صحة الطفل

14 أكتوبر 2019

لسانُ الرّضيع المربوط.. .يؤثّر على الأمّ والطّفل فهل هناك مخاطر لاستئصال اللّجام؟

يعاني بعض الأطفال الرُّضّع من مشكلة صحيّة تُسمى اللسان المربوط أو التصاق اللسان، واسمها العلمي "ankyloglossia"، وتُعدّ من العيوب الخلقية فيولد بها الطّفل، وتجعله يعاني من حركة اللسان فلا يستطيع الرّضاعة.

لكن قبل إصابتك بالقلق من هذه الحالة، تعرّفي على التفاصيل والحلول الممكنة، واعلمي أنّه بإمكانكِ إرضاع طفلكِ حتى مع إصابته باللسان المربوط. فقد يواجه بعض الأطفال صعوبة بالغة في الرّضاعة، ما يتطلّب إجراء عملية جراحيّة بسيطة لتصحيح الوضع.

وتقول كاثرين فيشر، مستشارة الرّضاعة في مستشفى كينجز كوليدج: "علينا معرفة ماهيّة وأبعاد المشكلة لكي نتمكّن من حلّها".

ما هو اللسان المربوط؟



يوجد في الفم ما يُسمّى بلجام اللسان، وهو عبارة عن سلسلة من الأنسجة أو زائدة لحمية تحت اللسان، ويقع في المنطقة الوسطى بين أسفل اللسان وقاع الفم، ويكون قصير الحجم على عكس طبيعته، ما يحدّ من حركة اللسان ويمنع طفلك من الرّضاعة بالشّكل الأمثل، على الرّغم من تعايش بعض الأطفال مع هذه المشكلة والرّضاعة بشكل طبيعيّ.

توضّح فيشر: "عندما تتحوّل أنسجة اللجام إلى اللسان المربوط، لا يقدر طفلكِ على تحريك لسانه بطريقة طبيعية، ولأنّها في منطقة سلفيّة ولا تظهر على طرف اللسان، يصعب عليكِ رؤيتها بوضوح، لكن في حال تمكّن الطفل من تحريك لسانه بشكل طبيعيّ فلن يحتاج للعلاج".

ربط اللسان الخلفي أم الأمامي؟

عندما يصاب الطفل باللسان المربوط من الأمام، يسهل عليك رؤيته بوضوح، لكن يصعب تحديد المشكلة في الجزء الخلفي من اللسان، كما يختلف كليًا عن الحالة الأولى، فيكون أكثر سُمكًا وبعدًا عن العين، ولا يمكننا رؤية الأنسجة المقيدة للسان؛ لأنّها مخفية بالأنسجة في الجزء الخلفي من اللسان، ويتمّ كشف الحالة عن طريق ملاحظة الطفل عند الرّضاعة.

هل اللسان المربوط حالة طبية شائعة؟



يصاب طفل من بين 7 أطفال باللسان المربوط، ويعاني 20 % منهم باللسان المربوط الخلفي، ويكثر حدوثها عند الذكور مقارنة بالإناث، كما يتدخّل العامل الجيني في الاصابة به، لكنّ المشكلة الأكثر تعقيدًا هي تحديد حاجة الطفل لعملية التصحيح من عدمه، بالإضافة إلى عدم إدراك الآباء لفهم المشكلة، وهل ترتبط بمشكلة التغذية عند الطفل أم لا.

هل يؤثّر ربط اللسان على الرّضاعة الطبيعيّة؟

يتأثّر الطّفل بهذه المشكلة بطبيعة الحال، نظرًا لعدم قدرته على رفع لسانه وتحريكه بالكامل في كافة الجوانب، ولا يتمكّن من غلق الفم على الثدي عند الرّضاعة، فيما يستطيع بعض الأطفال الرّضاعة بكميّة مضاعفة، بالرّغم من وجود هذه المشكلة.

تأثير اللسان المربوط على الطّفل والأم



لا يؤثّر اللسان المربوط على الطفل فحسب، بل تظهر معه مشكلة كبيرة على الأم، مثل الألم الشّديد في حلمة الثدي، بالإضافة إلى دخول الهواء لمعدة الطّفل ما ينتج عنه المغص وأعراض الجزر، وهي مجموعة من الأعراض مثل عسر البلع والانتفاخ وغيرهما.

ذلك علاوة على عدم حصول جسم الطفل على التغذية المناسبة، ما يحدث خللا في نموّ ووزن الطفل، سواء بالزيادة أو النقصان، وأخيرًا معاناة الطّفل من النوم غير المستقرّ.

هل اللسان المربوط مشكلة دائمة؟

لحسن الحظّ، تُعدّ أنسجة اللسان رقيقة وحساسة جدًا، ما يمكًن الطّفل من تحريك لسانه بشكل صحيح، ويجعله يدير المسألة بكلّ سهولة بمرور الوقت. لذا، لا داعي للقلق، لكن عليكِ الانتظار لمعرفة مدى تكيف طفلكِ مع الحالة، وهل يستفيد من الرّضاعة بشكل منتظم.

ما هو العلاج المناسب؟



تُبيّن فيشر أنّ هناك إجراء طبيًا بسيطا بفصل اللسان، عن طريق قطع اللجام أسفل اللسان، باستخدام أداة لرفعه لحماية الأوعية الدمويّة، ويقصّ هذا الجزء بنقص منحني الأطراف، وغالبًا ما يشعر الطفل بالانزعاج لأيام قليلة، ثمّ تنتهي المشكلة تمامًا.

مخاطر استئصال اللجام

تكمن مخاطر استئصال اللجام في حدوث المشكلة مرّة أخرى، لذا تقدّم فيشر نصيحة للآباء بالعناية الفائقة بالجروح، والتغذية المتكرّرة مع تجنّب الزّجاجات والتيتينة أو السكاتة في الأيام الأولى من الجراحة، كما لا ينصح بهذا الاجراء فور اكتشاف هذه المشكلة، ويفضل الانتظار لأيام أو حتى أسابيع، إذْ ربّما يتكيّف الطّفل مع الرّضاعة بمرور الوقت، ويعثر على طريقة جيّدة بعد عدّة محاولات للرّضاعة، وأخيرًا الرّضاعة الطبيعية هي أفضل الطرق للعلاج، وفي حال لم يتمكّن طفلكِ بعد عدّة محاولات عليكِ باستشارة الطبيب.