تطبيقات

11 نوفمبر 2019

تطبيقُ "أين زوجي" .. أيّة مشاكل سيخلقها إذا انتشر في الدول العربيّة؟

تداولت مواقع التواصل الاجتماعيّ فيديو فكاهيًا لزوجة أجنبيّة تسأل أحد التطبيقات على هاتفها المحمول عن مكان زوجها الآن "Where is my husband"، فيُظهر لها التطبيق إشارة لوجود زوجها في أحد البارات، حتى مع تبيان الملابس التي يرتديها للتوثيق أكثر من أنّه هو ولا أحد غيره.

وكان طبيعيًا أنّ هذا الذي أبلغها به التطبيق، يجعلها تمتعض وتتوعّد بأنّها ستتصرّف.

الجديد المحيّر في تلك المسألة، هو أنّ مثل هذه التطبيقات التي تكشف تفاصيل الحياة الزوجيّة، تستوجب أساسًا موافقة الزّوجين على استخدامها تحت مبرر حرص كلّ منهما على الآخر في حال حصول أمر طارئ لأحدهما.

لكنّ الذي يحصل عمليًا هو أنّ الحرص على الآخر بين الزّوجين يمكن أنْ يتحوّل إلى تجسّس مع كلّ ما يترتّب عليه من مشاكل مُحتملة.

ماذا لو؟



في خضّم تزايد حالات الطّلاق في معظم الدول العربيّة، فإنّ لقطة "أين زوجي" تبدو حتميّة الوصول يومًا إلينا. لتجعل الرّجل يسأل نفسه: ماذا لو وجد هذا التطبيق على هاتف زوجتي؟ كيف ستستخدمه وما هي نوعيّة الهواجس التي ستلاحقها؟

"فوشيا" طرحت هذا السّؤال المعقد على المتخصّص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات، ليجيب أنّه وفي ظلّ هذا السّباق الرّقميّ، ظهرت التطبيقات الذكيّة التي جعلت كلاً منّا وبكبسة زر، يحصل على طلباته المتعلّقة بكافة تفاصيل حياته الكبيرة والصّغيرة وصولاً إلى الانتقال من بلد إلى آخر دون معاناة.

ولكن لم يخطر بالبال على الإطلاق، أنْ تصل الأمور إلى ملاحقة الزّوج ومراقبة تحرّكاته ومعرفة مكان تواجده.

أمّا ما هو المتوقّع عند ظهور هذا التطبيق، فإنّ الزّوج الشّرقيّ أمامه خياران؛ فإمّا أنْ يلتزم طريقًا لا مساحة للمواربة فيه، لعلمه بمعرفتها التّامة بكلّ تحرّكاته وأعماله أينما وُجد، لا سيما إذا كان مضطرًا لخداعها والكذب عليها في بعض المرّات، أو يرفض وجود التطبيق على موبايل زوجته، ويطالبها بإلغائه، من باب رفضه تقييدها تحرّكاته ومعرفتها كافّة تنقلاته.

وبغير ذلك، يرى العمارات احتماليّة تولُّد صراعات مستمرّة جرّاء عدم تقبّلها غيابه الطّويل عن البيت، في الوقت الذي يُفترض أنْ يتواجد فيه معها ومع أولاده بدلاً من الأماكن التي يتردّد عليها.

حريّة التّحرّك قبل أيّ شيء

"للزوج خصوصيّات معيّنة لا يمكن تجاوزها، ولا يمكن للزوجة التّدخّل فيها" يقول العمارات. فكما هي لديها بعض الخصوصيّات والسّريّة التي لا يحقّ للزّوج الاطّلاع عليها من باب احترامها وتقديرها، يُفترض أنْ تكون له خصوصياته أيضًا. فالعلاقة بينهما لم تُبنَ إلا على التشاركيّة التي من المفروض تجنّب التّدخّل بعناصرها كونها محكومة بالثّقة والاحترام والحفاظ على سريّة المعلومات.

ونتيجة هذا التطبيق عند استخدامه في البلاد العربية تتبّع مسار الزّوج فقط لا أكثر، وإنْ كان المفروض استخدامه لمعرفة سبب تأخّر عودته إلى المنزل والاطمئنان عليه. ولكنّ استخدامه بشكل مفرط يؤكّد عدم ثقتها به وشكّها بعدم صدقه، ما سيُفضي إلى نشوب نزاعات لا أحد يعرف كيف تكون نهاياتها.

وباعتقاد العمارات، وقوع الزّوج ضحيّة هذا التطبيق، فإنّ أيّ تطبيقات أخرى لن تجدي نفعًا، طالما علاقتهما لا تغلّفها الثقة والتشاركيّة والاحترام المتبادل.