صحة الطفل

10 مارس 2021

ما هو اضطراب البيدوفيليا.. وهل يعتبر مرضًا؟

"البيدوفيليا" Pedophilia كلمة لها عدة معانٍ كلها تصب في اتجاه واحد، منها اشتهاء الأطفال جنسيًا، وعشق الأطفال، أو ولع جنسي تجاه الأطفال أو القاصرين.

وتشمل البيدوفيليا الاعتداء على الأطفال والتحرش بهم واغتصابهم، أو حتى إجبارهم على لمس الأعضاء التناسلية للشخص "البيدوفيل"، واستخدامهم لإشباع رغبات وغرائز جنسية لشخص بالغ عاقل، وفي بعض الحالات يكون "المُعتدِي" مراهقًا.

ويقول الخبراء النفسيّون، أنه يُطلق على هؤلاء الأشخاص "Pedophils" أي مشتهي الأطفال، وغالبًا يكون الشخص المعتدِي جنسيًا على طفل أو طفلة من أقاربه أو بيئته نفسها، فأحيانًا قد يكون "الوالد، العم، الخال، الجد، الأخ" أو أحد المقربين من العائلة، مثل الجار وزوج الأخت أو صديق العائلة، ومن الممكن جدًا أن يكون هذا الشخص متزوج ولديه أطفال أيضًا، ولديه قدرة كبيرة على اقناع الناس بأخلاقه العالية أمام المجتمع المحيط به.

وعلى الرغم من أن الجدل العلمي الذي لم يُحسم في تشخيص "اضطراب البيدوفيليا"، لكنّ هناك إجماعًا من الأطباء والباحثين والخبراء حول العالم، على تعريف البيدوفيليا كميول جنسي شاذ غير مرتبط بمرض معين أو خلل في الهرمونات لدى "المُعتدِي" أو حتى خلل عقلي يجبره على فعل جريمة الاعتداء الجنسي، ما يعني أن البيدوفيل هو شخص عاقل راشد لديه ميول جنسية شاذة تجاه الأطفال، لكنه قادر على كبحها ومعالجتها، من خلال التحكم في سلوكه وانجذابه للأطفال الذكور أو الإناث.



وللتأكيد على ذلك، أوضحت عدة أبحاث تناولت تشخيصات نفسية وطبية، لأشخاص يعانون من "اضطراب البيدوفيليا" أن كثيرين منهم يكرهون رغباتهم الجنسية ويحاولون كتمها ومعالجتها، ولا يحاولون إرضاء رغباتهم تجاه اشتهاء الأطفال بأي شكل من الأشكال، لأسباب أخلاقية وإنسانية، ويخافون من وصمهم بالعار طوال حياتهم.

وأضافت الأبحاث، أن في المجتمعات التي تفتقد لقوانين حماية الطفل والقاصرين، غالبًا ما تتكرر تلك الحوادث من أشخاص لا يعانون من اضطراب البيدوفيليا أصلًا، وليس شرطًا أن يكون المعتدِي جنسيًا على طفل هو شخص يعاني من اشتهاء الأطفال، عادة يكون لديه رغبة كبيرة في تفريغ غريزته الجنسية بأشخاص يراهم أضعف منه في قدرتهم الجسدية.

ويقول الخبراء، أن المسؤولية في ظل غياب القوانين التي تردع المجرمين، تقع على الأمهات والآباء، إذ يجب عليهم خلق مساحات آمنة بينهم وبين أطفالهم، من خلال الحديث معهم وتوعيتهم في الحفاظ على أنفسهم وتدريب أطفالهم على رفض أي ملامسة جسدية غير مريحة، قد يتعرضون لها.

وونصح الخبراء الأمهات بالاستماع لأطفالهم وتصديقهم وعدم لومهم، حينما يُعبّرون عن اعتداء تعرضوا له، أو عن موقف حدث معهم في الشارع أو في المدرسة أو حتى في منازل الأقارب التي يرتادوها للعب. 

كما نوه الخبراء، إلى ضرورة حرص الأمهات والأباء على تبيه أطفالهم من الأغراب، من ضمنهم أصحاب المحلات التجارية "السوبر ماركت" التي يذهبون للشراء منها، حيث إن ممارسة سياسة تكميم الأفواه للأطفال، أو معاقبتهم على مصارحتهم، أو إسكاتهم أثناء الحوار، لا يقل خطورة عن جرم الاعتداء نفسه.