حصول القلق عند الأطفال أمر شائع، ولكن إذا وصلت شدة مخاوفهم بعد انفصالك عن شريكك إلى مستوى يبدأ فيه القلق بتعطيل أنشطتهم الروتينية، فقد يكون ذلك مؤشراً على اضطراب قلق الانفصال.
في هذا التقرير تجيب الكاتبة المختصة بالعلاقات الزوجية راشيل بيس، عن جميع الأسئلة التي ستدور بذهنك حول وضع أطفالك بعد الانفصال وكيف تتعاملين معهم، كما نشرت في موقع "marriage".
متى يصاب الأطفال بقلق الانفصال؟
لا بد أنك شهدت قلق الانفصال لدى الأطفال ورأيتهم يبكون عندما تقوم أمهاتهم بتسليمهم لشخص آخر. في الواقع، من الطبيعي إلى حد ما أن يخاف الأطفال الرضع والصغار من الابتعاد عن شخص لديهم ارتباط عاطفي آمن به.
وهذا جزء من عملية التطوير الخاصة بهم. عادةً ما يهدأ الطفل بعد فترة، وفي النهاية سيتخلص من القلق تمامًا.
يمكن ملاحظة قلق الانفصال لدى الأطفال الصغار على شكل التشبث أو نوبات الغضب أو البكاء، وهي ردود فعل طبيعية على الانفصال وتلتزم بمسارهم الطبيعي للنمو.
ومع ذلك، فإن مستوى شدة ومدة قلق الانفصال يختلفان بشكل كبير من طفل لآخر.
يمكنك محاولة تخفيف قلق الانفصال لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة من خلال الحفاظ على الهدوء والثبات. وفي الوقت نفسه، يمكنك محاولة وضع الحدود لأطفالك بلطف.
ومع ذلك، يستمر بعض الأطفال في الشعور بقلق الانفصال حتى بعد الجهود الاستثنائية التي يبذلها آباؤهم لمعالجة هذه المشكلة، ويقترب الطفل مما يسمى باضطراب قلق الانفصال.
اضطراب قلق الانفصال
هذه حالة قد يعاني فيها الطفل من قدر كبير من القلق عندما ينفصل عن أشخاص معينين أو حتى عند مغادرة المنزل. ويمكن أن تبدأ أعراض الخوف والقلق حتى قبل حدوث الانفصال فعليًا، وبعد ذلك، بالطبع، عند حدوث عملية التسليم، وأيضًا لفترة طويلة بعد ذلك.
إذا رأيتِ علامات قلق الانفصال لدى طفلك، وتشتبهين بأن طفلك يعاني من اضطراب قلق الانفصال، فتحدثي إلى طبيب الأطفال لتلقي العلاج المناسب.
وهناك العديد من الأشياء التي يمكنكِ القيام بها للمساعدة في تقليل الأعراض التي يعاني منها طفلك ومنها:
ممارسة الانفصال
في بعض الأحيان، أثناء التعامل مع قلق الانفصال لدى طفلك، تميلين إلى عدم ترك بصرك عنه، وهنا من الضروري ممارسة الانفصال حتى يعتاد طفلك عليه ويتعلم أن كل شيء سيكون على ما يرام من دونك.
ابدئي بترك طفلك مع شخص موثوق به، مثل أحد أفراد العائلة أو موثوق به آخر، لفترة قصيرة جدًا - حتى بضع دقائق فقط. في النهاية، قومي بزيادة الوقت الذي تقضينه بعيدًا عنه قليلاً، ومع كل نجاح صغير يحققه طفلك، سيقل قلقه. اجعلي هذا الأمر شيئًا منتظمًا، واستمري في ممارسة تطبيقه.
اجعلي طفلك يشعر بالراحة قبل المغادرة
في المقام الأول، إذا كنت تستخدمين جليسة أطفال أو أي رعاية أخرى للأطفال، يحتاج طفلك إلى التعرف على الشخص الذي ستتركينه معه. لذا، قبل أن تتركي طفلك مع شخص ما، خصصي بعض الوقت لتجلسي أنت وطفلك معه. ساعدي طفلك على الشعور بالراحة، تفاعلي أنت مع الشخص ثم اسمحي له بالتفاعل مع طفلك.
إذا تمكن طفلك من الشعور بالراحة مع الشخص بينما أنت موجودة، فهناك فرصة أكبر لأن يكون على ما يرام مع ذلك الشخص بعد مغادرتك. هذه الطريقة ممتازة لتخفيف قلق الانفصال لدى الأطفال.
لا تجعلي الوداع مشكلة كبيرة
طريقة وداعك لطفلك تؤثر عليه بشكل كبير، إذا تحولت الوداعات إلى مسلسل درامي مشحون بالعواطف، فإن ذلك يلفت الانتباه بشكلٍ مبالغ فيه إلى لحظة الانفصال؛ الأمر الذي يزيد من قلق الطفل.
فإذا كنتِ قلقة على كيفية مساعدة طفلك في التغلب على اضطراب قلق الانفصال، تذكري أن التصرف بأريحية يُعد أكثر فعالية. وحافظي على موقف إيجابي، ووضحي لطفلك بأن كل شيء على ما يرام، وأنك ستعودين قريبًا، وأنه سيستمتع بوقته من دونك.
موقفك من الوداع يؤثر بشكل كبير، وعلى كيفية إدراك طفلك له. كلما كنت أكثر هدوءًا، كان ذلك أفضل.
فغالبًا ما يعكس الأطفال مشاعر والديهم، خاصة في المواقف الجديدة التي تقلقهم. وقد يكون من الصعب الحفاظ على الهدوء عندما يبكي طفلك أو يشعر بالضيق، لكن ذكري نفسك بأن هذا مؤقت.
تحدثي مع طفلك عن الانفصال
حتى لو لم يفهم طفلك كل ما تقولينه بعد، فيمكنك الجلوس معه والتحدث عن الانفصال.
اشرحي له أن ابتعادكما مؤقتًا أمرٌ جيد، وأن حبك لم يتغير، ويمكنكما الشعور ببعضكما رغم المسافة.
تحدثي عن مخاوفه المحددة، واستمعي جيدًا وحاولي أن تجيبي عنها بطريقة مطمئنة.
خططي لشيء مسلٍ مع طفلك
فكري بالنشاط الممتع لطفلك الذي يمكنه القيام به أثناء غيابك؟، خططا معا وأخبريه أن هذا شيء خاص يمكنه القيام به مع المربية أو الشخص الآخر الذي سيهتم به.
وتحدثي عن مدى المتعة التي سيحصل عليها وكيف يمكنه أن يخبرك بكل ذلك عندما تعودين إلى المنزل.
إذا تفاقم اضطراب قلق الانفصال بمرور الوقت، فلا تتجاهليه واستشيري الطبيب في أقرب وقت ممكن. يمكن أن يكون التدخل الطبي في الوقت المناسب منقذًا لطفلك.