تعد صعوبات تعلم القراءة، أكثر الصعوبات انتشارًا بين تلاميذ المرحلة الابتدائية، وقد يكون ذلك سبباً لمعاناة الأطفال من مشكلات في التعرف على أصوات الكلام ومعرفة مدى صلتها بالحروف والكلمات، أو قد يكون له علاقة بمشاكل نفسية.
ما هو قلق القراءة؟
يعتبر "قلق القراءة" مشكلة نفسية لها علاقة بعسر القراءة، إذ يعاني فيه الطفل من خوف مفرط من القراءة، يعيق مجرى حياته اليومية. فعلى سبيل المثال، قد يكون الطفل قلقًا جدًّا بشأن القراءة، لدرجة أنه يرفض الذهاب إلى المدرسة.
كما هو الحال مع قلق الرياضيات، يمكن أن يؤثر قلق القراءة على الأطفال والبالغين على حد سواء، فالأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة، يبدوا أنهم يعانون من قلق القراءة، وهذا يعادل حوالي واحد من كل عشرة أطفال في المدرسة الابتدائية.
كيف يحدث قلق القراءة؟
تشير إحدى الفرضيات إلى أنه حينما يرتاد الطفل المدرسة لأول مرة، يكون معظم رفاقه في الفصل غير قادرين على القراءة، لكن بعد بضعة أشهر من الممارسة، يتعلم بعضهم هذه المهارة، فيما يعاني غير القادرين على اكتساب هذه المهارات من ردود فعل سلبية من قبل معلميهم وعائلاتهم والطلاب الآخرين، أو حتى أنفسهم.
وينتج عن تلك الردود السلبية اعتقاد الأطفال أنهم قراء سيئون وضعيفون، وهو ما يطلق عليه الباحثون اسم "مفهوم الذات الضعيف في القراءة".
وفي حال اعتقد الطفل أنه سيئ في القراءة، قد ينتابه الشعور بالقلق أو الخوف من القراءة، خاصة أمام الآخرين؛ ما يجعل من الصعب عليه التركيز في دروس القراءة، أو إيجاد طريقة للتهرب من الفصل عبر إلهاء نفسه باللعب أو الرسم. ومن المهم الإشارة إلى أن سلوكيات التجنب هذه هي استجابة معقولة تمامًا لقلق القراءة.
ما يجب على الوالدين فعله؟
من المهم معرفة أن مشاكل القراءة والصحة العقلية تحتاج إلى علاج من قبل الخبراء، فهي ليست شيئًا يمكن للوالدين القيام به بمفردهم في المنزل.
ومع ذلك، يمكن للوالدين المساعدة في تحديد ما إذا كان الطفل يحتاج إلى المساعدة عبر اللجوء إلى أخصائي علم النفس التربوي والمعلمين المؤهلين المتخصصين في عُسر القراءة؛ من أجل إجراء فحص له بحثًا عما إذا كان يعاني من عسر القراءة أو قلق القراءة.
وأحد هذه الاختبارات "اختبار قراءة الكلمات-CC2"، الذي يعمل على تقييم عمل العمليات الرئيسية في قراءة الكلمة الواحدة عن طريق مراقبة نطقه وقدرته في التعرف على الكلمة بأكملها.
إذا كانت النتائج تشير إلى أن الطفل يعاني من مشاكل في القراءة وقلق القراءة، فيمكن للمعلمين والأخصائيين مساعدة الآباء في العثور على أشخاص لمساعدتهم.