مع وسائل التواصل الاجتماعي.. هل أصبحت التّهاني بين الناس "سائلة"؟
مع وسائل التواصل الاجتماعي.. هل أصبحت التّهاني بين الناس "سائلة"؟مع وسائل التواصل الاجتماعي.. هل أصبحت التّهاني بين الناس "سائلة"؟

مع وسائل التواصل الاجتماعي.. هل أصبحت التّهاني بين الناس "سائلة"؟

ما بين الزمن الماضي والحاضر مفارقة كبيرة يكاد يلمسها الجميع، خصوصًا فيما يتعلق بالتّهاني في الأعياد ومناسبات الخطوبة والزواج والولادة وغيرها، إضافة إلى قدوم شهر رمضان المبارك.

من هذا المنطلق، يستعرض المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات كيفية التحوّل اللافت في تهاني الزمن الماضي التي كانت تمتاز بالصلابة، صلابة المذاق، وتتشكل من زوايا حادة في التقدير والاحترام، بحيث يصافح الجميع بعضهم، وتتلامس أيديهم، وتتلاشى الأحقاد ويسود التسامح إن كانت بينهم أي خلافات.

بخلاف اليوم، الذي أصبحت فيه التهاني سائلة ورخوة، لا طعم لها ولا لون، بعدما أصبحت تهانيَ افتراضية، تتمثل ببعض الرسائل القصيرة عبر الواتس أب، أو الفيس بوك، وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعية التي لا حياة فيها، كما يصفها العمارات.

ويقول: "افتقدت تلك الرسائل إلى الحسّ الذي كان يلامس القلب ويدغدغ العواطف التي لا تستجيب إلا باللقاء والتصافح والتلاقي ومحاورة العيون".

تهاني الوقت الحاضر

عن تهاني وقتنا الحاضر، تحدث العمارات عن خلوّ محتواها من أي قيمة، ومهما كانت كلماتها راقية، فلن ترتقي إلى مستوى قيمتها الاجتماعية التي بدأ الجميع يفتقدها منذ زمن في الكثير من المناسبات التي كان الجميع يتلهّف للالتقاء بالآخرين والاطمئنان على بعضهم وجهًا لوجه.

وعودة للزمن الماضي، تحدث العمارات عن رغبته في عودة العلاقات بين الأشخاص إلى الحالة الصلبة لا السائلة، كي يعود المجتمع في كل مناسبة من المناسبات إلى مودة لا يمكن كسرها، وتحويلها إلى أي حالة من حالات الحياة الجافة التي أصبحنا نعيشها بشكل ملحوظ.

ويقول: "إن التحول الكبير في الرقمنة الاجتماعية واستخدامات التكنولوجيا والثورة المعلوماتية، كان السبب في تفقير قيمة التهاني".

وانتهى العمارات إلى أمله في عودة التهاني المملوءة بالحب الذي يربط بين القلوب والعواطف كما كانت عليه سابقًا، من تميزها بالروحانية، وبعيدة عن أي أحقاد.

 

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com