هي مسألة شائكة، ولكنها بالأصل تُعد من الموروثات المتعارف عليها في المجتمعات العربية، تتلخص بأن يكون الرجل متفوقا على المرأة في شتى الأمور، لأهمية دوره تجاه أسرته وزوجته، والذي لن يؤديه بكفاءة وفاعلية إلا إذا كان أعلى منها تعليما.
بالمقابل، هذا ما تؤيده بعض الزوجات؛ إذ يجدنَ أن الوضع الطبيعي والصحيح هو أن يكون التفوق والتميز الفعلي لمصلحة الزوج، حتى وإن كان تفوقها التعليمي لا يشكل عقبة في توازن العلاقة بين الزوجين، أو إن كان يملك إمكانات أخرى تجعله أكثر تفوقا، وتخوله القيام بأداء أدواره الرجولية دون نقصان.
عقدة الذكر والأنثى
باعتقاد المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات، أن تلك المسألة قائمة وتعتمد على شخصية الرجل، بحيث إذا كان متفوقا على زوجته في أمور أخرى، كالمادية والاجتماعية، فلن يشعر بفارق كبير أو بمنافسة معها جراء إكمال تعليمها، بل هناك من الأزواج من يشعرون بالفخر والسعادة عندما تتعلم الزوجة وتحصل على أعلى الشهادات والمناصب، لكونها مكمّلة له وتشاركه كل شيء.
أما لو كانت شخصية الرجل مهزوزة، فإنه وبالتأكيد سيخاف من نجاحها، ويشعر أنه أقلّ منها علما وفكرا، وسيفسر أي كلمة تصدر منها بحسب مزاجه وعلى طريقته، ومن هنا قد يرفض وبإصرار إكمال تعليمها مهما كانت النتائج حتى لو كانت من خلال علمها سترتقي وظيفيا وماديا، وتصبح مساندة لزوجها في التزامات المنزل.
شخصية الزوج وتفكيره وتعليمه وبيئته هي الأساس في تشجيع الزوجة على إكمال تعليمها، يقول العمارات، خاصة إن كان يعلم بقدرتها على التوفيق والتنسيق بين بيتها وعملها، ولن يؤثر على حياتهما الزوجية، وبغير ذلك قد يرفض الفكرة أساسا.
إذًا، تلك المسألة عند بعض الرجال هي عقدة يصعب تقبّلها، خشية تفوق الزوجة ونجاحها؛ ما قد يؤدي إلى النزاع والصراع، وربما تتولد علاقة متوترة بين الزوجين، وفق العمارات.
تعليمها ينعكس على أبنائها
بتقدير العمارات، إن وُجد من يؤيد هذه الفكرة، فهو ربما ينظر إلى أنها تصب في مصلحة أبنائه، أي بتعليمها تصبح أكثر إدراكا وقدرة على صقل شخصيتهم، لا سيما أن المجتمع لم يعد تقليديا، وأن الرجل وحده هو المسيطر، وإنما باتت القرارات مشتركة بين الطرفين.
"إن تفوق الزوجة علميا أو وظيفيا، يُفترض أن يكون مصدر فخر للزوج، ويثري العلاقة الزوجية ولا يؤثر فيها. بل بالعكس له مردود إيجابي على الحياة الزوجية سواء على المستوى الفكري والاقتصادي وعلى تربية وتنشئة الأبناء؛ فتلك الظاهرة لم يعد لها أية خطورة أو أية سلبيات في الوقت الراهن" كما يقول العمارات.