اهتماماتك

27 نوفمبر 2016

التسوق بين الهوس والاحتياج.. كيف تستطيعين السيطرة على عمليات الشراء؟

يعد التسوق متعة من متع الحياة عند غالبية النساء، فشراء حذاء جديد، أو فستان أنيق هي أشياء كفيلة بإدخال الفرح إلى قلب أي امرأة. لكن حين تصبح الرغبة بالشراء أكبر من القدرة على التحكم بها، فنحن أمام مشكلة جدية.




هناك أناس يعانون من جنون التسوق وهوس الشراء، لا لحاجة ما وإنما لمتعة الشراء نفسها. هؤلاء الأشخاص يتولد لديهم ذلك الشعور الذي يعمل على اندفاع الأدرينالين، ويحث لديهم الرغبة في التفكير.

إذا كنت من هؤلاء الأشخاص وحاولت التوقف عن التفكير، سيطاردك شغف التسوق، لأن هناك مرضًا يعرف بإدمان التسوق، وبالتالي فإن أهم أعراض هذا الإدمان هو أن المدمنين لا يستطيعون العيش بدون شراء، فكيف يمكن العلاج من هذا الداء المكلف الذي يؤثر سلبًا على الأوضاع المادية... تعالي نتعرف على رأي الخبراء.




يقول كيويانج اوه، الأستاذ المساعد في جامعة "استيت" بنيويورك المتخصص في التسوق العصبي: "هذا الشعور لا يختلف عن إدمان الكحول، والمخدرات، وحتى الأكل، فالأشخاص المصابون بهوس التسوق يعانون من مرض يسمى بـ"الاندفاع القهري"، وهو اضطراب السيطرة على الانفعالات.

هذا المرض معروف للأطباء المتخصصين في الصحة العقلية، إذ يعاني المريض من عدم السيطرة على الذات، ويجد صعوبة في ضبط النفس.

ويضيف أوه: "في حال لم تستغرق عملية الشراء سوى ثوان معدودة، من دون الإمعان في التفكير العقلاني، فهنا نلاحظ، عند تعقب سلوك المستهلك، أنه نابع من الحالة العصبية، وأن مشكلته هي عدم توظيف الاحتياجات وفقًا للأولويات، فهو ينبهر بالإعلانات من قبل الشركات، ويقرر الشراء بطريقة سريعة".

وتابع "أوه" الذي يدرس الموجات الدماغية: "علينا بالتفكير العقلاني بدلاً من العاطفي، لأن هذه الأنواع من القرارات العاطفية، غالبًا ما تتم بصورة لاشعورية بسبب بنية الدماغ البشري".




واستطرد قائلاً: "لحظة ما نقرر الشراء نشعر بالارتياح، وتندفع المشاعر الإيجابية، ولكن بعد ذلك، على غرار مدمن المخدرات أو الكحول، يتولد داخلنا الشعور بالذنب، ما ينتج عنه صعوبة الرضا".

وتقول كيت يارو، المتخصصة في علم نفس المستهلك، في سان فرانسيسكو، ومؤلفة كتاب (فك الرموز العقلية للمستهلك): "نحن بحاجة إلى المزيد، عندما تخرج نزعات الشراء عن سيطرتنا، فإن المفتاح هو أن نحدد رغباتنا".

أما دارين بريدجر، مستشار التسوق العصبي في لندن، فيقول: "عندما ندخل المتجر، ينتج الجسم كمية كبيرة من الدوبامين، وهو حافز عصبي في الدماغ، يجعلك تشعر بالمتعة أثناء التسوق، كأنك تبحث عن كنز، وهذا البحث في حد ذاته، حافز ممتع للغاية".

ويقول إن "معظم قرارتنا نتخذها ببطء، سواء كانت خاصة بالعمل، أو القيادة بتهور، أما عند الشراء فنكون متسرعين جدًا، وهذا ناتج عن الاندفاع، ما يعمل على ارتفاع الموجات الدماغية، وينتج عنه الإشارة إلى ما يسمى بالانخراط العاطفي، عند شراء منتج معين".

ولحل هذه المعضلة، تم تصميم مواقع التسوق عبر الإنترنت، لتجنب الذهاب إلى المتاجر، لأن هذه الاستثارة الفسيولوجية، تعمل على حمايتنا من جشع التجار، وشغف التسوق، لأن معظمنا مدمنو تسوق في الواقع، ونعاني من جنون التسوق، وهوس الشراء.

وتقول "أنجيلا ورتيزل" المتخصصة في علاج التسوق القهري، في سانتا باربرا، بولاية كاليفورنيا: "عندما نبدأ بالتفكير في التسوق، يتولد لدينا الشعور بالرفاهية، تمامًا مثلما يحدث عند التفكير في شرب الكحول، أو المخدرات وغيرها".

الخلاصة، لكي تشفي من مرض التسوق، عليك تجنب التفكير المتسرع، وتفحص مواقع التسوق عبر الإنترنت، ما يعمل على كبح جماح رغباتك الداخلية، واقنعي نفسك بأن عملية الشراء، ليست ممتعة كما تظنين، ولكنها مرهقة للعقل، وتجعلك دائمًا في الوضع التنافسي الذي ينتج عنه صعوبة السيطرة على عملية الشراء.