دراسة: النرجسية ليست سيئة كما تعتقدين!
دراسة: النرجسية ليست سيئة كما تعتقدين!دراسة: النرجسية ليست سيئة كما تعتقدين!

دراسة: النرجسية ليست سيئة كما تعتقدين!

النرجسية هي حب النفس أو الأنانية، وهي اضطراب في الشخصية يؤدي إلى الغرور والتعالي بأن يشعر هذا الشخص أنه بؤرة الاهتمام ومحور الكون.

وقد تتعارض النرجسية مع الرومانسية ولا تتوافق معها، بل بالعكس قد تدمر العلاقات الشخصية وتؤدي بالشريك لإنهاء العلاقة برمتها، ولكننا اليوم بصدد الحديث عن النرجسية من وجه آخر ونقول إن النرجسية لها وجهان أحدهما مضيء والآخر مظلم بحسب ما جاء في مجلة "سايكولوجي توداي" المهتمة بالشؤون الحياتية المختلفة.

إلا أن لكل قاعدة استثناءات، ويتعلق الاستثناء هنا بحقيقة التعالي لدى الناس النابع من تمتعهم بذوقٍ راقٍ يزيد من جاذبيتهم وتسمى الكاريزما أي سحر الشخصية، إذ تعرف هذه الشخصية مقدار نفسها جيدا وما تملكه من قدرات تجعلها تظن بأنها أهم شخص بالكون وعلى الآخرين الخضوع لأوامره والمثول لسيطرته.

وقد أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة ستيفن ورست وجامعة مونستر هذا العام أسباب فشل الارتباط بالشخص النرجسي.

قامت فكرة الدراسة على المقارنة بين الشخص النرجسي والشوكولاتة! فكلاهما يملك الجاذبية لشدك نحوه وبعد الوقوع في الفخ تكتشفين أنك أذنبت في حق نفسك وتلومينها لما سببته من أضرار عندما رضيت بوجودهما في حياتك.

هناك نموذجان من النرجسية يسمى الأول "بالإعجاب النرجسي" والآخر " الإعجاب التنافسي"، حيث يحيط النرجسيون أنفسهم بهالة من التفاخر والتعالي ويركزون بأحاديثهم على ما يمتلكونه من قدرات خارقة ويضخمون من تقديرهم الذاتي بطريقة ثنائية الأبعاد.


ينطوي البعد الأول على الرغبة في إثارة إعجاب الآخرين والعيش في بيئة اجتماعية تمدهم بالطاقة الإيجابية، أما الثاني فهو البعد التنافسي الذي يؤدي إلى الرغبة في إقصاء الآخرين وحمایة الذات من خلال الانتقاص من شأنهم.

فيما يتعلق بالبعد الأول، فهو حرص الشخص النرجسي على إعجاب الآخرين وهو الجانب المضيء من النرجسية؛ لأنها لا تضر بالآخرين، وكل ما يقوم به هو التمجيد الذاتي فقط كقوله: "امتلك فن التعامل مع الناس.. لأنني مميز جدا وأمنح القوة لكل من يقترب مني.. أنا عظيم".

أما البعد التنافسي فيعد هو الجانب المظلم من النرجسية نظرا للحقد الدفين الذي يحمله الشخص بين جنباته يجعله يتمنى الفشل لكل المحيطين به ليظل هو الناجح الوحيد ويقلل من شأن الآخرين ويزدريهم فقط ليرضي غروره.

قد نتساءل كيف يمكن لأي شخص أن ينجذب لمثل هذه الشخصية؟

النرجسية ليست بالأمر المشين كما تعتقدين، فالبعد الأول يركز على شد انتباه الآخرين بما يتمتع به من جاذبية ومعرفته لقدر نفسه ليحاول كسب قلوب الآخرين كنوع من التعبير عن الحب.

في المقابل، نجد البعد الثاني من النرجسية يقلل من شأن الآخرين؛ ولكننا إذا نظرنا للمسألة بشكل مغاير سنجد أنه ربما يتصرف هكذا للظهور بشكل مختلف عن الآخرين عندما يقع في الحب ورغبته في بداية علاقة جديدة.

إذاً ما هو البعد المناسب من النرجسية والذي لا يؤثر على العلاقة بشكل سلبي؟


خلصت الدراسات التي أجريت لقياس مدى تأثير الجاذبية عند الأشخاص النرجسيين على زملاء العمل بأن الإعجاب وليس التنافس هو ما يعزز من جاذبية الأشخاص عندما يلتقون بأشخاص جدد، وأن أولئك الذين يؤمنون بأنفسهم لدرجة الغرور لا يفعلون ذلك على حساب الآخرين، وبالتالي يؤدي إلى نجاح العلاقة على المدى القصير.

أما نتائج العلاقة طويلة الأمد فيؤثر البعد التنافسي بالسلب على نجاح العلاقة، كما أن التنافس يمكن أن يقتل العلاقة في مهدها وينهيها قبل بدايتها.

ويخلق البعد التنافسي العديد من المشاكل في الزواج مثل عدم الرغبة في التسامح وغض الطرف عن التجاوزات والميل إلى المجادلة واختلاق الحجج، والتعامل بقسوة مع الشريك بشكل عام. وبمجرد دخول العلاقة في مرحلة الاستقرار تطغى الصفات الجيدة على الصفات السيئة فتنخفض الأنانية وتزيد القدرة على التسامح.

خلاصة القول، الإعجاب النرجسي هو الأقل ضررا في العلاقة عن التنافس النرجسي، فما يضير الشريك أن يعجب شريكه بنفسه ويملك الثقة الكافية دون الاقلال من شأنه، وهو الأمر الذي لا يؤدي في النهاية لفشل العلاقة.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com