سينما وتلفزيون

31 مايو 2017

واقع البرامج والدراما الرمضانية.. استسهال أم تجاهل لذائقة الجمهور؟

هل نقول بأن ماراثون رمضان تحول إلى حالة استنساخ وتكرار وملل؟ أم نقول بأن باب الإبداع والابتكار بات بحالة سبات... أسئلة وأصوات بتنا نسمعها ونقرأها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أمسيات رمضان...

هذه الأسئلة يفرضها واقع البرامج والدراما الرمضانية، الذي بات يستسهل أو يتجاهل ذائقة الجمهور، فالابتكار والإبداع أغلق الباب وراءه... وخاصة الأعمال التي أصبحت مثل الأفلام المكسيكية ولكن بصيغة أخرى تتكرر عاما بعد عام.

وبالطبع لا يستطيع أحد أن يشكك في جماهيرية البرامج التي تعرض، حيث أنها تنفذ على مستوى عالٍ من الحرفية والاتقان، ولكن لكل جواد كبوة، وكبوة القنوات العربية في رمضان أنها تعيش حالة من التشتت والتكرار بسبب إرهاصات التميز.

ولا شك أن الاختلاف والتنوع أهم ما  يميز العمل بمجال الفن، ومع تحقيق النجاح  والجماهيرية وتصدر الكثير من البرامج والأعمال على مدار الأعوام الأخيرة نرى أن معظم القنوات الفضائية تقع في فخ التكرار وذلك من خلال عرض أجزاء ثانية وثالثة من نفس البرامج والمسلسلات وتقديمها لأكثر من عام على التوالي، أو تقديم مسلسلات لنفس الأبطال ولكن بشخصيات وأدوار جديدة، من دون أن يدركوا خطورة الأمر الذي قد ينتهي بالفشل بعد النجاح.



فمن يتابع مثلاً رامز جلال صاحب برنامج المقالب الأشهر، يجد أن التسميات هي التي تختلف لكن المقالب واحدة وردود الفعل واحدة، فقبل عدة أعوام قدم برنامج رامز عنخ آمون، ومن بعده رامز قرش البحر، ورامز واكل الجو و رامز بيلعب بالنار واليوم نجد أن المشهد يتكررعاما بعد عام ... اللعبة باتت مكشوفة،  وردود الأفعال بين التمثيل والعفوية...



أما مسلسل باب الحارة الذي دخل جزؤه التاسع... فإنه يمضي بلغة قبل أكثر من قرن متناسيا تبدلات الحال والأحوال وغياب الحارة وتغير المرأة والرجل علمياً وثقافياً واجتماعياً وعلى مستوى الأزياء.... ماذا يحدث؟ سؤال يكرره الجمهور هنا وهناك هذا يقلد أبو عصام  وذاك يقلد فوزية وهكذا دواليك...

وهذا يذكرنا بالمثل القائل: التكرار يعلم.....عفواً الغزال وهنا نلمس التسطيح وغياب الفعل الثقافي عن خط الدراما المكررة لدرجة الملل.



بعد عرض 4 حلقات من مسلسل "سيلفي" لناصر القصبي،  نجد أنه يكرر نفسه دون أن يقدم أي شيء جديد عن الأعوام السابقة فما شاهدناه حتى اليوم لم يكن سوى استعادة لقضايا بائتة ومستهلكة، وعلى الرغم من ذلك يحظى العمل بمتابعة كبيرة وإعجاب المتابعين.



بعد أن قدما "تشيللو ونص يوم"، ها هو الثنائي الأشهر في درما رمضان "تيم حسن ونادين نجيم" يعودان من جديد ولكن بصيغة أخرى تتكرر عاما بعد عام نصوص مقتبسة، نفس المخرج ونفس الأبطال، من خلال مسلسل "الهيبة".

ولا يمكننا أن ننكر أن "الهيبة" استطاع شد الجمهور في أولى حلقاته وأنطلق بإيقاع جميل، وهذا يجعلنا في حيرة هل سيقدم تيم حسن الشخصية المنتظرة كونه لم يستطع أن يفعل ذلك في "نص يوم".



وفي الوقت نفسه يستمر الفنان عادل إمام في تقديم تيمة المسلسلات الإجتماعية؛ معتمداً على المؤلف نفسه "يوسف معاطي"؛ حيث تعتمد على جو الأسرة وأداء دور الأب الحنون حتى أن شخصيات الأعمال قريبة من بعضها لدرجة جعلت الجمهور مدركاً ومتوقعاً لما سيقدمه الزعيم فيما بعد.



أما اللبنانية هيفا وهبي  فتطل علينا بـ "الحرباية" بشخصية فتاة شعبية ونسخة ثانية من فيلم "حلاوة روح"، حيث تتعرض للاغتصاب وتقع عليها أنظار الرجال، كما أم هيفاء سبق ان قدمت شخصية الفتاة الشعبية بفيلم "دكان شحاته" ومسلسل "مولد وصاحبه".



بعد متابعة عدة حلقات من البرنامج التلفزيوني "الصدمة2" نجد أنه لم يقدم اي شيء عن العام السابق حيث يطرح مواقف إجتماعية مختلفة وسط الشارع أو أي مكان عام، ليقيس ردود فعل الناس تجاه هذه المواقف، ومدى اختلافها من بلد إلى آخر، على أمل أن يغير البرنامج بجزئه الجديد سلوكيات المجتمع الخاطئة وأن يشكل محطة تربوية حقيقية.