صحة الطفل

31 مارس 2020

الأطفال وفيروس كورونا.. ما سبب تناقض العلماء؟


 

اختلفت الدراسات والأبحاث حول مدى تأثير فيروس كورونا المستجد على الأطفال، لاسيما وأن عددا من العلماء أكدوا عدم احتمالية إصابة الرضعّ بالمرض في البداية، لكن بعد ظهور العديد من الحالات بينهم، تغيرت الأقاويل أيضا.

وأجرى أطباء صينيون أبحاثا على الأطفال بشأن مدى تأثّرهم بفيروس كورونا وتوصلوا إلى أنهم والمراهقون لم تزد نسبة تأثرهم عن 0.2 في المئة مقابل 15 في المئة لدى كبار السن.

وأشار الأطباء إلى أنه لا توجد معلومات كبيرة عن أعراض المرض على الأطفال غير الأعراض المعروفة وتتمثل في الحمى والرشح والسعال، ولفتوا إلى أنه قد يتعرض بعض الأطفال لمضاعفات نتيجة لمشاكل صحية أخرى تتزامن مع الإصابة بكورونا مثل ضعف الجهاز المناعي وأمراض أخرى ولكن المعروف أن أعراض المرض لدى صغار السن متوسطة أو خفيفة.

في المقابل حذر طبيب إيطالي من مقولة "حصانة" الأطفال من الإصابة بفيروس COVID-19 مطالبا الجميع بالمساهمة، للفوز بالمعركة ضد كورونا، بعد أن رأى عددا من الناس لا يزال يتعامل مع الأطفال بصفتهم محصنين من الإصابة بهذا المرض من دون أن ينتبه إلى إمكانية أن يكون الأطفال ممرا لنقل العدوى، الأمر الذي يمكن أن يفاقم خطر ذلك الفيروس.

وفي الآونة الأخيرة أعلنت الولايات المتحدة عن وفاة طفل لا يتعدى عمره شهرا بسبب فيروس كورونا، كما تم الإعلان عن إصابات في صفوف الأطفال في بريطانيا وعددها ثلاث، إضافة إلى إصابة طفل لا يتعدى عمره العامين في تونس والأردن، وكذلك تم الكشف عن أصغر مصابي كورونا بالعالم يعود لرضيع إيراني يبلغ عمره 35 يوما.

وأكد رئيس جمعية طب الأطفال الإيطالية، البروفيسور ألبرتو فيلاني، وجود 300 طفل حتى الآن ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، مبينا أن حالاتهم جميعا ليست بالخطيرة.

وبعيدا عن الإصابة بهذا الفيروس، أكد أطباء آخرون أنه يمكن أن يكون الأطفال في الواقع حاملين غير مرئيين له، ومن ثم هم"وصلات" مهمة في سلاسل انتقاله في المجتمع.

وذكر عدد من الخبراء أنه ما زالت هناك قطعة مهمة من "أحجية الصورة الناقصة"، ففي حين يشك الكثير من العلماء في أن للأطفال دورا رئيسا يلعبونه في هذا التفشي "فإن الأدلة القوية لدعم هذا الاعتقاد لا تزال غير موجودة"، على حد قولهم.

وقام الباحثون الصينيون في أكبر دراسة من نوعها، بفحص نتائج الإصابة بفيروس كورونا في أكثر من 2000 حالة مؤكدة أو مشتبه بها في مرحلة الطفولة، وتبين أن ما يزيد قليلا على نصف الأطفال ظهرت لديهم أعراض خفيفة تشبه البرد، أو لم تظهر عليهم أعراض على الإطلاق.

ورغم تسجيل إصابات شديدة وحرجة بالمرض عند نحو 5 في المئة من الأطفال الذين تمت دراستهم، عمر أصغرهم أقل من عام واحد، حيث كانت مستويات الأكسجين في الجسم منخفضة بينما تتعرض الأعضاء المختلفة للتهديد، فإن هناك فجوات كبيرة لا تزال في هذا التحليل وفق المختصين.

وبينت نظريات سابقة أن سبب انخفاض الإصابة بين الأطفال هو أن المستقبلات أو البروتينات في الخلايا البشرية التي ترتبط بها الجسيمات الفيروسية، والتي تسمى مستقبلات "ACE2" ، قد لا تكون متطورة لدى الأطفال مقارنة بالبالغين أو قد يكون لها شكل مختلف، الأمر الذي قد يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للفيروسات للدخول إلى الخلايا والارتباط بها والتكاثر.