صحة الطفل

12 يونيو 2020

منها المغص الشديد.. لماذا يبكي الطفل حتى تنقطع أنفاسه؟

يُعتبر الغضب أحد ردود الأفعال الأكثر تكراراً عند الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة. وما بيّنه علماء النفس في هذا المجال أن انفجارات الغضب تصل إلى ذروتها بين الثلاث والأربع أشهر الأولى من حياة الطفل، ثم تنحسر نسبياً بعد ذلك.

وتشير أزمات البكاء المطولة والمتكررة عند الرضع والأطفال الصغار إلى أنهم يواجهون العديد من الأمراض، إذ يجب تحديد ما إذا كان هناك مرض يعاني منه الطفل الذي يبكي باستمرار، الأمر الذي يستدعي الحصول استشارة اختصاصيي الأطفال، بدلاً من طلب العلاجات الشخصية.

أسرار بكائه المطوّل حتى قطع أنفاسه

الاختصاصية في قسم صحة وأمراض الأطفال في مستشفى ميموريال الدكتورة ممنونة الأداغ تشير إلى بكائه المستمر إلى أن تتوقف أنفاسه، منها: شعوره بالجوع أو البلل أو الحاجة إلى الحب والاهتمام، وأهمها الشعور بالألم. لذلك، قد يبكي بصورة مقلقة تستوجب عدم تعطيل المتابعة المنتظمة من أجل تحديد السبب، وعدم تجاهل توصيات الطبيب وتطبيق العلاج الصحيح.

وترى الأخصائية أن أسباب البكاء تختلف تبعاً لعمر الطفل، فإذا بكى مطولاً في الأسبوع الأول من ولادته، فقد يكون ذلك لشعوره بالجوع، فإن رضع وشبع، ثم واصل بكاءه، فيُعتقد حينها أنه يعاني من الغازات، ما يتطلب إجراء عملية تدليك لاستخراج الغازات منه.

ومن السلوكيات الأخرى المفيدة لفّ مفصل ورك الطفل ببطانية فضفاضة، لدعم الرأس والرقبة، وهزّه بحركات إيقاعية بسيطة.

وإن كان في مرحلة التسنين، فيكون تقديم اللّهاية له، بمثابة أداة تريحه إذا عمل على عضّها.

في الأشهر الثلاثة الأولى

غالباً ما يبكي بشدة لشعوره بالمغص الشديد، فيبكي مطولاً لعدم مقدرته على التعبير. لذلك يجب أن يكون الأبوان هادئيْن، ويوفران الجو الدافئ للطفل، وإجراء تدليك منتظم يعالج المغص، مع إبعاد الأم عن الأطعمة التي تولد الغازات، ووضع منشفة دافئة على بطن الطفل لكي تُشعره بالراحة. وغالباً ما تنتهي هذه الحالة الفسيولوجية تلقائياً بعد الشهر الثالث أو الرابع بحسب الدكتورة.

خلال العامين من عمره



بحسب الدكتورة الأداغ، فإنه وخلال العاميْن من عمره، من الضروري الانتباه إلى بكائه والاستجابة له، لأن هذا السلوك يوفر عنده البنية التحتية لتطوير شعوره الدائم بالثقة.

بعد العامين

بدلاً من التجاوب السريع معه لمجرد بكائه، ينبغي تشجيعه على شرح ما يريده بالإشارات والإيماءات، وليس بالبكاء. لتحديد ما إذا كان يبكي بسبب المرض أو الجوع، عندئذٍ، على أبويْه استشارة طبيب الأطفال وإجراء الفحوصات اللازمة له إن زاد الأمر عن حده.

وما يدعو إليه اختصاصيو أمراض الأطفال أن تكون الأم ذات بصيرة سلوكية تمكنها من معرفة سبب بكائه المتواصل، وأن لا تتركه طويلاً دون أن تتفقد حوائجه وتراقب سلوكياته، مع مراعاة وقت وجباته، وما يتعلق بأمور نظافته.

مع تشديدهم على الحذر من إمداده بأي أعشاب أو مهدئات بغرض تهدئة أعصابه، فيما هي في الواقع تضر بصحته، وتنعكس عليه بشكل سلبي وتزيد من معاناته.