هل تقضي وسائل التواصل الاجتماعي على الصداقة بين الفتيات؟
هل تقضي وسائل التواصل الاجتماعي على الصداقة بين الفتيات؟هل تقضي وسائل التواصل الاجتماعي على الصداقة بين الفتيات؟

هل تقضي وسائل التواصل الاجتماعي على الصداقة بين الفتيات؟

هل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مقياسا لعمق الصداقة بين النساء؟ هل يمكن للفتاة أن تشعر أنها مستبعدة ومرفوضة من صديقاتها عبر هذه الوسائل رغم أنها غير مستبعدة شخصيا في الحياة؟ هل يعتبر وضع "لايك" على البوستات والتعليقات على الفيسبوك، ومشاركة الصور مقياسا للصداقة؟.

تعبير عن الرفض


ترى الكثير من الفتيات اليوم أن تجاهل مساهماتها على الفيسبوك ووسائل التواصل الأخرى هو تعبير عن الرفض، بل إنه يعيد إليهن "مشكلة" مشاعر الغيرة السخيفة التي شعرن بها وهن في بداية مرحلة المراهقة، وتصبح المشاعر أسوأ حين يأتي التصرف من الصديقات القدامى.

فالصداقات بين النساء تحمل في طياتها تفاهمات وواجبات غير معلنة، ووسائل التواصل أضافت تعقيدات جديدة لصداقة الفتيات التقليدية.

المراهقات لا يعقدن صداقات حميمة فحسب، بل يقضين الكثير من الوقت وهن يفكرن معا في الأشياء المشتركة والمشاكل التي يعانين منها. والكثير من الأشخاص الناضجين، كالآباء والمعلمين، لم يدركوا بعد أهمية هذه المعايير الجديدة، لذلك يقابلونها بنوع من السخرية.

إلى ما بعد المراهقة


لكن يبدو أن "مشكلة" الرفض، التي يجب أن تقتصر على المراهقات، أصبحت تمتد إلى ما بعد هذه المرحلة، وأخذت تشمل نساء ناضجات. فنحن نجد امرأة ناضجة أنهت الدراسة الجامعية وتعمل بوظيفة مرموقة، ومع ذلك تعترف بأنها تشعر بالحزن لأن صديقاتها يستبعدنها على وسائل التواصل، ولا يشاركنها إلا الأشياء العامة جدا والتي لا تحمل أي خصوصية.

لكنها تعترف أيضا بأنه من الخطأ الحكم على سلوك الأصدقاء على الإنترنت باعتباره حكما على سلوكهم في الحياة؛ لأنها تدرك أن هذا التناقض متبادل، فهي نفسها تقوم باستبعاد بعض الصديقات على وسائل التواصل دون أي نوايا سيئة، رغم علاقتها الطيبة بهن في حياتها الحقيقية.

سرعة الرد


وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر في العلاقات بين النساء في جانب آخر وهو سرعة الرد على ما تنشره إحدى الصديقات. ففي بعض الأحيان تنشر إحدى الصديقات خبرا في وقت تكون فيه الأخريات مشغولات جدا بالعمل أو بأطفالهن، تقول إحدى السيدات "عند معرفة الخبر أدرك أنها ستغضب جدا لأنني تأخرت في الرد على ما كتبت... سواء كان ما كتبته أمراً هاماً أو سخيفاً لا يستحق الرد. وهنا علي أن أبذل جهداً مضاعفاً للتعويض عن تأخري في الرد".

إن النساء والفتيات اللواتي يحاولن الخضوع لشروط مطالب الصداقات النسائية في وسائل التواصل سوف ينتهي بهن المطاف إلى العيش في كابوس مستمر. لكن سيكون هناك دوما نساء ورجال لا يستطيعون التخلي عن هواتفهم ويواصلون التقاط صور السيلفي في أي مكان حتى وهم في الحمام، ويقنعون أنفسهم أن نشر هذه الصور هو شكل من أشكال التعبير الإبداعي، بينما هو في الواقع صرخة تحاول التأكيد أنهم موجودون، ولا يدركون أن هذه الطريقة لايمكن أن تؤدي لحياة سعيدة أو تشكيل صداقات هادفة.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com