الهلع درجة أعلى من القلق، وهو يتميز بمشاعر التوتر والأفكار المتوترة التي تؤدي إلى تغيرات جسدية مثل زيادة ضغط الدم. وربما يصعب السيطرة على الهلع؛ لأن الذين يعانون منه يكون لديهم في العادة تداخل بين الأفكار والمخاوف.
هنا نذكر بعض السلوكيات التي يرى أصحاب الاختصاص أنها تخلق القلق، وكيفية تجنبها:
لا تتجنبي مخاوفك
تجنب الأشياء التي تسبب الضغط يخلق مزيدا من التوتر، تماما مثل كنس الغبار ووضعه تحت السجادة، سيعود للظهور في كل مرة تمشين عليها. فالمشكلة تبقى هنا، وكلما حاولت محوها من عقلك عادت بشكل أقوى.
ربما يبدو تجنب المخاوف معقولا في مرحلة ما، لكن المواجهة هي ما يحل المشكلة. وهذا التجنب قد يخلق لك مشكلة أخرى. يوم تتعلمين كيف تواجهين مشاكلك فلن تتعرضي للأذى مجددا.
إدراك ما تعانين منه
إن الإدراك بأنك تعانين من الهلع هو الخطوة الأولى للتخلص منه. إنكار الهلع يسبب اضطرابات أخرى مثل الوسواس القهري أو الرهاب، كما يمكن أن يؤدي أيضا إلى الاكتئاب الشديد. الإنكار هو آلية نفسية نستخدمها عندما يصبح من الصعب جدا علينا مواجهة الأمور. المرحلة الأولى هي الأصعب للتكيف مع الحدث أو الصدمة، ولا يمكن الشفاء إلا بمواجهة الحقيقة.
أن تكون لديك توقعات عالية جدا
التوقعات هي اعتقاد قوي بأن شيئا سيحدث في المستقبل. ولكن عندما لا تسير الأمور وفقا لما خططنا له نشعر بأن الأمور خرجت عن السيطرة. نشعر بالانسحاق عندما تخيب توقعاتنا، وبالتالي، نصاب بالهلع. لذلك من المهم أن تضعي في اعتبارك أن التوقعات قد لا تتحقق وأنك لن تجني سوى خيبة الأمل.
حاولي وضع حد لتوقعاتك، تذكري أن لا شيء في هذه الحياة يظل على حاله وأن الأمور يمكن أن تتغير.
تحتاجين للتشجيع من الآخرين
هل تحتاجين إلى الآخرين ليشجعوك ويشعروك بالطمأنينة؟ إذا كان هذا هو الحال فأنت على الأرجح تعانين من الهلع، وهذا يؤدي إلى اعتقاد غير صحي بقيمتك واحترامك لنفسك. القلق بشأن رأي الآخرين بك يجعله يزداد.
تعلمي أن تثقي برأيك أنت. إذا كان عليك اتخاذ قرار ما، فيجب أن تثقي بأنه يمكنك وضع أفضل خطة لتنفيذه. ثقي بأن كل الحلول موجودة في داخلك.
الأدوية ليست الحل
يمكن للأدوية أن تساعدك لحد ما، لكن الاعتماد عليها لا يجوز. فبعد فترة ستفقد مفعولها على الأغلب، ويظل الهلع موجودا. الأدوية تهدئ الأعراض وتعطي شعورا كاذبا بحل المشكلة.
لكي تعيشي حياة صحية، عليك الاعتماد على التعزيز الإيجابي ليساعدك في التخلص من هذه المشاعر. حاولي ممارسة الرياضة وقضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، والتأمل أو الاستماع إلى الموسيقى كبديل.
أفكارك السلبية حول ذاتك
الأفكار السلبية حول الذات، واضطراب النوم والاعتقاد بأن هناك شيئا خطأ فيك، كلها جزء من الهلع، وعندما لا تتم مواجهتها تتحول إلى اكتئاب حاد.
تعلمي أن تعيشي في الحاضر ولاتفكري كثيرا في المستقبل. بدلا من ترك دماغك يخلق سيناريوهات فيها الكثير من المعاناة من الكوارث التي قد لا تحدث، تدربي على استبدال هذا التفكير بشيء إيجابي يجلب لك الفرح والسعادة.
مواجهة القضايا
إذا اكتشفت أنك شخص مصاب بالهلع فمن المهم دراسة مخاوفك والظروف التي مررت بها في الماضي. عليك أن تعرفي أن العوامل البيئية وعلم الوراثة يلعبان دورا في ما تمرين به. من المهم مواجهة القضايا التي تعلمناها من سلوكياتنا وخبراتنا السابقة. قومي بطلب المساعدة وتحدثي لشخص ما فهي أمور تساعدك على التعامل بشكل أفضل مع ما تعانين منه.