قد يكون من الخطأ أحياناً اصطحاب الطفل إلى السوق أو السوبرماركت، ما يجعله يلجأ للإلحاح المتواصل ، إلى حد ارتمائه على الأرض للحصول على ما يراه من مغريات كثيرة، ما يدفع أبويْه أحياناً إلى ضربه أو الإذعان لأوامره حتى يهدأ.
تلك الطرق التي يستخدمها الطفل تؤذيه أكثر مما تنفعه، وإلحاحه المتواصل للحصول على أشياء قد لا يحتاجها، هو من الصفات السيئة التي تعلّمه الأنانية وحب الذات عندما يكبر، فكيف يتعلم الطفل القناعة والاقتناع؟
أوضح المستشار الاجتماعي الدكتور محمد أبو شوك لـ "فوشيا" أنّ القناعة والاقتناع سلوكيات يتعلمها الطفل منذ الصغر؛ فسلوك الاستحواذ والحصول على كل ما يطلبه، يدلّ على شيء داخلي تولّد لديه سببه الحرمان المادي وإما النفسي كالعاطفة والاهتمام والاحتضان.
وأضاف، يحاول الطفل من خلال بكائه أو عناده الحصول على طلباته، لهذا، شدّد أبو شوك على أهمية توطيد علاقة الأسرة بالطفل، وأن تكون أكثر دفئاً ومصداقية وأكثر اعتدالاً في التربية دون اللجوء للعقوبات والضرب، كي تزيد قناعته بالأشياء البسيطة.
وقال: "الإنسان بشكل عام يحتاج إلى تكاملية، وبحاجة لشيء يسدّ النقص لديه، فإن لم يجد الطفل ما يسد عاطفته يستعيض عنها بشراء ما يحتاجه وما لا يحتاجه، وهذا دليل واضح على إفراط أسرته في تدليله وفي تلبية رغباته".
كيف يكون الحل معه؟
وفق أبو شوك، يجب على الأهل أن يعززوا ثقة الطفل بنفسه، وله أن يختار شيئاً واحداً فقط، حتى لو كانوا مقتدرين مالياً، والأهم، عدم مقارنته بالأطفال الآخرين من أقاربه القنوعين غير المتطلّبين، وينبغي تدريبه عملياً وهو في السوق، أن يطلب شيئاً واحداً ليشتروه له، وإذا عاندهم وبكى، لا يتهاونوا ويخضعوا لأوامره، ومرّة تلو المرة، سيتعوّد على هذا الأمر.
وفي حال اختار الطفل شيئاً واحداً فقط في المرات المقبلة، يُكافأ على حُسن تصرّفه، والتغنّي داخل أسرته بأنه بطل ومطيع. بالمقابل، لا يحرمونه من الشيء الذي يحتاجه فعلياً ولا يطلبه فقط من باب الرفاهية.