الحياة الزوجية

12 يوليو 2016

مهنٌ تغدر بالسعادة الزوجية..!

تُعتبر مهنة الزوج ذات علاقة مباشرة بحياته الزوجية، ذلك أن طبيعة مهنتة تفرض عليه نمطاً معيناً من الحياة، ينعكس على نفسيته، وبالتالي على أسلوب التعامل مع زوجته، وكيفية تنظيم حياته الزوجية، وخاصّةً بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في وظائف تستنزف الكثير من وقتهم وطاقتهم.
ومن جانبٍ آخر فقد أدت مهنة الزوج في كثيرٍ من الحالات إلى مزيدٍ من الترابط والمحبة بين الزوجين، كما أدت في حالات أخرى إلى التنافر، وعدم التوافق ووصل الأمر في بعض الحالات إلى الطلاق.




فالذي يعمل في بيع الزهور ويتعامل مع هذه المهنة التي تختصُّ بالجمال من تنسيقٍ وإبداع، بالتأكيد فإن نفسيته تكون أكثر انسجاماً وأقل توتراً من الزوج الذي يعمل طوال النهار تحت أشعة الشمس الحارقة، وكثيرةٌ هي تلك الأعمال التي تؤدي إلى القلق والتوتر، وتنعكس على نفسيته سلباً فيعود إلى البيت مرهقاً نفسياً ومتعباً جسدياً.




فبائع الزهور أو الكاتب الأديب يملك ذخيرةً أكبرمن المفردات والكلمات الرومانسيةً الجميلة ليداعب بها مشاعر وعواطف الزوجة، في حين أن كلمات المهني ممن يتعامل مع الحديد والصّلب، تكون عادةً قاسية جافة وخاليةً من العواطف، وقد لا يقصد الزوج مثل هذا الأسلوب ولكن طبيعة عمله تضعهُ دون أن يدري في جوٍّ يشابه المناخ العام لمهنته.




وفي هذه الحالة عزيزتي الزوجة، تقع على عاتقكِ مهمة عدم السماح لتلك المشكلة أن تكون سبباً في إفساد علاقتكِ بزوجكِ بالنتيجة، بل على العكس ربّما من الأفضل أن تعملي على استنباط الوسائل للتخفيف من معاناة الزوج وهمومه الناجمة عن مهنته، من خلال مفاجأته بعشاءٍ رومانسي مثلاً، بعيداً عن الضجيج، واصطحابه إلى أماكن هادئة وجميلة، يحبها ويرتاح فيها، ليحسَّ الزوج أنه يحتل المرتبة الأولى في حياتك، ما يضعه في حالة من الهدوء النفسي والجسدي بالنتيجة، ويضمن لكما علاقة زوجية متجددة.




الأمر نفسه ينطبق على عمل الزوجة الذي من الممكن أن يكون سبباً في إهمالها لزوجها وواجباتها العائليّة، بسبب انشغالها عن قضاء الوقت مع عائلتها وتوجيه الاهتمام لعملها، بحيثُ تُضطرُّ إلى العودة في وقت متأخّر إلى البيت، أو اصطحاب العمل معها لإتمامه في المنزل.
وتتضخّم المشكلة بالنسبة للأعمال التي تحقق شهرةً واسعة للزوجة، كأن تكون مذيعة أو فنّانة، فيصبح لها متابعين ومعجبين، ليقع الزوج في حيرةٍ من أمره، بين أن يتقبّل كونه في الدرجة الثانية ضمن أولويات زوجته، وبين حلمه في حياةٍ مستقرّه وهادئة في كنف العائلة.
وهذا ما أشارت دراساتٌ كثيرة إلى تأثيره السّلبي على العلاقة الحميمة بين الزوجين، وذلك بسبب عدم توفر الوقت اللازم للقيام بالعلاقة، بالإضافة إلى الشعور بالضغط النفسي المتزايد، كما أكّدت الدراساتُ والأبحاث أن الأشخاص الذين يعيشون ظروفاً صعبة في العمل يُظهرون عدائيةً اتجاه شركاء حياتهم، أيّ أنهم لا يُبدون اشتياقهم ورغبتهم بإقامة العلاقة الحميمة معهم.
وعلى الرّغم من تأكيد كثيرٍ من الأزواج والزوجات على أن حياتهم العائليّة والخاصّة هي على رأس أولوياتهم، إلا أنّ التجارب الكثيرة أثبتت قدرة الحياة المهنيّة على التعدّي على الحياة العائليّة، ليصبح أمراً لا مفرّ منه وإن كان بنسبٍ متفاوتة.