يعاني عدد لا بأس به من الأطفال من تأخر النطق، وخاصة في العائلات التي يقل فيها تواجد الأبوين مع أطفالهم، وتترك فيها مسؤولية التربية للأمهات البديلات، أو المربيات اللواتي لا يمتلكن في أغلب الأحيان أي خلفية معرفية عن ثقافة وبيئة العائلة، وفي بعض الأحيان لا يتقنّ لغتها، وتزداد المشكلة تعقيدًا بالجلوس ساعات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية، في مرحلة مبكرة من العمر.
وتعرّف اختصاصية نطق الكلام نعمة عساف، من مركز 7 دايمنشنز في دبي خلال لقائنا معها، مشاكل النطق، على أنها عدم مقدرة الطفل على التواصل مع محيطه أو عدم مقدرته على نطق أصوات معينة، وقد تكون مشكلة النطق عنده بعدم مقدرته على الحديث بطلاقة.
تقول نعمة، يمكن أن نصنف الأسباب في قسمين، الأول متعلق بالبيئة المحيطة، كعدم وجود الأقران ومتابعة الشاشات الإلكترونية لفترة طويلة، وغياب الحوار الأسري.
أما القسم الثاني فيعود للأسباب الصحية، وهنا يصعب تدخل اختصاصي النطق، مثال ذلك الأطفال المصابون بمتلازمة دون، أو طيف التوحد، أو الذين يعانون من انشقاق سقف الحلق وغيرها من الأسباب الفيسيولوجية.
وفيما يتعلق بالفئة العمرية التي يجب أن ينتبه إليها الأهل، ويلاحظون وجود مشكلة معينة فيها، تؤكد نعمة على ضرورة معرفة الأهل للسلوك المتوقع من أطفالهم في كل مرحلة عمرية، من خلال سؤال الطبيب المختص أو اللجوء إلى بعض المواقع المعتمدة ومراقبة ذلك على مهل. وعند ملاحظة عدم تطور أطفالهم يجب أخذ الاستشارة من ذوي الاختصاص وبحسب المشكلة.
وفي سؤالنا عم إذا كان الطفل قادرًا على التخلص من مشكلة تأخر النطق من خلال الأقران بالمجتمع، تشير اختصاصية النطق، إلى أن البيئة المحيطة قد تساهم في تجاوز هذه المشكلة من خلال إعادة التواصل معه ومتابعته من قبل الأهل بشكل مستمر.
وحتى نجنب أطفالنا الوقوع في مشكلة تأخر النطق، يتوجب على الأهل التعرّف المستمر على الخصائص العمرية للسنوات الأولى من حياة الطفل، وتخصيص وقت للحديث معه بما يتلاءم مع قدراته وتوحيد اللغة المستخدمة داخل المنزل، إذا لاحظ الأهل تشتت أطفالهم.