يعاني عدد كبير من الأهل من عادات أطفالهم السيئة والتي تتمثل بقضائهم ساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون والموبايل أو التابلت، وهو ما يسمى بوقت الشاشة، وهذا يسبب تأثيرا كبيرا على عيون الطفل كما على عقله.

فقد أكدت العديد من الدراسات أن 30 % من الآباء يرون أن أطفالهم يعانون من واحد على الأقل من الأعراض التالية بعد تعرضهم لأكثر من ساعتين من وقت الشاشة كل يوم وهذه الأعراض هي الصداع، ألم في الرقبة والكتف، إجهاد العين، جفاف العين وتهيجها، قلة الانتباه، سلوكيات سيئة وعدوانية، التهيج العصبي.

ولفتت الدراسة إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة يعرض المرء أكثر للصداع النصفي وآلام الظهر والكتفين، فضلاً عن تضرّر قرنية العين، واحتمال فقدان جزئي للنظر.

وخلصت الدراسة إلى أن البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة ترتفع معدلات إجهاد العين الرقمية لديهم، وتصل إلى 73%. حيث إنَّ 65% من الأطفال والمراهقين يمضون ساعتين أو أكثر يومياً على الأجهزة الرقمية.

وقال 77% من الآباء إنهم قلقون جدا حول تأثير هذه الأجهزة على عيون الأطفال. وتبين أنَّ النساء أكثر عرضة من الرجال لاستخدام أجهزة متعددة في وقت واحد وأكثر عُرضة للشعور بآلام الظهر والرقبة.

إلى ذلك، أشار 90% من الأشخاص الذين شملهم الاستفتاء إلى أنهم لم يتحدثوا مع أطباء عيونهم عن استخدامهم هذه الأجهزة الرقمية وتأثيرها على عيونهم.

وفي السياق نفسه، نصحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال باتخاذ خطوات يمكنها حماية صحة العين، عبر الحدّ من مدَّة استخدام هذه الأجهزة، أي ما لا يزيد على ساعة أو ساعتين يوميا للمساعدة في درء عدد من المشاكل الصحية، بما في ذلك مشاكل الانتباه، وصعوبات المدرسة والنوم واضطرابات الأكل، والسمنة.

وقدَّمت الأكاديمية اقتراحا يكمن في اعتماد ما يسمَّى بـ "نظارات الكمبيوتر" وهي عبارة عن تكنولوجيا العدسات الجديدة التي تحمي العين من الضوء الأزرق ووهجه، والضغوطات البيئية الأخرى. ويمكن شراؤها مع أو من دون وصفة طبية.

أما بالنسبة الى أبرز النصائح التي يمكن اعتمادها لمنع إجهاد العين هو اللجوء إلى قاعدة 20- 20- 20، أي مقابل كل 20 دقيقة عمل عن قرب، يجب أخذ 20 دقيقة استراحة للنظر إلى شيء ما يبعد 20 قدما.

كاميرا "فوشيا" التقت الاختصاصي بجراحة العين د. بلال ابراهيم؛ إذ تحدث عن أبرز المشاكل التي يعاني منها الأطفال الذين يمضون ساعات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية.