لكل شخص منا سلوكياته المزعجة التي قد لا يلاحظها أو لا يعدها مشكلة، ولكن هذه السلوكيات قد تسبب الإزعاج لمن حوله. وفي حال فشلت محاولة تنبيه الشخص إلى ما يقوم به من تصرفات غير مقبولة، يلجأ الآخرون إلى الابتعاد عنه أو التخفيف من التعامل معه، ولكن ماذا لو كان هذا الشخص المزعج هو شريككِ في الحياة؟.
بحسب مجلة "سيكولوجي توداي"، قد لا يكون ذلك السلوك مزعجًا إلى درجة كبيرة في بداية العلاقة، ورغم أن هذا السلوك لم يتغير إلا أنكِ الآن لم يعد باستطاعتك تحمله، فقوة التحمل ترتبط بالرضى العام عن العلاقة، فوفقاً للخبراء، يحدث بعض الركود وعدم الرضا في كل العلاقات الزوجية مهما كانت سعيدة، ففي البداية عندما تكون المراحل الأولى من الزواج مليئة بالسعادة والحماس نغض البصرعن أخطاء شركائنا، ولكن مع مرور السنوات تصبح تلك العيوب أكثر إزعاجًا من أي وقت مضى.
كما يمكن أن تتدهور العلاقة بشريككِ مع مرور الوقت بسبب عملية نفسية تعرف باسم "misattribution"، وهي ربط المشاعر السلبية أو الإيجابية التي نواجهها في الحياة اليومية بأفعال بسيطة يرتكبها الشريك، فهي مثلاً تجعلنا نعتقد أن الطقس لطيف عندما نكون في حالة نفسية جيدة نتيجة أننا نشعر براحة وعدم القيام بمجهود كبير ذلك اليوم، والعكس صحيح فقد نشعر أن الطقس غير جميل انعكاساً لمزاجنا بسبب مخاوفنا المالية مثلًا.
فالكثير من الناس يرفضون الاعتراف بمصادر التوتر في حياتهم، كما لو أنها ستختفي ببساطة إذا تجاهلوها، وعندما يتراكم الإجهاد مع مرور الوقت، فننظر حولنا لنبحث عن أي سبب قريب نضع اللوم عليه.
وينصح الخبراء عند مرورك بتلك المرحلة، بالتوقف والتفكير فيما إذا كان هذا السلوك التافه هو ما يزعجكِ حقاً، أم أن السبب الحقيقي هو مشاكل متعلقة بالعمل أو مخاوف مالية أو أي شيء آخر. كما يمكن أيضاً استخدام تقنية الربط لتحسين العلاقة بالشريك من خلال تقدير ما نعيشه من مشاعر جيدة معه.
وأخيراً، من المهم في العلاقة الزوجية غض البصر عن السلوكيات التافهة المزعجة والتركيز أكثر على الجوانب الإيجابية التي تسود هذه العلاقة، مع الأخذ بعين الاعتبار المصدر الحقيقي للمشاعر السلبية حيث يمكنكِ تقدير الأشياء بشكل أفضل في علاقتك مع الشريك.