بعدما كانت الفوازير وبرامج المُسابقات تحتكر الشاشات والتلفزيونات العربية إلى جانب المُسلسلات، تبدّل الحال وأصبحت برامج المقالب هي "موضة" في السباق الرمضاني مؤخرًا، حيث إننا نشهد في كل عام تزايدًا في أعداد برامج المقالب لما تحظى به من نسب مُشاهدات مُرتفعة تصل للملايين، وبالتالي تنعكس بالمردود المالي الضخم على المحطة والجهة المُنتجة.

ولكي يتم تقديم برنامج مقالب ناجح، أصبح ينبغي على القائمين بالعمل ابتكار أفكارٍ جديدة غير مستهلكة تلفت انتباه الجمهور، ولهذا السبب أصبحت الأفكار المُنفّذة أكثر سلبية وعدوانية وتحتوي في ثناياها على العديد من الإهانات للضيوف على جميع الأصعدة.

فبدلًا من أن تضحك المشاهد، أصبحت هذه البرامج تستفزّه، وكلما تمّ انتقاد واحدٍ منها، تأتي الإجابة من القناة بأنه لم يتم كسر أي قاعدة "غير عادية"، ولم يتأذى أحد، والضيف وافق على بث الحلقة، وكأننا أصبحنا ننتظر حدوث حادثة مؤلمة لكي يتم وقف مثل هذه النوعية من البرامج.

وليس ذلك فحسب، بل أصبحت القنوات التلفزيونية تقص وتهندس مشاهد المقالب بأسلوبٍ يناسب منصات التواصل الاجتماعي وطبيعة استخداماتها السريعة لكي تصل لأكبر عدد ممكن من المشاهدات والمُشاهدين، ولإثارة الجدل حولها لتحقيق أهدافها التسويقية والمالية.

بعض هذه البرامج يتم إنتاجها بشكلٍ رفيع المستوى ويتم دفع مبالغ مالية ضخمة عليها، كبرنامجي "رامز مجنون رسمي" و "خلي بالك من فيفي".

الأول تقوم فكرته على استضافة أشهر النجوم العرب لتعذيبهم على كرسي وهم مقيدون ويتعرضون للصعق بالكهرباء والإغراق بالماء والتخويف بالزواحف، حيث أثار جدًلا ضخمًا وتم رفع القضايا لإيقافه، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وما زال يُعرض عبر شاشة MBC.

الأمر نفسه بالنسبة لبرنامج "خلي بالك من فيفي" الذي تقدمه الراقصة الاستعراضية فيفي عبده، والتي تُعرض الضيف للتخويف من خلال أفكار السحر والشعوذة والخادمة المسكونة والمفرقعات، وتحبس الضيف في منزلها ولا يستطيع الخروج حتى يدخل في حالة هستيرية.

والأمر نفسه ينطبق على مُعظم برامج المقالب التي تُعرض ناس بسيطة من الشارع لمواقف محرجة بحجة "الكاميرة الخفية"، فيصل الضحايا إلى حالة من الإهانة في الكثير من الأحيان.

في الفيديو المُرفق، نعرض لكم 7 برامج مقالب شهدها رمضان 2020.