صحة الطفل

4 مارس 2022

هل تعويد أطفالك على النظام النباتي يعرضهم لمتاعب صحية؟

قد تُوَجَّه لك كأم بعض الانتقادات حال أخبرتي من حولك باعتزامك تعويد أطفالك الصغار على النظام النباتي، حيث ستتهمين بعدم منحك إياهم ما يلزمهم من بروتينات ومغذيات.
والحقيقة أنه مع تنامي شعبية الأنظمة الغذائية النباتية هذه الأيام، بات مقبولا عن ذي قبل أن تقوم الأمهات بتعويد الأطفال منذ الصغر على الأنظمة الخالية من المنتجات الحيوانية.
لكن ما يجب معرفته أيضا هو أن تربية الطفل منذ الصغر وتعويده على إتباع النظام النباتي هو أمر قد يصاحبه بعض المخاطر، وقد لا يكون مناسبا لكل الأطفال.
ونستعرض معك في السطور التالية كل ما يمكنك معرفته عن تأثير ذلك النظام على الأطفال.

سلامة النظام النباتي بالنسبة للأطفال





أكثر ما يشغل بال الأمهات حين يتعلق الأمر بتأثيرات النظام النباتي على الأطفال الرضع من سن الولادة حتى 12 شهرا هو ما إن كان منع اللحوم، منتجات الألبان، الأسماك أو البيض عنهم قد يضرهم في شيء أم لا، والحقيقة أنه من الآمن والصحي عموما لمعظم الأطفال أن يداوموا على إتباع نظام نباتي خلال تلك المرحلة من أعمارهم.
وأشار باحثون إلى أن ما يحتاجه الطفل في أول شهور من حياته هو نوع واحد من الطعام، ألا وهو لبن الأم أو اللبن الصناعي، والخبر الجيد هنا هو أن الرضاعة الطبيعية تتوافق مع نمط النظام النباتي، ولا يوجد بينهما أي صورة من صور التعارض.

التأكد من حصول الطفل على التغذية الكاملة





عند اتباع أي من الأنظمة الغذائية، يجب الاهتمام بالثلاث مغذيات الكبرى، وهي البروتين، الدهون والكربوهيدرات، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالمقادير التي يجب أن يتناولها الطفل متبع النظام النباتي من البروتينات والدهون.
ومثلا يجب على الأم أن تتعامل الأمر بحذر عند إطعامها طفلها بدائل الحليب النباتي منخفض البروتين كحليب اللوز، جوز الهند أو الأرز، لأن تلك الأنواع لا يوصى بإعطائها للرضع والأطفال الصغار، لأنهم ستشبعهم دون منحهم القدر الكاف من التغذية.
وكذلك يجب على الأم أن تلتزم بمصادر الدهون النباتية الصحية عند تقديمها للطفل، مثل الزيت النباتي، زبدة البذور والمكسرات، بذور الكتان المطحونة، بذور الشيا والأفوكادو.

كيفية التعامل مع مخاطر نقص المغذيات التي قد يتعرض لها الطفل





العناصر الغذائية التي تثير القلق في النظام الغذائي النباتي هي العناصر التي تتواجد بكميات صغيرة في النباتات مقارنة بالأطعمة الحيوانية، وتشمل على سبيل المثال لا الحصر فيتامين بي 12، اليود، الحديد والكالسيوم.
ولهذا ينصح بمزج مصادر الحديد النباتية مثل العدس، البازلاء، الفول، البذور المطحونة، زبدة البذور والتوفو مع أحد مصادر فيتامين سي، واستخدام مقلاة من حديد الزهر للطهي ثم تقديم وجبة حبوب مدعمة بالحديد للأطفال، حتى لا يتعرض الطفل لنقص في عنصر الحديد الهام لعملية النمو.

ماذا عن كثرة الألياف في النظام النباتي؟


ثبت أن كثرة الألياف لا تسبب غازات، إسهال وانزعاج زائد فحسب، بل تبين أنها قد تسبب عواقب أخرى أقل وضوحا، حيث تبين أن كثرة الألياف قد تؤدي لضعف امتصاص المغذيات الهامة مثل الحديد، الزنك والكالسيوم.
لذا ما يتعين عليك فعله كأم عند تقديم الأطعمة بالغنية بالألياف لطفلك كما الصويا، الخضروات، الحبوب والفول هو:
- زيادة الألياف بشكل تدريجي في نظام الأطفال الغذائي.
- تقديم مزيد من السوائل بالتوازي مع زيادة الألياف.
- نقع الفاصوليا، الحبوب، المكسرات والبذور لتحسين قابلية الهضم وتقليل تماسك المغذيات.

نصائح أخرى





- تقبل احتمالية حصول طفلك على بعض المنتجات الحيوانية في غيابك.
- معرفة أن حصول طفلك على قضمة من الجبن مثلا لن يضره في شيء.
- معرفة طبيعة طفلك بخصوص أنظمة الأكل، فمثلا الأطفال الذين يصعب إرضاؤهم في تناول الطعام أو الذين يعانون من صعوبات في التغذية، قد يكونون أكثر عرضة لخطر نقص التغذية، ولهذا، لا يكون النظام النباتي هو النظام الأمثل بالنسبة لهم في نهاية المطاف.
- استشارة طبيب الأطفال بخصوص جدوى إبعاد المنتجات الحيوانية عن الطفل لو كان يعاني من تلك المشكلة الصحية السابق الإشارة إليها، لتضمني التعامل معه بشكل صحيح.
- معرفة أن النظام النباتي خطر على الأطفال المعرضين بشكل كبير لخطر الحساسية الغذائية.
- ضرورة الرجوع دوما لطبيب الأطفال من أجل استشارته بخصوص النظام النباتي ومدى ملاءمته لحالة طفلك، لاسيما وأنه لا يكون مناسبا لبعض الأطفال في مراحل معينة.