أخبار المشاهير

7 يونيو 2020

اتبعته فنانات واتهمن بالعنصرية.. ما هو الـ"بلاك فيس"؟


 

أثارت صور ما يعرف بالـ"بلاك فيس" تساؤلات عديدة بين الجمهور عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن اتبعته العديد من الفنانات العربيات والعالميات للتضامن مع الاحتجاجات الجارية في أميركا تعبيرًا عن التضامن مع الأمريكيين من أصل أفريقي، بعد مقتل جورج فلويد، فاتهمن بالعنصرية بعد أن طلين بشرتهن باللون الأسود.

المغنية اللبنانية تانيا صالح نشرت صورة ظهرت فيها وهي ببشرة داكنة مع شعر مجعّد، علقت عليها:" كل عمري كنت أحلم كون سوداء"، ليستنكر المعلقون ويشجبوا صورتها ويصفوها بالعنصرية.

كذلك الأمر بالنسبة للفنانة مريم حسين التي أثارت ضجة واسعة بعدما نشرت صورة لها باللون الأسود تضامنا مع فلويد علقت عليها:"لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ: إِلَّا بالتَّقوَى، النَّاسُ من آدمُ، وآدمُ من ترابٍ".

قام حسين بعد ذلك بحذف الصورة بعد تعرضها للهجوم واعتذرت وقالت:"أنا عايزة أوضح قصدي من الصورة اللي أنا نشرتها وبعد كده حذفتها.. لأن أنا جمهوري هو اللي طلب مني أحذف الصورة وأنا من غير جمهوري ما كنت وصلت للي أنا فيه الآن ".

أما عن اتهامها بإهانة الأفارقة من خلال نشرها لصورتها بـ"بلاك فيس"، أضافت: "البلاك فيس ده كان بيتم استخدامه في الماضي وأنا ما أشوف الماضي أنا بس أشوف الحاضر".

ولكن ما هو "بلاك فيس"؟

يعود تاريخ ظهوره إلى نحو 200 عام، وتحديدًا في منتصف القرن الـ 19، عندما بدأ المؤدون المسرحيون يرسمون وجوههم باللون الأسود، في عروض كوميدية يسخرون فيها من الأفارقة المستعبدين.

وكان المؤدون المسرحيون البيض يرتدون ملابس ممزقة وسوداء ويصورون السود ككسالى أو جهلاء أو جبناء أو لديهم هيجان جنسي، بقصد إضحاك الجمهور الأبيض، وهو ما كان مهينا ومؤلما لمجتمع السود، وفقا لمتحف سميثونيان القومي للتاريخ والثقافة الأفريقية الأميركية.

ويعد "جيم كرو" واحدة من الشخصيات السوداء الأكثر شعبية والتي طورها المؤدي والكاتب المسرحي توماس دارتموث رايس، حيث كان الأخير يرتدي قناع وجه باللون الأسود من الفلين المحروق وملابس وضيعة، ويتحدث باللغة العامية السوداء النمطية ويؤدي رقصا ساخرا، وفقا لمكتبة جامعة جنوب فلوريدا.

وبدأت عروض الـ"بلاك فيس" في نيويورك، وسرعان ما انتشرت في كل من الشمال والجنوب، وفي عام 1845، أصبحت صناعة، امتد تأثيرها إلى القرن العشرين، حيث أدى آل جوسلون دوره في فيلم "مغني الجاز" بقناع أسود، وهو فيلم ناجح في عام 1927، وكذلك فعل ممثلون أميركيون آخرون مثل شيرلي تمبل وجودي غارلانك وميكي روني.

وذكر المؤرخون أن مثل هذه الشخصيات انتشرت بشكل كبير لدرجة أن بعض الفنانين الذين كانوا يظهرون بهذا الشكل كانوا في المقدمة، بل أنها كانت أحيانا الطريقة الوحيدة التي تمكن الفنان من العمل، حيث "لم يكن الجمهور الأبيض مهتما بمشاهدة الممثلين بالقناع الأسود لا يفعلون شيئا سوى التصرف الأحمق على المسرح".

وتركت هذه العروض تصورات سلبية عن السود وإرثا مدمرا في الثقافة الشعبية، وخاصة في الفن والترفيه.. وتركت أيضا مرارة بالغة لدى الأميركيين من أصول أفريقية وجروحا تنكأتها صور عنصرية كصورة حاكم فرجينيا بوجه مدهون بالأسود.