مع تطور الحياة واتساع رقعة استخداماتنا لمختلف الأجهزة الإلكترونية من حولنا وبدء إدمان أطفالنا على تلك الأجهزة الحديثة كما الموبايل، الآيباد، التابلت وكذلك التلفزيون، تواجه كثير من الأمهات بعض الصعوبات، لعدم قدرتهن على التعامل مع الأطفال بسبب تعلقهم بتلك الأجهزة وتمضيتهم أوقاتا طويلة عليها؛ ما يضر بهم في الأخير.
ومن هنا، بدأت تبرز بعض الأسئلة التي يصعب على الأم إجابتها، مثل: ما طول مدة مشاهدة التلفاز التي لا يمكن أن تضر بالطفل؟ هل يسمح لهم بالانخراط في تبادل الرسائل طوال اليوم؟ هل يمكنهم الاستفادة من المحتوى التعليمي؟ - وهي كلها أسئلة تشغل بالهن، ويتطلعن لمعرفة الإجابة عنها، ليتمكنّ من تنظيم أوقات أطفالهن الصغار.
ما هي الآثار الجانبية للإفراط في الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات؟
بينما يسهل على الأم السماح لأطفالها بتمضية بعض الوقت على الأجهزة الالكترونية وقتما يريدون، فإن ما يجب أن تعلمه هو أن ذلك ينطوي على بعض الآثار الجانبية، وبحسب الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، فإن تلك الآثار تشمل ما يلي:
- حدوث مشاكل على صعيد النوم.
- ضعف الصورة الذاتية وصورة الجسم.
- قراءة عدد أقل من الكتب.
- تمضية وقت أقل خارج المنزل.
- تدني الدرجات الدراسية.
- صعوبة الحصول على وزن جسم معتدل.
- محدودية نطاق الاهتمامات والنشاطات.
- اضطرابات في مستوى الانتباه أو الحالة المزاجية.
متوسط الوقت المسموح للأطفال تمضيته على الأجهزة من مختلف الأعمار
- الأطفال دون العامين: تمنع منظمة الصحة العالمية منحهم تلك الأجهزة، بينما تسمح الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين باستخدام تلك الأجهزة مع تلك الفئة العمرية في تعليم البرامج التعليمية في وجود شخص كبير يشرف على ذلك بنفسه.
- الأطفال من سن عامين لخمسة أعوام: توصي منظمة الصحة العالمية بتمضيتهم ساعة أو أقل على تلك الأجهزة، بينما توصي الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين بأن يستخدموها ساعة يوميا أو 3 ساعات فقط في عطلة نهاية الأسبوع.
- الأطفال فوق سن 6 أعوام: تحظر منظمة الصحة العالمية منحهم أيا من تلك الأجهزة، بينما تقول الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين إنه يجب على الأبوين في تلك المرحلة السنية أن يشجعا أبناءهما على استخدام تلك الأجهزة بشكل صحي، أي بما لا يضر بهم بأي حال من الأحوال، وأن ينخرطوا في أنشطة أخرى.
هل المحادثات أو المكالمات المرئية مع الأقارب مناسبة للأطفال الصغار؟
يوصي معظم الباحثين بهذا النوع من المحادثات، خاصة لو كانت تتم مع الأجداد الذين يعيشون بعيدا عن أولادهم، لأن تلك المكالمات المرئية تكون وسيلة جيدة للتواصل رغم بعد المسافات، لكن يجب أن تتم تحت إشراف أحد الأبوين لتسهيل الأمور على الأطفال.
نصائح تسهل عليك فرض حدود وقيود على وقت استخدام تلك الأجهزة
إذا لم تكن لديك فكرة عن الكيفية التي يمكن أن تبدئي فيها التعامل مع تلك المشكلة وكيف تنظمينها أو تفرضين عليها سيطرتك، فمن الجيد أن تفتحي حوارا مع أطفالك بشأن طريقة استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي ومعرفة انطباعاتهم عن عالم الأونلاين.
ونستعرض فيما يأتي بعض القواعد والإرشادات التي قد تفيدك بهذا الخصوص:
- استخدم أدوات الرقابة الأبوية عند الضرورة للحد من المحتوى الذي يمكن للأطفال مشاهدته.
- العمل مع الأطفال الكبار والمراهقين لوضع حدود خاصة بهم فيما يتعلق بذلك الموضوع.
- غلق جميع الأجهزة قبل موعد النوم بمدة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة.
- حظر استخدام الأجهزة الالكترونية وقت الأكل أو عند القيام بأية أنشطة عائلية.
- التأكيد على ضرورة الانتهاء من الأعمال المنزلية، الواجبات المدرسية وأية أنشطة أخرى.
- مساعدتهم على فهم الفوائد التي تعود عليهم من تقليلهم الوقت الذي يقضونه على تلك الأجهزة.
- التعامل معهم بشفافية في إيضاح العواقب التي قد يتعرضون لها والثناء عليهم حال التزامهم.
- التأكد من أن الأطفال يتلقون التعليمات نفسها في الحضانات أو المدارس.
- استخدام بعض التطبيقات المجانية التي تساعدك على مراقبة الطفل ومعرفة استخداماته وكذلك تقييد وصوله لبعض التطبيقات التي تأخذ الكثير من وقته وتركيزه في اليوم.
كيف تساعدين طفلك على تحقيق أقصى استفادة من الوقت الذي يقضيه على تلك الأجهزة؟
- استعراض المحتوى الذي يشاهده الطفل بنفسك لتتأكدي من ملاءمته.
- تشجيعه على مشاهدة البرامج التعليمية دون فواصل إعلانية.
- مراقبته ومناقشته بشأن المحتوى الذي يهتم بمشاهدته.
- تقليل الوقت الذي يقضيه على السوشيال ميديا.
- الحديث معه عن جوانب الأمان والخصوصية في عالم الأونلاين.
- تشجيعه على استخدام التكنولوجيا التي تعزز التواصل البشري والإبداع.