من توصيفات علماء النفس لفترة الخطوبة، هي تلك الفترة الوردية الرومانسية التي يعيشها الخطيبان بتفاصيل أقرب للتمتع بجمالية الكلام والمواقف، متناسين اكتشاف بعضهما بصورة أعمق وأكبر.
حتى المشاكل التي تقع بينهما يعدّونها مسألة طبيعية، وقد تكون فرصة لاقترابهما أكثر إذا ما أقدم طرف على مصالحة الآخر بأبهى وأغرب الطرق، فيعتقدان أن حلها سيكون مع الوقت عندما يعيشان تحت سقف واحد، طالما يكلل الحب علاقتهما.
في الواقع، مشاكل فترة الخطوبة ميزة جيدة وصحية للطرفين، هذا إذا استُغلت بشكل جيد، مع عدم التغاضي عن نتائجها لكي لا "يقع الفأس في الرأس".
لمَ تظهر وتتعمّق بعد الزواج؟
من وجهة نظر المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات، فإن مشاكل فترة الخطوبة لها أهميتها القصوى لتحديد ما إذا كانت العلاقة ستستمر وتنجح، أو تنتهي الخطوبة في هذه الفترة؛ فهي تساعد الطرفين إذن ليحكما على نجاح علاقتهما أو فشلها.
إلا أن خطأ كبيراً يقعان به، يتعلق بالتغاضي عن فهم خطورة الخلافات التي تقع بينهما إن لم يجدا حلولاً لها في وقتها، فيصبرا ويتساهلا ويقدما التنازلات رغبة بالتمسك ببعضهما وعدم الانفصال، اعتقاداً منهما أن الوقت كفيل بحلها.
ولا يجد المتخصص العمارات، في التزام الصمت طوال فترة الخطوبة أي جدوى، فهو علامة غير مقبولة بين الخطيبين، وعلامة من أهم علامات الارتباط بالشخص الخطأ.
فالسكوت عن ذِكر الصفات السيئة والنقص الذي يعاني منه كل طرف، علها تتلاشى بعد الزواج ويتم السيطرة والانتصار عليها، في محاولة لإقناع الآخر والتمسك به، مسألة غير صحية في العلاقة، إن كان يخشى خسارة النصف الآخر.
ومن هنا، تظهر الخلافات بعد الزواج ويبدأ الصراع بشكل غير مقبول، حتى الحوار بينهما يحمل في طياته نوعاً من نبش الأحداث الماضية وتذكُّر كل الأخطاء، فيتحول كل ما كان إلى نوع من النزاع الذي قد يؤدي إما إلى قبول الواقع المفروض أو الانفصال بعد وقت قصير.
المصارحة والوضوح
"الصراحة والوضوح أساس أي علاقة زوجية، لكن بعض الخاطبين يعتادون الكذب لإخفاء بعض الأمور المتعلقة بجوانب حياتهم الخاصة، إلى أن تبدأ في الظهور ويحدث ما لم يكن بالحسبان، بعد اكتشاف كل المجاملات والتدليس"، يقول العمارات.
وبتقدير المتخصص، أنه مهما أخفى الخاطبان حقائق متعلقة بهما، لا بد وأن تظهر يوماً ما، وأن الرباط لن يكون مقدساً إلا إذا بُني على أساس من الصدق والثقة، وأي تصدع في جداره ستكون عواقبه وخيمة وكارثية.