هل استغللت تشغيل هواياتك المهجورة التي أعادها كورونا للواجهة؟
هل استغللت تشغيل هواياتك المهجورة التي أعادها كورونا للواجهة؟هل استغللت تشغيل هواياتك المهجورة التي أعادها كورونا للواجهة؟

هل استغللت تشغيل هواياتك المهجورة التي أعادها كورونا للواجهة؟

ترى الفنانة التشكيلية البريطانية مولي مارتن أنه في مقابل كل المنغصات الثقيلة التي كانت قد فرضتها جائحة كورونا على العالم، فإنها منحتهم وبالذات النساء فرصة فريدة من التأمل الهادئ، وضعتهن فيها فجأة أمام أنفسهن، بأن منحتهن الوقت الكافي لمعالجة مشاريعهن نصف المكتملة، وهواياتهن المهجورة، ورغباتهن المتزايدة في الإبداع وفي تصنيع بعض الأشياء بأيديهن.

وفي مقدمة هذه الفرص التي أتاحها الحجر والتباعد الاجتماعي للنساء، موضوع تصليح الملابس والحاجات القديمة، وهو الذي أصدرت فيه الفنانة مارتن كتابا بعنوان " فن التصليح"، لقي في أوروبا والعالم صدى واسعا، وفتح آفاقا جديدة للنقاش فيما يمكن للوقت المتاح للمرأة أن تستخدمه ليس فقط لتنويع جماليات البيت، وإنما أيضا لتصحيح المزاج والتعافي النفسي، فضلا عن ترشيد الإنفاق طوعا وبالابتكار.

فقد تغيرت كثيرا الأمور منذ أن ضربت الجائحة العالم، قبلها كنا نعيش ونادرا ما نعمل أي شيء بأيدينا، فكل شيء يُصنع ويُسلم جاهزاً للاستخدام ابتداءً من الأزياء مرورا بالأغذية السريعة والأدوات التي يحتاجها المنزل.

كما لم يكن لدى معظمنا صلة حقيقية بالأشياء التي نرتديها والمنتجات التي نستخدمها، فعندما تنكسر الأشياء، غالبًا لا نعرف كيفية إصلاحها، ولأكثر من ذلك، لا نرى الحاجة إلى إصلاحها ما دام كل شيء يتم استبداله بسهولة.

إلا أننا، كما تقول الفنانة مارتن، اضطررنا خلال العام الماضي وبسبب فرض السلطات الإغلاق الكامل إلى البقاء ساكنين نتحسر على ما آلت إليه أمورنا ونَجتر أحداثا مررنا بها.

فوائد معالجة المشاريع المنسية


وفي حوار مع صحيفة الغارديان البريطانية، عرضت مارتن نماذج مما تصفه بأنه فن معالجة المشاريع المنسية منذ زمن طويل، وأعطت على ذلك أمثلة، أولها وأبسطها محاولة تصليح سترة مفضلة لا يمكنك الاستغناء عنها، وهذا ما يعزز متعة تجربة ارتدائها والاحتفاظ بها لفترة أطول، علما أن هذه العملية تشحذ مهاراتكِ العملية وتمنحكِ الفرصة لمغادرة عبء التفكير، واستبداله بمتعة الإحساس بالهدوء والتوازن.

وكانت دراسة حديثة في كلية الطب بجامعة هارفارد أظهرت أن الإجراءات المتكررة القائمة على الاستعمال اليدوي، مثل الخياطة والنسيج والحياكة، تخلق جميعها حالة استرخاء قابلة للقياس، وتبطئ معدل ضربات القلب وتخفض ضغط الدم.

وفسّرت الدراسة ذلك بكون إصلاح أي شيء باليد، مسألة لا تحتمل التسرع، حيث إنها بطبيعتها عملية بطيئة تتطلب التركيز والعناية.

حكمة مهمة


لعل أطرف وأذكى ما استخدمته مارتن لتوضيح نظريتها هو حكمة المقارنة بين أجسادنا وبين الملابس وحاجات البيت.

تقول مارتن إننا جميعًا نتقدم في العمر مثل ملابسنا، فتصبح عظامنا هشة، ويحمل جلدنا ندوبًا اكتسبناها من الحوادث على طول درب الحياة، كما يصبح شعرنا رقيقًا أو رماديًا وتبدأ مفاصلنا في التكتل.

وتضيف: "كلنا ننكسر من وقت لآخر. لكننا نصلح أنفسنا بمساعدة الوقت أو الطبيب وما تجاعيدنا إلا علامة على الوقت والطقس والحياة والشيخوخة لا مفر منها".

وترى أننا إذا كنا صادقين في ذلك، فإنه يتوجب علينا أن نعترف أنه يمكن أن يكون للشيوخة وللوقت نعمة وجمال نحتاج إلى معرفته واستخدامه.

بالتأكيد، يمكننا أن نرى أن هذا موجود ويتوجب تجريبه والاستمتاع به، مثله في ذلك مثل متعة أن نتذكر بأن لدينا في خزانة الملابس وفي مخزن العفش أشياء كثيرة يمكن أن نصلحها ونرتديها أو نستخدمها وفق قولها.

المهم، كما تضيف، هو أن نحب ما لدينا، وأن نعيد تدوير هذه المحبة بمهارات اكتسبناها في أوقات الجائحة، وينبغي على النساء تحديدا أن يتوسعن في هذه المهارات بعد أن تعود الحياة إلى طبيعتها.

تقول مارتن إن استخدام المرأة مهاراتها في إصلاح (أي شيء.. نعم أي شيء) هو عمل تحدٍ له متعة لا توصف، كونه يعيد الاتصال ليس فقط مع الملابس القديمة والأثاث المنسي وإنما أيضا مع النفس والآخرين.

هي مهارة إعادة تقييف وترتيب الأشياء والعلاقات الإنسانية، كما تقول الفنانة مارتن: "تبدأ من تصليح فستان قديم، وتمر من إعادة ترميم علاقات اجتماعية فاترة، لتصبح فيها مهارة لإعادة إصلاح واقع حياتنا كلها، بكل ما في ذلك من متعة التحدي والإنجاز.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com