صحة الطفل

29 سبتمبر 2019

إليكِ كل ما يجب معرفته عن حساسية الطعام عند الأطفال!

قبل إطعام الأغذية الصلبة للرضيع بعد الشهر السادس من عمره، يتوجّب على كل أم معرفة تفاصيل أكثر عن حساسية الطعام ومعرفة كيفية السيطرة عليها وإدارتها عند الأطفال الرضع.

لكن قبل التطرُّق لمعرفة التفاصيل، عليك أولًا معرفة الأسباب الكامنة وراء حدوث هذه المشكلة، وما هي طرق علاجها، فحساسية الطعام تحدث نتيجة ردِّ فعل من الجهاز المناعي تجاه نوع معين من الطعام ويكون عاملًا أساسيًا في الإصابة بالأمراض وينتج عنها أعراض مشابهة للمرض، لكنها تنتج في الواقع بسبب وجود خلل في الجهاز المناعي.

أسبابها

ليس هناك سبب محدّد لحساسية الطعام، لكن الباحثين يُرجعون السبب لتطور مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، حيث تتم معالجة الطعام عن طريق المعدة ومن ثم ينتقل للأمعاء الدقيقة، ثم يمر عبر جهاز المناعة الموجود في بطانة الأمعاء.

على سبيل المثال يتعامل جهاز المناعة مع البروتين باعتباره مادةً غريبةً، وبذلك يطلق مادة كيميائية مضادة، ويتم التفاعل بينهما، ما يؤدي إلى ظهور أعراض واضحة تسمى بالحساسية الغذائية، ويعد الفول السوداني والبيض من أكثر المكونات شيوعًا لإثارة الحساسية.

وعندما يعاني طفلك من حساسية نحو طعام بعينه، قد يكون مرتبطًا بحساسية تجاه مكونات غذائية أخرى، فإذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه البابونج، فيمكن أن يكون لديه حساسية من عشب يسمى شوك الحليب.

ما هي الأطعمة التي تُسبّب الحساسية بشكل كبير؟



هناك أنواع معينة من الطعام، تُسبّب الحساسية لدى الأطفال بنسبه عالية، كالحليب والبيض والسمك والمحار والقمح والصويا، فضلًا عن الفول السوداني والجوز والبندق، كما أن هناك أطعمة تُسبّب الحساسية أيضًا، لكن بنسبه قليلة نوعًا ما، مثل السمسم والخردل والشوكولاته وغيرها.

عوامل خطرة

توجد 4 عوامل خطيرة تتسبّب في الإصابة بحساسية الطعام، منها العامل الجيني كإصابة بعض أفراد العائلة بهذا النوع من الحساسية، وبخاصة أحد الوالدين حيث تصل نسبة إصابة الطفل بالحساسية بنسبة 80%، في حال إصابة أحد الوالدين بها.

علاوةً على عمر الطفل، إذ تؤثر حساسية الطعام على حوالي 8٪ من الأطفال دون سن 3 سنوات ، وتقل عند الأطفال الأكبر سنًا، ويُعد الرضع هم الأكثر عرضةً للخطر بسبب عدم اكتمال نظام المناعة.

غير أن الربو أيضًا من أحد المسببات للحساسية، وبالرغم من عدم وضوح العلاقة بينهما، يعتقد الخبراء أن الربو ينتج عن مسببات الحساسية، مثل استنشاق الطفل لدقيق القمح وهو من أحد أسباب حساسية الغذاء.

وأخيرًا إصابة الطفل بأنواع أخرى من الحساسية مثل الأكزيما، وليس بالضرورة أن تؤدي هذه العوامل للإصابة بالحساسية، ولكنها تزيد فقط من فرص الإصابة بها، فقد يخلو جسم الطفل من الحساسية، بالرغم من وجود هذه العوامل!

ما هي أعراض الحساسية الغذائية عند الأطفال؟

تظهر الارتكاريا أو خلايا النحل، على شكل طفح جلدي في أماكن مُتفرّقة من الجسم، لكنه يظهر بشدّة على الوجه والظهر والعنق والساقين، ويميل لون الجلد من الأحمر إلى الوردي، بالإضافة إلى تورم الوجه والتهاب بعض أجزائه كالشفتين والأنف والجفون واللسان، فضلًا عن تضخم الأصابع المُصاحَب بالحكة.

كما تظهر أعراض أخرى، مثل سيلان الأنف على شكل إفرازات، وألم في البطن والقيء والإسهال والغثيان، كذلك تظهر آثار الانزعاج والخمول على الطفل، وليس للإمساك والحمى صلة بأعراض الحساسية كما يظن البعض.

وتظهر الحساسية تجاه الطعام خلال عدة دقائق، وفي بعض الحالات يتأخر ردّ فعل الجسم إلى 4-6 ساعات أو أكثر، وعندما تتأخر الأعراض يكون علامة على الإصابة بمتلازمة التهاب الأمعاء والقولون.

أمّا أعراض الحساسية المفرطة فتشمل ضيق الجهاز التنفسي وانسداد الأنف، وتورم عضلة الرقبة وزيادة ضربات القلب، بالإضافة إلى الدوخة وفقدان الوعي الجزئي، ناهيك عن تحول لون الجلد والأظافر إلى اللون الأزرق، وتحول لون البراز أيضًا إلى اللون البني المُحمَر.

كيف يتم تشخيص الحساسية الغذائية عند الأطفال؟



سيطلب الطبيب عينةً من الدم، لإجراء اختبارات الحساسية ثم يطالب بالتوقف عن تناول الطفل لأطعمة معينة، كما أن هناك طريقة أسرع وأدق وهي اختبار حساسية الجلد بالوخز بالإبر.

علاج حساسية الطعام؟

لا يوجد أدوية محدّدة لعلاج هذه الحالة، لكن توجد طريقتان هما الأكثر شيوعًا كالأدوية المضادة للهيستامين، وحقن الإيبينيفرين في حالة الحساسية المفرطة، أما الطريقة الثانية وهي تجنب الأطعمة المسببة للحساسية.

وتكمُن طرق الوقاية من الحساسية، باختبار الأطعمة المسببة لها عند اعطائها لطفلك، بأن تعطيها له بكميات بسيطة في البداية، وتنتظري ردة فعل الجسم تجاهها، ويمكنك زيادة الكمية عند التأكد من أنها لا تسبب الحساسية، ولا تتعجّلي في إدخال صنف آخر قبل 6 أشهر، واحرصي على تجنب تأخير الأطعمة الصلبة خشية الإصابة بالحساسية.

ما هو الفرق بين عدم تحمُّل الطعام والحساسية الغذائية؟

قد يختلط الأمر بين عدم تحمل الطعام، الناتج عن عجز الجهاز الهضمي على هضم جزيئات المواد الغذائية، وبين الحساسية الغذائية، لكن أعراضه مختلفة تمامًا عن المذكورة آنفًا، وتشمل آلام المعدة والإسهال، وتُعدّ بعض المكونات المُسبّبة لعدم تحمل الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز.