"أهلك يحبونك غنية وزوجك يحبك عفية" بهذا المثل، بدأت العديد من السيدات التشكّي من إهمال أزواجهنّ لهنّ أثناء تعرضهنّ لوعكة صحية، ويبدأون بالتذمر من رؤيتهنّ على فراش المرض، كما تنتابهم موجة من الأنانية، ويصبحون أكثر طلبات من ذي قبل.
بخلاف ما يحدث مع الزوج نفسه، فلو وضع نفسه مكانها، لطلب من زوجته مرافقته والسهر على راحته ومداواته إلى أن تتحسن حالته الصحية.
فلماذا يكره الزوج رؤية زوجته مريضة؟
تؤكد استشارية أسرية تعمل في أحد المستشفيات الخاصة، بأن الزواج لا يقوم على تبادل المنفعة، وإنما على حب ومودة تدفع كلّا منهما للتمسك بالآخر؛ لأن الحب يجب أن يصنع المعجزات.
كما لا يحق للزوج أن يُصاب بالضجر والملل أو يُشعرها بأنها عبء ثقيل عليه، عندما تتعرض زوجته لوعكة صحية، سواءً طالت مدتها أم قصُرت، بل ينبغي عليه الوقوف إلى جانبها ويقدم لها المحبة والوفاء والصبر عليها لكونها شريكته وأمّاً لأولاده.
مبيّنة أن وجهة نظر الزوج الذي يهمه فقط أن تتمتع زوجته بصحة وعافية في المقام الأول لتؤدي مهامها الزوجية والأسرية على أكمل وجه، ما هو إلا أنانية، وحبّاً لمصلحته الشخصية ومصلحته "الجنسية".
بالإضافة إلى ذلك، خلصت بعض الدراسات إلى أنّ الرجل أقل التزاماً عندما يتعلق الأمر بتوفير الرعاية لزوجته المريضة، في حين أنّ المرأة تعد ذلك من صميم واجباتها تجاه زوجها.
هل يخلص الزوج لزوجته أثناء مرضها؟
بالمقابل، هناك حالات كثيرة تؤكد صبر الأزواج على مرض زوجاتهم، وتقديم مشاعر الدفء والحنان التي تملأ قلوبهم الطيبة، والتي تدل على حسن تربيتهم، وقدرتهم على رد الجَميل لزوجاتهم، وهو ما يدل على الحب والوفاء وسنوات العشرة التي جمعتهما معاً، وهذه النماذج المشرّفة لا بد من الجميع الاقتداء بها، بحسب الاستشارية.
ووفقاً لدراسة أعدتها جامعة ستانفورد الأمريكية تبين أن الرجل الوفيّ لا يتردد في التخلي عن شريكة حياته إذا تبين أنها تعاني من مرض عضال أو مرض يصعُب شفاؤها منه، وأن احتمال هجرها أو تركه لها يصل 6 مرات مقارنة بالحالات العادية، وذلك على العكس من المرأة التي تقف بجانب الزوج في وقت المحنة.
كما كشفت الدراسة أن احتمالات ترك الرجل لزوجته المصابة بمرض السرطان أو بمرض يصيب الجهاز العصبي المركزي مثلاً، تصل إلى 21%، في حين أن احتمال تركها له لا يتجاوز 3%.