الإنترنت.

فوشيا تابعت بعض الحلقات المسرّبة والتي توحي بأن صناع وأبطال مسلسل "وردة شامية" أمام استحقاق هام بعد العرض، وأنهم دخلوا هذه المغامرة بتخطيط كاتب جيد، وعين مخرج متمكن، وأداء نجوم يستمتعون بمايقدمونه من فن تتوجه الحرفية. إذ تبدو المتعة واضحة في أداء النجمتين شكران مرتجى وسلافة معمار ومعهما سلوم حداد وشريكهم سعد مينه.

تستحضر الحلقة الأولى الظروف التي عبرت خلالها "وردة وشامية"، وتوضح التركيبة الصعبة التي باتت عليها الشقيقتان اللتان تمزجان بين خفة الظل، وبين القسوة عندما تجدان نفسيهما أمام حلّ وحيد وهو القتل. لتُخرِجا للجمهور كوميديا سوداء، وتسرقا ابتسامة، وضحكة من عمق الألم. وبرغم بعض الابتسامات التي تعبر بين حدث وآخر غير أن العمل درامي بحت، وربما يكون أقرب إلى التراجيديا.

ويبدو من الجريمتين الأوليين لوردة وشامية عدم التركيز على فعل القتل كشكل عام لترويج العمل دونما بحث في الأسباب، إنما اهتم الكاتب بصياغة القصة عبر توالي الأحداث، وإظهار أسبابها. كما أن العمل لايخلق حالة الجريمة دونما مبررات درامية ونفسية، ولايستحضرها بالإكراه. إنما تمضي مع الأحداث لتجد لها محطة مناسبة ضمن ظروف خاصة تستدعي حالة الجريمة. فالعمل لايسوِّق الجريمة على حساب المضمون والقصة.

كما أنّ العمل لايقدم بطلتَيه على أنهما شريرتان بالمطلق، أو مجرمتان بالفطرة ففي بعض المشاهد سيجد المتابع نفسه متعاطفاً مع حالة "شامية" وظرفها الصعب والقاسي الذي مرت به وبقيت على تماسكها. كما أن الأداء القدير للنجمة شكران مرتجى يجذب المشاهد كثيراً إلى حالة الحزن عليها لا منها. كما أن التناغم مع أداء النجمة سلافة معمار الشقيقة الصغرى لشامية وأداءها المتميز يمنح العمل خصوصية وأفقاً مستقلا.

خاصة وأن أول جريمتين لاتبدو الصورة فيهما قاسية، أوجارحة مع انفعال المتابع بحركة النجمتين سلافة معمار وشكران مرتجى، وأمام أدائهما المثير. وتفاعلهما مع الحالات المختلفة لشخصيّتيهما المركّبتَين، والصعبتَين. ملامحهما تتغير باستمرار بين ابتسامة ودمعة، بين تفكير هادئ وغضب، بين الخوف والقوة لحظات قصيرة تتبدل فيها المشاعر وباحتراف تجيّر النجمتان انفعالات الوجه، والنظرات، فتنتقلان من مظلومتَين إلى مجرمتين مع احتباس أنفاس من يشاهد تحوّلهما.

العمل الذي أكد صناعه مرارا وتكرارا أنه وإن جاء برداء البيئة الشامية غير أنه افتراضي بزمن افتراضي ومجتمع افتراضي يحتاج فقط إلى بيئة افتراضية تؤطر شكل ظهوره . كشف مخرجه تامر اسحق في وقت سابق عبر صفحته على موقع الفيسبوك أسباب عدم عرضه في شهر رمضان المبارك. نافياً صحة الأحاديث التي تتناول عدم القدرة على تسويقه. مؤكداً أن الشركة المنتجة أبرمت عقدا مع إحدى القنوات الفضائية المهمة لعرض العمل بعد شهر رمضان المبارك بعيداً عن زحمة العروض الرمضانية. وهو مايبدو تحدياً وليس مغامرة في اجتماع عناصر التشويق، والحبكة الدرامية، مع الإبداع والاحتراف بأداء الأبطال ومن خلفهم عين مخرج يدرك ماهية الصورة التي يريدها أن تخرج بالنهاية لعمل شامي يتناول للمرة الأولى موضوع الجريمة والقتل بيد سيدتين تحترفان الجريمة أمام الظروف التي مرّتا بها.