للرجل

23 نوفمبر 2017

الشرخ العاطفي بين الأب وابنه... هل من حلّ؟

من باب التهكّم، واحدة من الصفات التي يوصف بها الجيل الحالي أنه "أصمّ لا يسمع"، حيث لم يعد الأبناء ينصتون لتوجيهات الآباء وإرشاداتهم، جراء تدهور العلاقة بينهما، وصولاً إلى الاعتداءات الجسدية والإهانات النفسية والكلامية.

تعتمد مسيرة الأبناء ومسارهم أساساً على سلوك الوالدين معهم، وتحديداً الأب، الذي يساعد أبناءه إما للمسار الصحيح أو الانحراف عن جادة الصواب، فقسوته وعصبيته وتعامله الفظّ ستؤدي حتماً إلى شرخ كبير بينه وبينهم قد لا يجبره الزمن.

عواقب الشرخ بين الأب وابنه



بيّن المستشار الاجتماعي الدكتور محمد أبو شوك لـ "فوشيا" أن الأب هو الملاذ الآمن للأسرة، فإن لم يكن الأب حنوناً وواعياً وعاقلاً، ستتدهور منظومة أسرته وبيته.

وإذا كان الأب صارماً وقاسياً فسيُحدث شرخاً كبيراً من الجانب النفسي مع أولاده، وسيشعرون بالخوف لحظة دخوله المنزل، والشعور بالضيق والنّكد، وهو ما يبرر السبب وراء خروجهم من المنزل واللهو مع الأصدقاء، أو الانعزال في غرفهم، تحسباً لنشوب الخلافات مع أبيهم.

والمشكلة الأكبر، بحسب أبو شوك، هو حين تفتقر الأسرة لجوّ المرح والسعادة والألفة. والنتيجة، تراكم آثار نفسية سلبية تتفاقم مع الزمن، وانجراف الأبناء نحو السلوك المنحرف والعدائي وصولاً إلى حالة التنمّر في البيت والمدرسة أو الجامعة جراء انعكاس سلوك الأب معهم، فضلاً عن غيابهم لوقت طويل عن منزلهم أثناء وجود الأب.

كيف يمكن علاج الشرخ بين الأب وأبنائه؟



لأن تلك الظاهرة سيئة للغاية، لما يعقبها من نتائج لا تحمد عقباها، ولأنه على غرار: "إن كبر ابنك خاويه"، على الأب أن يستدرك عواقب صرامته وقسوته، بدلاً من هذه الطرق التي لم تعُد تجدي نفعاً.

وقال أبو شوك: "يخطئ من يعتقد أن تأديب الأبناء قائم على تعنيفهم وضربهم وممارسة السلطة عليهم"، وأن الحل الأنجع لعلاج هذا الشرخ هو الوصول إلى مفتاح هذا الأب الصارم، وضرورة تدخّل أقارب الأبناء كالأعمام أو الأخوال لتوعية هذا الأب، وكل من يستطيع التأثير عليه، بالإضافة إلى مساندة الأبناء ودعمهم ومتابعتهم نفسياً وعاطفياً من محيطهم.