في عام 2018، عاش جو ديميو، الشاب الأمريكي البالغ من العمر 26 عامًا، تجربة مرعبة كادت تودي بحياته. تعرض لحادث مروع تركه في حالة خطيرة، وكان يواجه تحديات طبية جسيمة في طريقه للشفاء.
لكن رغم الصعاب كلها، أظهر جو عزيمة وإصرارًا غير عاديين على العودة إلى الحياة.
ففي أثناء قيادة سيارته بعد نوبة ليلية في عمله، فقد جو الوعي، وغفل عن الطريق، ليصطدم بالرصيف وتشتعل فيها النيران.
ولحسن الحظ، تدخل اثنان من المارة في الوقت المناسب وأنقذاه من الانفجار الناري، لكن 80% من جسده كان مغطى بحروق من الدرجة الثالثة.
نقل جو إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث دخل في غيبوبة مستحثة طبيًّا لمدة شهرين، وأجرى أكثر من 20 عملية جراحية ترميمية.
بعد محنة طويلة، قرر الأطباء منح جو فرصة جديدة للحياة من خلال إجراء عملية زرع وجه ويد مزدوجة، وهي العملية التي كانت تمثل تحديًا طبيًّا كبيرًا.
وفي أغسطس/آب 2020، خضع لعملية معقدة استمرت 23 ساعة، وكانت نسبة نجاحها 6% فقط، إذ كانت أول عملية من نوعها في العالم، حيث أُجْرِيَت العملية بنجاح كبير، ليصبح جو دي ميو أول شخص في العالم يتلقى وجهين ويدين جديدتين.
بعد نجاح العملية وبدء رحلته في التعافي، بدأ جو في بناء حياته مجددا. في هذه الأثناء، قرأت جيسيكا كوبي، ممرضة أمريكية في الثالثة والثلاثين من عمرها، قصة جو وأعجبها نظرته الإيجابية للحياة.
قررت إرسال رسالة له عبر "إنستغرام"، وبدأت بينهما محادثات يومية تحولت إلى علاقة رومانسية، وفي نهاية الأمر، قررا الانتقال إلى مرحلة جديدة في علاقتهما، حيث طلب جو من جيسيكا الزواج به، وهو ما دفعهما للاحتفال بخطوبتهما في مشهد مؤثر نشره الثنائي عبر الإنترنت.
تفاعل المتابعون بشدة مع منشور خطوبتهما، حيث ظهرت جيسيكا، وهي ترتدي فستانًا أسود وكعبًا عاليًا، بينما اختار جو قميصًا أصفر أنيقًا.
ونشر الثنائي الصورة مرفقة برسالة تعبيرية مؤثرة تقول: حبيبي دائمًا. كانت هذه الصورة بمثابة تعبير عن السعادة والوفاء بعد مسيرة طويلة من التحديات، وكان التعليق مفعمًا بالحب والدعم من الجمهور الذي غمر قسم التعليقات برسائل التهنئة والمباركة.
أجرى جو عمليته الجراحية في ديلاوير، حيث حصل على يدين ووجه جديدين من متبرع مجهول. تمثل هذه العملية إنجازًا طبيًّا غير مسبوق، إذ أجريت محاولات سابقة لزرع وجه ويدين، لكن بعضها فشل بسبب رفض الجسم للأعضاء المزروعة.
غير أن جو أصبح الشخص الأول في العالم الذي يتقبل بنجاح زرع الوجه واليدين، ويبدأ في استعادة استقلاليته. وبفضل العلاج المكثف، استطاع جو استعادة قدرته على القيادة بعد فترة من التأهيل.
وبالرغم من الصعوبات التي مر بها، فإن جو يؤكد أنه تعلم الكثير عن نفسه وعن أصدقائه الحقيقيين بعد الحادث.
وبعد سنوات من المعاناة، بدأ جو في استعادة حياته تدريجيًّا، ولا شك في أن خطوبته ونجاحه في التعامل مع تحدياته الصحية يشكلان بداية جديدة له في رحلته مع جيسيكا والمستقبل.