الشخص الانبساطي "له من اسمه نصيب"، مُقبل على الدنيا، ومُصافح لها بكل حيوية وعنف وصراحة، متصالح مع نفسه، اجتماعي قادر على عقد الصداقات القوية بشكل سريع، لا يهتم بصحته أو هندامه وبالتفاصيل الصغيرة، كما لا يمكنه إخفاء ما يعتريه من مشاعر وانفعالات.
ولأنه لا يكترث للأمور الصغيرة بسهولة قد يكوّن أعداءً أقوياء، غير مبالٍ بهم وبانتقاداتهم، لكونه يعيش حالة من المرح والتفاؤل والميول الاجتماعي، لهذا السبب يفضل الانبساطي المهن التي تتطلب نشاطاً وعملاً فيه مشاركة مع الناس، والتي فيها مكاسب مادية كتجارة السيارات أو العمل التجاري الحر، لما لديه قدرة في اجتذابهم إليه.
يتسم الانبساطي بتفكيره الواقعي يعيشه بدون تأملات أو خيالات، ونظرته إلى الأمور المحيطة به كما هي من حيث قيمتها المادية الواقعية، لذلك يستطيع معالجة أمور حياته بالممكن والمتاح من الطاقة الفعلية بما يتوافق مع بيئته الاجتماعية المحيطة به.
رأي علم النفس بالشخص الانبساطي
وبحسب علماء النفس، يتميز الانبساطي بقابليته العالية في التكيف والمرونة السريعة مع الأحداث والمواقف، كما لديه مرونة ونجاحات في التعامل مع متطلبات الحياة مقترنة بالرضا الذاتي والاجتماعي وظروف التواصل الاجتماعي في تحقيق مكاسب مادية كبيرة.
ولأنه انبساطي، دائماً ما يلاقي القبول والإعجاب الأكثر من الناس بين شرائح المجتمع، لكونه طبيعيا ومرنا في تعامله معهم، ويأخذ ويعطي معهم بسهولة.
بالإضافة إلى ذلك، تمكنت العديد من الأبحاث وعلى مدى عقود طويلة من التأكيد بأن أدمغة الانبساطيين يتم تنشيطها بصورة مختلفة بحسب ظروفهم، ولهذا علاقة وثيقة بـ "الدوبامين"، الذي هو ناقل عصبي مسؤول عن ضبط مراكز المكافأة والمتعة في الدماغ.
ويؤكد أخصائي علم النفس هانز آيزينك أن أدمغة الانبساطيين تملك قدرة أقل على الاستثارة أو التهيج مما يجعلهم بحاجة لمزيد من التحفيز من مجتمعهم الذي يعيشون فيه ليشعروا بالتأهب واليقظة، وهذا ما يساعد على تفسير إقدامهم على المجازفة وخوض التحديات والانغماس القوي بالعلاقات الاجتماعية لتحفيزهم باستمرار.
كما بيّن آيزينك أن هذا الأمر يعود إلى ارتباطه بـ "الدوبامين"، بحيث يستجيب مركز المكافأة في الدماغ لدى الانبساطيين بشكل مختلف عن الشخصيات الأخرى كالانطوائيين مثلاً.
كما اكتشف أحد الباحثين خلال دراسة أجراها أن الزيادة في حجم وثخانة المادة الرمادية في القشرة قبل الجبهيّة في دماغ الانبساطيين قليلة، وهذا ما يخلص إلى السبب وراء قدرة الانبساطيين على الإقدام على المجازفات دون التفكير بإيجابياتها وسلبياتها.
لصاحب الشخصية الانبساطية هوايات كثيرة ومتنوعة، كما يستمتع بلقاء الأشخاص الغرباء كي يتقرّب منهم ويتعرف عليهم، وله من الأصدقاء الكثير، ولكنه أحياناً يفضل القراءة ويغلّبها على مشاركة الناس في المناسبات الاجتماعية، وإن وُجد في حفلة مملة فإنه يضفي عليها جواً من المرح والحيوية، لكونه يحب النكات والقصص المسلية المضحكة، كما عنده إجابة جاهزة لكل موقف يكلمه الآخرون عنه.
ومن جهة أخرى، لا بد من الحذر في التعامل مع الانبساطيين عند نقدهم، فسعادتهم التي تسيطر على سلوكياتهم قد ينتج عنها أموراً سيئة، بحيث يفتقرون إلى التقمص العاطفي والحساسية تجاه الآخرين، بينما هم حساسون تجاه مشاعرهم الخاصة، حيث يتميزون بالأنا العالية.