تفرض التحضيرات لعيد الفطر وشهر رمضان الفضيل العديد من رحلات التسوق سواء لحاجيات المنزل التي لا تنتهي أم لمراكز التسوق لشراء ملابس جديدة لكل أفراد العائلة.

يشارك بعض الرجال في رحلة التسوق هذه بطبيعة الحال، بعضهم ذو صبر وبال طويل وبعضهم الآخر لا يتحمل الانتظار لدقيقة واحدة، بينما تدرك جميع المتسوقات أن الشراء مهمة تحتاج وقتاً وبحثاً وتدقيقاً في بطاقة الأسعار قبل اتخاذ القرار النهائي أو الإطلالة المثالية للعيد.

تلقي هذه الرحلات بثقلها على العلاقة الزوجية، وقد تتحول الرحلة المخصصة للفرح والسعادة إلى خلاف عائلي لا آخر له، قد يكون السبب الميزانية المنهكة، وقد يكون السبب ساعات الانتظار التي يقضيها الرجل تأففاً وتذمراً.

فإن كانت الأسباب مالية لا حل لها إذاً إلا بانتظار التخفيضات وشراء ملابس وأزياء العديد قبل فترة وتعليقها في الخزانة حتى ورود موعدها، أما إذا كان الأمر يتعلق بمنطق التسوق نفسه الذي لا يفهمه الرجل، فالقصة تحتلف تماماً.

تقدم بعض المحلات العالمية حلولاً عملية لهذه المشكلة التي لا تعترف بالحدود الجغرافية أو الثقافات، فمثلاً تقدم محلات "ماركس آند سبنسر" مقاهٍ، بينما تقدم محلات "جيغسو" أمكان انتظار مزودة بالواي فاي ليمر الوقت أسرع على من ينتظر.

بدورها قررت سلسلة محلات "هارفي نيكولز" أن تخصص طابقاً للرجال، وستطلق عليه اسم "Man cave" أو كهف الرجل.

وقال متحدث باسم المحل: "إن الرجال والنساء لا يتفقون في ما يتعلق بالتسوق، وبالتالي فحتى ترتيب الملابس الرجالية يختلف عن ترتيب الملابس النسائية، ومثال على ذلك يتم ترتيب الملابس وفق نوعيتها لأنهم يدركون أن الرجل لا يهتم بالماركة ولا يحب التجول بين المعروضات ويتحذ قراراً سريعاً، أما النساء فيتم ترتيب الملابس وفق الماركات".

ولمساعدة النساء على الاستمتاع برحلة التسوق تم تخصيص طابق به حلاق وألعاب كومبيوتر وبار صغير وشاشة تلفزيون كبيرة تعرض آخر المباريات.

حتى محلات آيكيا، قررت معالجة الموضوع، ونظراً لكثرة المعروضات فإن رحلة التسوق فيها ستستغرق وقتاً طويلاً، لذا خصصت مكاناً للرجال أسمته أيضاً كهف الرجال، ووضعت الإدارة فيه مشروبات ومأكولات خفيفة وأوراق لعب وكاميرا تصوير وألعاب بلاي ستيشن، كي يمر الوقت كالنسيم بالنسبة للرجل المنتطر، فلا تنتهي رحلة التسوق بخلاف يبدأ بمجرد ركوب السيارة عودة إلى البيت.