صحة الطفل

11 يناير 2020

هل من الصحي تعريض "حديثي الولادة" للهواء في الشتاء؟

من أكثر المشاهد التي لا يمكن لأحد تحملها بمجرد زيارة إحدى الدول الإسكندنافية، هو مشهد الأطفال الرضع وهم يقضون قيلولتهم في عرباتهم خارج المنازل ووسط تساقط الثلوج والأمطار في درجات حرارة تصل إلى سالب 10 درجة مئوية.

ويحرص معظم الناس على إبقاء أطفالهم حديثي الولادة في أماكن دافئة بشكل متواصل لعدة شهور بعد ولادتهم، ذلك لأنهم مكثوا كأجنة في أرحام أمهاتهم، حيث الدفء الذي كان يغمرهم طيلة فترة الحمل، وأنهم حين يخرجون للدنيا لا تكون لديهم القدرة على التكيف مع تقلبات الطقس وبالتالي لا يستطيعون تنظيم درجة حرارة أجسامهم الصغيرة بسبب قلة الدهون فيها وسرعة فقدانها للحرارة.

مقابل ذلك، يعتقد آخرون أن تعريض الأطفال للهواء الطلق لعدة ساعات يوميا، وحتى في فصل الشتاء القارس، أمر ضروري للغاية، ويجعلهم ينامون بشكل أفضل في السرير، كما يقوي جهازهم المناعي منذ نعومة أظفارهم.

السويدية ليسا ماردون، وهي أم لثلاثة أطفال، تقول: "أعتقد أن استنشاق الأطفال للهواء الطلق منذ ولادتهم أمر صحي لهم خصوصا في فصل الشتاء عندما تنتشر الأمراض"، في إشارة منها إلى أن هذا الأمر يساعد في مكافحة العدوى، ويقوي جهاز مناعة الطفل في تحمل درجات الحرارة المتدنية حينما يكبر، وبالتالي فإن نومه لساعات في كومة من الثلج والبرد، يفيد صحته على المدى البعيد.

أم تروي تجربتها

إنه ليس أمرا مستحدثا في المجتمعات الإسكندنافية، بل إنه تقليد قديم واعتقاد سائد ومتوارث عبر الأجيال، فأم ليسا، واسمها غونيلا، تبلغ من العمر 61 عاما تقول إنها أيضا اعتادت فعل ذلك الأمر مع ليسا نفسها عندما كانت حديثة الولادة، وهذا ما جعل ليسا تعبر عن شكرها لوالدتها؛ لأنها عاشت التجربة التي ساعدتها على التأقلم جيدا مع الظروف المناخية الصعبة.

لقد أصبح مشهد صف طويل من عربات الأطفال وهي موضوعة خارج مراكز رعاية الأطفال أو أمام البنايات أو في شرفات المنازل في الدول الإسكندنافية أثناء فترة تساقط الثلوج أمرا مألوفا، في مشهد يستحضر أمجاد سكان تلك المنطقة وأساطيرهم التي أظهرت أن هذا الشعب كان جبارا وقويا ويصارع كل الظروف التي تعترضه، ومنها الظروف المناخية القاسية التي تعيشها تلك البلدان.

في الوقت نفسه، يقول أحد المسؤولين عن دور الحضانة في السويد مارتن جارن ستروم: "مع ذلك، ينبغي عدم إغفال ضرورة ارتداء الأطفال للملابس الصوفية الدافئة أثناء وضعهم في الخارج، وخصوصا الرأس لأنه أكثر الأجزاء فقدانا للحرارة. فهنالك مثل سويدي شعبي قديم يقول، لا يوجد أبدا طقس سيئ، بل توجد ملابس سيئة".

وأخيرا، ووفقا لنشرة توعوية رسمية نشرت في فنلندا، فإن أخذ الأطفال لقيلولتهم في الهواء الطلق أمر لا يشكل أي خطر على حياتهم، وتستطيع أي أم إخراج طفلها من المنزل بشكل تدريجي بعد الأسبوع الثاني من الولادة مع توفير التغطية الجيدة له.