تعد العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة واحدة من أكثر التحديات التي تواجه الأمهات الجدد، إذ تتداخل المشاعر المتباينة بين القلق من ترك الطفل والتوتر حيال المسؤوليات المهنية.
هذا الانتقال يتطلب تخطيطًا جيدًا وإستراتيجيات محددة لضمان تحقيق التوازن بين متطلبات العمل ودور الأمومة الجديد.
العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة.. خطوات لتجاوز التحديات بثقة
العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة قد تبدو مهمة صعبة، لكن من خلال اتباع هذه الخطوات المدروسة والموجهة، يمكن تجاوز التحديات بثقة واستعادة التوازن بين الحياة المهنية والأسرية.
استعدي ذهنيًا للعودة إلى العمل
قد تشعرين وكأنك تبدئين العمل للمرة الأولى من جديد، لكن لا تقلقي، فكل مرحلة في الأمومة تحمل تحدياتها. من المهم أن تدركي أن الشعور بالذنب أو القلق من الأخطاء أمر طبيعي. تذكري أنك لست بحاجة إلى تحقيق الكمال في كل شيء؛ الأمومة والعمل يحتاجان دعمًا خارجيًا سواء من العائلة أم المحيط المهني.
ابدئي بالتأقلم تدريجيًا مع فكرة الانفصال عن طفلك. يمكنك مثلاً ترك طفلك لبعض الوقت مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أثناء قيامك بمهمات صغيرة. هذا يساعدك في التخفيف من شعور القلق تدريجيًا قبل العودة الكاملة إلى العمل.
تنظيم حياتك اليومية
التنظيم هو المفتاح لتجاوز هذه المرحلة بسهولة. قومي بإعداد أنظمة تساعدك في تقليل الضغط، مثل:
- تحضير الوجبات مسبقًا لتوفير الوقت.
- تجهيز خزانة ملابسك بأزياء معدة مسبقًا لتسهيل اختيار ملابسك يوميًا.
- الاتفاق مع من يهتم بطفلك على طريقة التواصل معك بخصوص مراحل نموه، مثل الخطوات الأولى أو الكلمات الأولى. يمكنك طلب الإبلاغ الفوري عن هذه اللحظات أو تسجيلها لتشاهديها لاحقًا.
اختيار نظام رعاية مناسب لطفلك
أحد أكبر القرارات التي تواجهها الأمهات هو اختيار من سيرعى الطفل أثناء وجودك في العمل. الخيارات تشمل دور الحضانة، الرعاية المنزلية، أو حتى تقاسم الأدوار مع شريك حياتك.
عند اتخاذ هذا القرار، ضعي في اعتبارك:
التكلفة: قد تكون الرعاية الأقرب إلى المنزل أكثر تكلفة ولكنها أكثر راحة.
المعايير الثقافية: تختلف توقعات المجتمع حول الرعاية بالأطفال بين منطقة وأخرى.
الراحة النفسية: الأهم هو أن تشعري بالراحة تجاه الخيار الذي تتخذينه؛ فالدراسات تشير إلى أن نجاح الطفل يعتمد بشكل كبير على راحة الأم النفسية تجاه الرعاية المقدمة له.
التغلب على "شعور الذنب"
غالبًا ما تشعر الأمهات العاملات بالذنب، سواء بسبب الاستمتاع بالعمل أم الشعور بعدم التقدير في المنزل أو العمل. هذا الشعور طبيعي، ولكنه لا يعني أنك مقصرة.
ابدئي بالبحث عن دعم إضافي
استفسري عن السياسات المطبقة في شركتك لدعم الأمهات. وقارني تلك السياسات بما تقدمه شركات أخرى.
تحدثي مع مديرك واطلبي تعديلًا يتناسب مع ظروفك الجديدة، مثل مرونة ساعات العمل أو خيارات العمل عن بُعد.
العناية بنفسك أولاً
الاعتناء بصحتك النفسية والجسدية ضروري لتكوني قادرة على تلبية احتياجات طفلك وعملك. امنحي نفسك وقتًا للراحة والترفيه دون الشعور بالذنب.
وختامًا، فإن العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة ليست مهمة سهلة، لكنها قابلة للتحقيق بخطوات مدروسة. أهم شيء هو أن تختاري ما يناسبك أنتِ وعائلتكِ. سواء كان ذلك بتقليل ساعات العمل، توظيف مساعدة إضافية، أو إيجاد طرق مرنة لتلبية احتياجات طفلك، تذكري أنك تقومين بأفضل ما تستطيعين. امنحي نفسك التقدير الذي تستحقينه في هذه المرحلة الجديدة والمليئة بالتحديات.
