عادةً ما يكون لأي شيء يتم ابتكاره أو إيجاده قصةً ما أدت إليه، وتم تداولها لتكون تاريخاً يمكن العودة إليه عندما نبحث عن سبب وجوده ولماذا جاء، وبلا شك أن هناك الكثير من أطباق الطعام العربية كان وراءها قصة لابتكارها أو تسميتها، منها ما هو لأسباب بطولية ومنها ما كان لأسباب إنسانية وأخرى ما جاء بمحض الصدفة.
فمثلاً يُعتقد أن الباميا زُرعت لأول مرّة في مصر القديمة، وذلك قبل أكثر من 2000 عام خلال العصر الإغريقي، ويُقال إن هناك نقوشاً على حوائط المعابد لها، وأنها كانت الأكلة المفضلة لدى الملكة كليوباترا آخر ملكات الأسرة المقدونية التي حكمت مصر، وهو ما يفسّر لنا نحن العرب سبب تسمية هذه الأكلة بطعام الملوك.
فيما تتحدث مصادر أخرى عن أن منشأ البامية الأساسي ليس مصر وإنما في دولتين هما الهند في آسيا، وإثيوبيا في إفريقيا، والتي من خلالها انتشرت زراعتها في الكثير من دول هاتين القارتين.
وعن طبق الملوخية فقد تعددت الروايات والحكايات التي تحدثت عن أصل هذا الطبق، فمثلاً تقول إحدى تلك الروايات إن المصريين القدماء عرفوا الملوخية بعد أن وجدوا أوراقها تنمو على ضفاف نهر النيل، ولكنهم خافوا منها بسبب اعتقادهم أنها سامة وسمّوها "خية".
ولكن عندما احتل الهكسوس البلاد أجبروا المصريين على تناولها؛ لإهانتهم، وكانوا يقولون لهم: "ملو-خية"، أي (كلوا) (خية)، وبعدما تناولها المصريون، اكتشفوا أنها غير سامة وتصلح للأكل.
هذا وتشير رواية أخرى إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، حاكم مصر في القرن التاسع كان قد منع المصريين من أكلها لسبب غريب، وهو حب الأمويين، خاصةً الخليفة معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية لها، في حين تقول رواية أخرى أنها منعت لأنها كانت تدفع الرجال والنساء إلى ارتكاب الخطايا.
وعن سبب تسميتها فيقال إن اسمها جاء أساساً من كلمة "الملوكية"، لأن الحاكم بأمر الله أصدر أمراً بمنع عامة الناس من تناولها وجعلها حكراً فقط على السلاطين والأمراء.
وهناك العديد من الروايات الأخرى التي تروي قصصاً وأسبابا مختلفة لبعض الأطباق العربية، كطبق الشيش برك وطبق اليبرق وطبق الطاجن المغربي والقطايف وفي الفيديو أعلاه نذكر لكم قصصها.