أخبار المشاهير

5 يناير 2021

وليد سيف في رحيل حاتم علي: لا تعلنوا نهاية الإبداع بنهايته

رثى الكاتب الفلسطيني الأردني وليد سيف شريكه وصديقه المخرج السوري الراحل حاتم علي بكلمات مؤثرة جدًا، ولم يكتف سيف بنشر نعي صغير أو كلمتين؛ إذ كتب مقالًا كاملًا يعبر فيه عن صدمته بوفاة صديقه.

في بداية مقاله أكد الكاتب الشهير أنه لا يحب كلمات الرثاء والنعي قائلًا: "لا أميل، بطبعي، إلى كتابة المراثي، حتى فيمن جمعتني بهم صداقةٌ حميمةٌ أو شراكةٌ مثمرة، أو كلتاهما. ينعقد اللسان أمام صدمة الموت المباغت، لا سيما ذاك الذي لا تمهّد له نذر المرض أو التقدّم في السن".

وأضاف: "اذا فإن أبلغ ما ينعى به مبدعٌ كبيرٌ مثل حاتم علي هو استدعاء آثاره الباقية. وهي على كل حال حاضرةٌ حيةٌ مذكورةٌ بلا تذكرة. إلا أنها تبقى طريقةً للاحتفاء والتكريم. وأي شهادةٍ يمكن أن تزيد على تلك الآثار، وهي التي صنعت أو صنع بها اسمَه وصورتَه وهويته التي يتعرّف بها عند جمهوره العربي".



وعن الشراكة بين الكاتب والمخرج قال سيف: "في سياق العلاقة بين النص والإخراج، ما كرّرته في غير مناسبة، وأوردته في "الشاهد المشهود": إن النص الضعيف لا يستطيع إنقاذه مخرجٌ حاذقٌ مهما تكن موهبته. وفي المقابل، فإن الإخراج الهزيل يمكن أن يهبط بالنص الممتاز مهما يكن مستوى تميزه. فإذا اجتمع النص القوي مع الإخراج الفائق بلغ العمل غايته".

وختم حديثه قائلًا: "تلك بعض التأملات التي بعثتها في نفسي وفاة الصديق والشريك حاتم علي. وأخيرا، اسمحوا لي أن أنطق عن نفسي وعن حاتم علي، فأقول: قولوا في نعي المبدع ما يستحقّ وما تفيض به نفوسكم من الحب والتقدير، ولكن لا تعلنوا نهاية تاريخ الإبداع بنهايته، ولا تنعوا المستقبل بنعيه، فللحياة طرقها في التجدّد. وإنما يبقى إرث المبدعين في ورثتهم، كما تتولّد النصوص من النصوص، ويحرّض الإبداع على الإبداع. أما هذه الآفة الثقافية العربية في الانجراف إلى حديث النهايات فهي اغتيالٌ للمستقبل ومعه الماضي الذي يحيا فيه، وهو، فوق ذلك، خذلانٌ لرسالة المبدعين التي هي تحريضٌ من أجل حياةٍ أكثر نبلا وشجاعةً ووعيا وجمالا، وليست دعوة إلى اليأس والموت وانتحار الأحلام. حاتم علي ... شكرا، ووداعا".



يُشار إلى أن الكاتب وليد سيف قدم عددا من الأعمال التاريخية المميزة والتي حققت نجاحًا جماهيريًا لافتًا مع المخرج حاتم علي.

وكانت البداية في المسلسل التاريخي "صلاح الدين الأيوبي" حيث قيل إن المخرج حاتم علي رفض الكثير من النصوص والتي لم ترتق إلى المستوى المطلوب، ليقوم أحد الأشخاص بتقديم نصيحة له أن يسند النص للكاتب وليد سيف، وهو ما حدث ليخرجا سويًا بأول أعمالهما.

وتوالت بعدها الأعمال المشتركة؛ إذ قدما سويًا صقر قريش، ربيع قرطبة، التغريبة الفلسطينية، ملوك الطوائف، مسلسل عمر بن الخطاب.