لماذا ينجذب شخصان مختلفان لبعضهما؟.. هكذا فسر العلماء لغز الكيمياء بين البشر!
لماذا ينجذب شخصان مختلفان لبعضهما؟.. هكذا فسر العلماء لغز الكيمياء بين البشر!لماذا ينجذب شخصان مختلفان لبعضهما؟.. هكذا فسر العلماء لغز الكيمياء بين البشر!

لماذا ينجذب شخصان مختلفان لبعضهما؟.. هكذا فسر العلماء لغز الكيمياء بين البشر!

قد يرتبط في ذهنك أحياناً أشخاصٌ لهم أشكال وتصرفات معينة وبتاريخ معين، أو تجد عندهم تطابقاً مع الصورة الذهنية المتكوّنة عندك، فإذا قابلت في حياتك الشخص الذي يملك هذه الصفات إيجاباً فإن "كيمياء" تحدث بينكما لا محالة، وإن كانت لا تنطبق عليه، حتماً سيحدث "نفور" وعدم ارتياح.

وأحياناً نقول: إن بين فلان وفلان كيمياء، أي في حال حدث والتقيا تفاعلا، ونتجت عن علاقتهما تركيبة جديدة، أو نقول: ليست بينهما كيمياء، أي من الصعب أن تسفر هذه العلاقة عن شيء جديد، لذلك كثيراً ما نجد عدم وئام بين الأشخاص سواءً في الشكل أو الحجم أو اللون، ولكنهما متناغمان مع بعضهما، نتيجة حدوث عملية كيميائية جمعت بينهما.

تماماً كما يحدث في علم الكيمياء، حيث يؤدي خلط المواد والأحماض إلى تفاعلات تفرز مادة جديدة، إما تكون مادة مفيدة كالماء أو ملح الطعام أو الأكسجين مثلاً، أو مادة عبارة عن غازات ضارة بلا فائدة، وعلى هذا الغرار، تكون الكيمياء بين البشر.

وما يؤكد ذلك، ظهور الكتاب الأول الذي يتحدث عن "الكيمياء البشرية" في العام 1914، والذي أكد مؤلفه وليام فيربرن، على أن الإنسان ما هو إلا مجموعة من المواد الكيميائية التي تتفاعل مع غيرها من المواد الكيميائية الأخرى، مقترحاً استخدام مبادئ علم الكيمياء عند تحليل العلاقات بين الناس، وتفسير ردود الأفعال بينهم.

كما اعتبر العلماء أن الكيمياء بين الأشخاص مجرد مقدمة منطقية لإنشاء العلاقات بين الناس، وأن هذا الانجذاب يتكون تجاه أشخاص محددين دون غيرهم، نتيجة وجود جين يطلق الإشارات الكيميائية القوية تسمى "الفيرمونات"، من خلاله يتحدد من الشخص الذي ننجذب إليه.

وأما خبراء الطاقة فيجدون أن لكل إنسان طاقة معينة سواءً أكانت إيجابية أم سلبية، فإذا كانت الطاقة بين أي اثنين متشابهة إيجاباً، حينها سيحصل "تجاذب"، بينما سيحدث "نفور" في حال كانت الطاقة بينهما سلبية.

ومن ناحية أخرى، يؤكد خبراء الاتصال أن الكيمياء بين البشر ما هي إلا تواصل لا يتم من خلال الكلام فقط وإنما بالكلام والحوار أيضاً، لما لها من علاقة بتوافق الطباع وتناقضها، حيث يبدأ الإنسان منذ صغره بتشكيل الأشياء التي يحبها أو يبغضها، لتصبح لاحقاً كجزء من شخصيته، ثم تتحول إلى سلوك وعادات عنده.

هناك نوع من أنواع الكيمياء بين البشر تُدعى "كيمياء الشعور بالراحة"، ويقصد بها أن تقابل شخصاً في حياتك تشعر معه بسلاسة وانطلاق في الكلام، كأنك تعرفه منذ زمن، أو كأنك قابلته مسبقاً.

وبهذا الخصوص، يقول أستاذ علم النفس في جامعة روتشيستر الدكتور هاري ريز: "إن أغلب الناس الذين يشتركون في هذه الكيمياء يشعرون كأنهم وحدة واحدة، وعندما يتكلّمون مع بعضهم البعض، تشعر وكأنهم يتحدثون مع أنفسهم، كما قد يتبع شعورهم بالراحة الشعور بالرغبة أحياناً، وفي حال وقعا في الحب، فإن النشاط المرتفع للدوبامين يمكن أن يؤثر على مستويات التيستوستيرون ويزيد من الدافع الجنسي عندهما".


وإلكترونياً، وعلى صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، فإننا غالباً ما نبحث عن الأصدقاء الذين تجمعنا معهم إما صداقات مشتركة أو اهتمامات متماثلة، سواءً اهتمامات رياضية أم دراسية أم مواهب متنوعة، وما إلى ذلك.

وختاماً، لا بد لنا من القول "إن لله في خلقه شؤون"، لما تحمله الكيمياء بين البشر من غرابة قد تكون غير منطقية أحياناً، تتأكد لنا حينما نرى زوجيْن برغم اختلافاتهما في اللون أو الشكل أو الطول أو الجنسية، إلا أن "كيمياء بشرية" تلخص حياتهما.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com