كشف الممثل اللبناني، فادي أبي سمرا، العديد من الآراء والأسرار عندما حلّ ضيفاً على الزميلين رنا اسطيح وجوزيف طوق في برنامج "كلمة طايشة" عبر أثير "إذاعة لبنان"، حيث تحدّث عن الشهرة التي نالها أخيراً دور "هاولو" في مسلسل "الهيبة- العودة"، وعن رأيه بعدد من المسلسلات والممثلين في الموسم الرمضاني الماضي.

وخلال اللقاء، كشف أبي سمرا عن شروطه للاستمرار بالمشاركة في الأعمال التلفزيونية الدرامية، التي انقطع عنها طوال 25 عاماً قبل أن يشارك في مسلسل "الهيبة –العودة" وقبله في مسلسل "نص يوم" في تجربتين وحيدتين له في الدراما التلفزيونية مقابل رصيد وافر من البطولات السينمائية والأعمال المسرحية المهمّة التي قدّمها سواء كممثل أو مخرج.

دور هاولو

وعن صعوبة التحضير لدور هاولو الذي شكّل حالةً جماهيريةً خاصة رغم أنه يندرج ضمن خانة "الشرير"، لفت أبي سمرا إلى أنه قال عن هذا الدور أوّل ما قرأ النص "الناس سيكرهون هاولو".

وأضاف: "خُضت فعلاً مغامرة خطرة بتجسيدي شخصية شريرة وقاسية إلى هذا الحد لا يشفع فيها شيء. وخفت بعد عرض المسلسل لـ30 يوما وتعلُّق الناس به من أن تترسّخ صورة الشرير عني شخصياً في أذهان الناس، لكن تعامل الناس معي حين يلتقون بي في الشارع وفي الأماكن العامة إضافةً إلى مواقع التواصل الاجتماعي أراحني وأسقط مخاوفي".

الهيبة

وكشف أنه لا يعلم إن كان سيشارك في الجزء الثالث من "الهيبة"، ورأى أن الانتقادات التي طالت العمل في شق اللهجة التي تغمز إلى سطان منطقة معيّنة من لبنان، كانت "انتقادات غير منطقية، فالعمل أوضح أنه يتحدّث عن مكان افتراضي وهو في المقابل وضع الأصبع على الجرح في موضوع التهريب والسلاح المتفلت".

معاهد الإخراج والتمثيل

وتحدّث أبي سمرا عن خريجي معاهد الإخراج والتمثيل في لبنان وهو الذي تخرّج عام 1991 من معهد الفنون بعدما تتلمذ على يد كبار المسرحيين اللبنانيين من أمثال يعقوب الشدراوي وروجيه عساف، وقال إن "هناك إهمالاً كبيرًا بحقهم"، شاكراً "شركة الصباح على التعاون في السنوات الأخيرة مع ممثلين أكاديميين".

ولفت إلى أن تعاونه الأول مع شركة الصبّاح كان في مسلسل "نص يوم" بدور المحقق "نزار"، مشيراً إلى أن "علاقة فنية مبنية على الثقة ربطت بينه وبين المخرج سامر البرقاوي من حينها"، وقال أيضا: "سامر البرقاوي مخرج ممتاز ولديه فريق رائع ويعملون بروح جماعية، ويتعاطون كذلك بتعاون وثقة مع الممثل".

مقاطعة الدراما

فادي أبي سمرا الذي دخل عالم التمثيل منذ 25 عاماً، وشارك في فيلم "west Beirut" للمخرج زياد دويري، قال عن غيابه كل هذه السنوات عن التلفزيون": "أنا قاطعت الدراما لفترة طويلة، وذلك لأنني كنت أشعر أن النصوص الدرامية التي تُكتب مُصطنعة، شخصياتها غير حقيقية وأحداثها مفتعلة تتمحور حول الحب والخيانة بطريقة مسطحة وتدور أحداثها في القصور والفيلات، فيما يُمكننا طرح قضايا واقعية حقيقية".

ورأى أنه يجب "عرض كل أنواع الدراما لتوسيع بيكار الخيارات للناس، فلا يُمكننا عرض نوعين فقط والقول إن هذا ما يريده الناس".

جوائز منها الـGolden Globe

وفادي أبي سمرا الذي لعب أدواراً بطولية في عدة أفلام محلية وعالمية نالت جوائز مرموقة ومنها فيلم Carlos الذي فاز عام 2011 بجائزة الـGolden Globe بالإضافة لفوزه بـ 15 جائزة عالمية أخرى، تحدّث عن فيلم "نار من نار" الذي ترشح منذ عامين عن دوره فيه لنيل جائزة "المهر الذهبي" في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وعن عدم تحقيق هذا الفيلم نجاجًا جماهيريًا في لبنان، رغم مستواه الفني العالي.

وأشار أبي سمرا إلى أن هذا الفيلم يقع ضمن فئة "سينما المؤلف"، مؤكدًا أن "هذه الفئة من الأفلام صعبة وخطرة؛ لأن المؤلف السينمائي يطرح فيها قضية تعنيه كثيراً"، واعتبر كذلك أن "هذه القضية يجب أن تلتقي مع قضايا الناس".

وقال أبي سمرا: "أحب هذا الفيلم كثيراً وعلاقتي به خاصة جداً، خصوصاً أنه تم تصويره على مدار سنتين بين بيروت وباريس، ولقد عِشنا مراحل صعبة على صعيدي بناء الشخصية والفيلم".

شَرطي صدمهم!

وبعد مشاركته في أفلام سينمائية عدة تقدّم لغة سينمائية جدية، وعن إمكانية تقديمه تنازلات للمشاركة في أفلام أخرى، قال: "أشارك في أفلام تقدّم شخصية واقعية أستطيع من خلالها التمتع بمساحة الشخصية ونوعية الدور"، جازماً بأن "هناك أفلامًا لا يُمكنني المشاركة فيها".

وكشف أنه "عُرض عليّ لعب دور في فيلم من بطولة عارضة أزياء شهيرة فقلت لهم أوافق بشرط أن تعطوني نصف المبلغ الذي تقاضته هي عن دورها"، وتابع، ممازحاً: "صدموا عندما سمعوا ذلك، فمن المؤكد أنها تقاضت مليونًا أو مليونًا ونصف المليون دولار".

وتناول الحديث موضوع البدل المالي القليل الذي يتقاضاه الممثلون اللامعون الذين لا يؤدون أدواراً بطولية، وقال أبي سمرا إن "الممثل في لبنان يفتقد إلى الحقوق الأساسية وإنه يعمل بمجهود شخصي وعليه أن يكافح ويسعى ليعيش".

بين زياد دويري ونادين لبكي

وعن تجربته المسرحية والسينمائية، قال إنها "المحطة التي شكلتني والتي عجنت فادي الممثل الذي بدأ يظهر من خلال الدراما". وكشف أن شغفه الأساسي هو المسرح، وقال: "أشعر أنني خُلقت في المسرح وأن شخصيتي بُنيت في المسرح، كذلك أعشق السينما التي ألمس فيها روحًا وشاعرية".

وعن فيلمَي "قضية رقم 23" لزياد دويري و"كفرناحوم" لنادين لبكي، اللذين حققا نجاحاً عالمياً بمشاركتهما بأهم المهرجانات السينمائية الدولية، قال أبي سمرا: "تجربتي التمثيلية الأولى كانت مع زياد دويري عام 1996، وهو مخرج مبدع وحساس، أما نادين لبكي فهي من المخرجين الذين برزوا بقوة وطرحوا قضايا في أفلامهم وتعاملوا مع السينما بشكل راق جداً".

هذا رأيي بنجوم ونجمات رمضان!

وعن المسلسلات التي عُرضت في شهر رمضان الأخير، كشف أنه على صعيد التمثيل أُعجِب جداً جداً بأداء الممثلة السورية دانا مارديني في مسلسل "تانغو"، واعتبر أنها نجمة رمضان 2018 بين جميع الممثلين والممثلات، وقال إن "باسم مغنية لَمع في تانغو ولفتني جداً".

ورأى في هذا السياق، أن "دانييلا رحمة برزت في عدد من المشاهد وهذا يحسب لها؛ لأنها ما زالت في بداية التجربة وما زال أمامها المجال لتطوير نفسها وأدائها أكثر".

وأشار إلى أنه أُعجب بأداء الممثلة نادين نجيم في القسم الأول من مسلسل طريق أكثر من القسم الثاني، ورأى أن "الممثل السوري عابد فهد لعب دوراً ممتازاً واشتغل على تفاصيل الشخصية بشكلٍ دقيق".

أما في مسلسل "ومشيت" للكاتبة والممثلة كارين رزق الله، فقال أبي سمرا إن الممثل وسام فارس لفت انتباهه فكان "محببًا ولطيفًا وجميلاً".

وأشار إلى أن لديه ملاحظات على المسلسل الذي "كان يلمع حيناً ويخفت وهجه في أحيان أخرى". وقال: "كارين مجتهدة وأرى أنها ستُقدّم أعمالاً أفضل".

كذلك، رأى أبي سمرا أن "هيفا وهبي ممتازة في التمثيل وحضورها تمثيلياً لافت جداً".

وكشف أنه سيستمر في المشاركة بأعمال درامية شرط أن يقتنع بموضوع العمل وبالشخصية التي سيجسدها.

فيلم جديد إلى الصالات قريباً

وعن مشاريعه المقبلة، كشف أنه يُشارك في الفيلم السينمائي "بيروت هولدم" للمخرج ميشال كمون وسيُعرض ابتداءً من أواخر أيلول المقبل، وأشار إلى أنه يؤدي دور ميكانيكي في الفيلم، وقال إن "الدور خاص وسأطل بـLook مختلف".

وعلى صعيد المسرح، أعلن أنه يعمل وعصام بو خالد على فكرة، سيقدمانها في الموسم المقبل على خشبة المسرح.