يُعد التواصل المفتاح الأساسي لتناغم العلاقة الزوجية واستمرارها. ويعتبر الاستماع الفعال إحدى أهم الوسائل لتحقيق التواصل. ومع ذلك، يواجه بعض الشركاء صعوبة في نقل مشاعرهم، أو في دفع شركائهم للاستماع إليهم.
في هذه السطور، سنحاول فهم الأسباب الكامنة وراء عدم استماع شريكك لك، إضافة إلى إلقاء الضوء على إستراتيجيات فعالة، يمكنها أن تعزز التواصل الفعّال، وبناء علاقة أكثر صحة ومتانة.
لماذا لا يصغي زوجي إليّ؟
وفقًا لطبيبة علم النفس جيني جاكوبسن، ثمة عوامل عدة قد تؤثر على قدرة الزوج على الاستماع بفعالية، أو التفاعل مع حديث شريكته، ومنها:
الإلهاءات
الحياة العصرية مليئة بالإلهاءات، من التكنولوجيا إلى ضغوط العمل، والتي يمكن أن تقلل من الوقت والطاقة التي يمتلكها شريكك للتواصل الفعال.
لا تتقنين التعبير عن مشاعرك
إذا كنت تجدين صعوبة في التعبير عن مشاعرك بوضوح، فمن المتحمل أن يجد شريكك صعوبة في فهمك والاستماع إليك أيضًا. من المهم تطوير قدرتك على نقل مشاعرك بصدق ووضوح، ودون توتر أو انفعال.
تفاصيل مفرطة عن الآخرين
التحدث عن تفاصيل علاقتك مع أشخاص آخرين، مثل زملائك في العمل أو أفراد عائلتك، قد يؤدي إلى شعور الشريك بالتململ أو عدم الاهتمام.
إحساسه بالحكم
إذا كنتِ تتخذين موقفًا نقديًا تجاه تصرفات أو أقوال شريكك أو نصائحه، فهذا قد يقلل من رغبته في الاستماع إليك.
لا تستمعين إليه
لتحقيق التواصل الناجح، يجب أن يكون الاستماع متبادلاً. إذا شعر شريكك بأنك لا تستمعين لما يقوله، فلن يجد جدوى من الحديث معك.
حديثك غير موجه
من الطبيعي أن تكون أفكارك غير منظمة، خاصة إذا كنت تشعرين بالقلق أو التوتر. لكن الحديث غير الموجه أو الذي يدور في حلقة مغرفة، يسبب إحباطًا للشريك ويقلل من حافزه للاستماع.
تلقين اللوم عليه
إذا كانت كل محادثاتك تنتهي بطريقة ما بإلقاء اللوم على شريكك، أو إغراقه بالانتقادات، فمن الطبيعي أن يتردد في الحديث معك ومشاركة أفكاره بصراحة.
تكررين المشاكل نفسها
إذا كنت تعانين من المشاكل نفسها باستمرار، فهذا قد يوحي لشريكك بأنك تتهربين من الحلول، وتكتفين بالتذمر.
ما إستراتيجيات تحسين التواصل؟
التعبير عن المشاعر بصدق
تعلمي كيفية التعبير عن المشاعر والاحتياجات بطريقة صادقة ومباشرة، فهذا يمكن أن يساعد في تجاوز الحواجز.
تخصيص وقت للتواصل
من المهم تخصيص وقت دون إلهاءات للتحدث والاستماع المتبادلين.
ممارسة الاستماع النشط
الاستماع النشط يعني التركيز الكامل على كلام شريكك دون التفكير في كيفية الرد. هذا السلوك يظهر احترامًا حقيقيًا لمشاعره وأفكاره.
تجنب الانتقادات اللاذعة
استبدلي الانتقادات بالتعليقات البناءة التي تشجع على التواصل بدلاً من إثارة الوضعية الدفاعية لدى الشريك أو التهرب من الحديث.
بناء الثقة
بناء الثقة يتطلب الوقت والصبر، لكنه أساسي لتواصل صحي. والتجارب الإيجابية المتكررة تساعد على تعزيز هذه الثقة.
استشارة متخصص
في بعض الحالات، قد يكون من المفيد اللجوء إلى متخصصين للمساعدة في تحقيق التواصل بين الشريكين وبناء علاقة أفضل.